17 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

حنان الفتلاوي، امرأة حديدية من نوع أخر!

حنان الفتلاوي، امرأة حديدية من نوع أخر!

جميعنا يعلم من هي المرأة الحديدية، فهذا اللقب أطلق لأول مرة على رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارغريت تاتشر، والتي إستمرت مدة حكمها في رئاسة الوزارة البريطانية لأحد عشرة سنة، وتعد أول سيدة تتقلد هذا المنصب في المملكة المتحدة، عملت طيلة فترة رئاستها لمجلس الوزراء البريطاني، على إحداث إصلاحات في النظام المالي، من خلال تفليص دور الحكومة، ودعم السوق الحرة في البلاد، بالإضافة الى أنها قامت بتصحيح معدل التضخم، من خلال تخفيض معدلات الإنفاق الحكومي.
بآجلها الموعود، توفيت مارجريت ثاتشر، بعد إصابتها بالسكتة الدماغية، وفيه أسدل الستار على واحدة من أكثر الشخصيات النسائية تأثيرا في القرن العشرين.
من هنا تحاول بعض من نسائنا في العراق، أن يقمن بمحاولة تقليد أو مجاراة بارونة كيستيفين، فيما قامت به من أعمال، في محاولة منهن لجذب الإنتباه إليهن، كما في حالة النائب عن دولة القانون؛ السيدة حنان الفتلاوي، التي لا تكاد تمر مناسبة؛ إلا وتخرج على الجمهور بتصريحات نارية، تلهب الشارع؛ بل أكثر من ذلك، فإن بعض تصريحات السيدة الفتلاوي، تحسب في باب تأزيم الموقف الداخلي.
معلوم أن السيدة حنان شيعية، الأمر الذي يحتم عليها حكما، أن تلتزم بتعليمات مرجع الطائفة الشيعية في العراق، سواء كان هذا المرجع مقيما في النجف (أحد المراجع الأربعة) أو في قم (علي الخامنئي)، لكنها لم تلتزم بذلك في أكثر من موقف، ذلك أننا نسمع بأن المرجعية الشيعية، تؤكد دائما على الوحدة الوطنية بين السنة والشيعة، في الوقت الذي نسمع تصريحات السيدة حنان، تحرض على الطائفية والكراهية حتى بين أبناء المكون الشيعي، ناهيك عن بث سمومها على الطائفة السنية.
أما ما يتعلق بالمرجعية الشيعية، فيكفي أنها تصفها بالإنبطاحية، وهو مصطلح لم أسمع به إلا من رجالات ونساء دولة القانون، الذين غادروا الواجهة السياسية في العراق غير مأسوف عليهم، وكذلك وصفها لزعيم المجلس الإسلامي العراقي عمار الحكيم، بأنه إنبطاحي، لإيمانه بأن قدر الشيعة والسنة، بالإضافة الى باقي المكونات العراقية، أن يعيشوا في هذا البلد، الأمر الذي يحتم عليهم جميعا؛ أن يتنازل كل منهم الى الأخر عن جزء مما يعتقد بأنه حقه.
السيدة الفتلاوي تفترض أنها من خلال تصريحاتها النارية، ستكون امرأة العراق الحديدية، وأنها ستتمكن من حكم العراق، بدلا عن سيدها الذي قبع في نيابة رئاسة الجمهورية، ونست أن مارغريت تاتشر لم تقم برشوة الناخب بآي باد ليمنحها صوته، كما فعلت هي في الانتخابات الأخيرة، وعندما شعرت بأنها ستخسر معركة الانتخابات؛ فضلت الانسحاب من زعامة الحزب، لتستمر عضوا في مجلس العموم البريطاني لغاية عام 1992، لكن أنت سيدة حنان ماذا فعلت، غير أن تحاولي أن تتمسكي بالريح، التي ستذهب بك بعيدا عن أرض العراق؛ التي لن يشرفها أن تطأها إنسانة فشلت في أبسط دروس الوطنية.

أحدث المقالات