23 ديسمبر، 2024 9:38 ص

حنان الجبوري… ومشعان الفتلاوي..!!

حنان الجبوري… ومشعان الفتلاوي..!!

يبدو ان قارب الطائفية لم، ولن يرسو على جرف الأخوة، والمحبة، والتعايش السلمي بين جميع المكونات، والطوائف العراقية؛ طالما هناك وجود مجاديف تدفع به باتجاه الأمواج الجارفة، والرياح العاتية، التي أصبحنا ندور في فلكها؛ ونعيش في عتمتها أكثر من عقد من الزمن..
تلك المجاديف التي دفعت قارب الشعب باتجاه الهاوية منذ سقوط النظام البعثي عام 2003، ونفسها التي خرمت المركب، عندما فجرت قبة الإمامين العسكرين في سامراء( عليهم السلام)، حيث أصبحنا صيداً سهلاً وسط البحار الطائفية، والقومية، وتقلبنا الأمواج حسب ما تشتهي رياحها الغربية، الشرقية..
لا يمكن لأحرار شعوب العالم أن تنسى جلاديها مهما مرت بظروف قاسية، ومؤلمة على مر التاريخ، وفي مقدمتهم الشعب العراقي؛ فلا يمكن أن ينسى هذا التاريخ الحافل بالأمور الرهيبة، والذي من خلالها صاحبنا الموت، والجوع، والتهجير، والسجون المظلمة، والتعذيب الجسدي، والنفسي؛ والحروب العبثية طيلة ثلاثة عقود ونصف..
مشعان الجبوري مرتاد واحة قناة الجزيرة، وبرنامج الاتجاه المعاكس، الذي كان يجمع بينه وبين شخصيات عراقية معارضة، ومناوئة لنظام البعث في تسعينات القرن المنصرم؛ عندما كان يقف ويرتعد دفاعاً عن صدام، ومجرمي حزب البعث، وأستمر حتى سقوط الصنم، وصاحب قناة الزوراء، وبطل شاشتها؛ الذي كان يصف اكثر من 70% من ابناء الشعب العراقي بالمجوس، والفرس، والخدم، وأبناء المتعة، وبالتالي قد اصبح طريد القضاء العراقي، على مدى اكثر من نصف عقد..
حنان الفتلاوي التي زينت نفسها بالألقاب، والأنساب” الخنساء، وزينب العصر”، ومكتشفة المعادلة الرياضية الكبرى؛ التي عجز عن حلها كبار علماء الرياضيات، ولم يجدوا لها قانون في قاموس الخوارزمي، وعقدها الكاثوليكي مع الفضائيات العربية، والمحلية، والصحف، وصفحات التواصل الاجتماعي؛ التي جعلت الموت يختبئ تحت لسانها، ويتربص لنا بين شفتيها، ما أن تفوهت بشيء إلا وارسلنا قافلة من شبابنا، وشيوخنا، ونسائنا إلى وادي السلام؛ تحت يافطة الدفاع عن المذهب، وأتباع أهل البيت(عليهم السلام)..
إن المرجعية الدينية في النجف الاشرف، والقوى الوطنية، قد أصرت على استبدال طاقم المركب برمته، ذلك الطاقم الذي خرم المركب خلال ما يقارب عقد من الزمن، واستبدال المجاديف التي دفعت به طيلة هذه الفترة، وسط رياح الطائفية، والقومية، والحزبية؛ والمصالح الشخصية..
بعد أن غادرنا معزوفة الدفاع عن المذهب، وحماية الشيعة، وحماية السنة من الفرس، والتمدد الشيعي؛ عادت تلك المجاديف السابقة، بدفع المركب الجديد بمفهوم أخر، وهو أشد وطأة من سابقة، وتحريك الأمور بتجاه الثارات العشائرية، والقبلية؛ بقضية مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1700 شاباً بسبب التخاذل السياسي، والخيانة الأمنية..
الجميع يعلم أن الشعب العراقي شعب تحكمه العادات، والتقاليد العشائرية، والقبلية؛ منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا، ويلتزم التزاماً وثيقاً بما تملية العشيرة، أو القبيلة من قوانين، وأحكام؛ وإذ حصل تعدي يعد إهانة الى العشيرة برمتها، ولابد من التصدي الى هذا المفهوم، وإلا النار سوف تلتهم الجميع…