22 ديسمبر، 2024 9:48 م

حمير وبترول وإعلام بلا ضمير.!

حمير وبترول وإعلام بلا ضمير.!

منذ فترة ليست بالقصيرة، سمعت إن رجل عراقي لاجئ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يدعى الدكتور ( احمد الكاتب)، وفي الحقيقة كنت من أشد المتابعين له؛ كوني أجهل توجهه الحقيقي أين يريد أن يصل في نهاية المطاف، حيث كنت أتابع لقاءاته واقراء بين سطور كتاباته؛ عن أمراً خطيراً في المستقبل القريب، وتشويه كثير من الحقائق والتظليل على الأحاديث النبوية، وائمة أهل البيت( عليهم السلام).
حيث أخر ما قرأت في أخر كتاب له؛ الذي تناول فيه قضية ولاية الفقيه؛ وبدأ يفند كل الكتب والأحاديث والرواة الذين يؤكدون عليها؛ حتى وصل إلى الإمام الثاني عشر المهدي( عج)، فهنا أصطدم بأحاديث صحيحه ومسندة متفق عليها من عامة علماء المسلمين؛ حيث وقف بين أمرين، أما أن يلغي نظريته وجميع كتبه وأبحاثه وجهده خلال أعوام؛ واما أن يلغي وجود الإمام المهدي( عج)، فأنفا وجود الإمام المهدي( عج) وقضية الغيبة ويجعلها من الأساطير.!
هذه النظرية التي الغت وجود إمام مفترض الطاعة؛ نجد لها رواجاً كبيراً بعد عام 2003، في أسواق الإعلام العراقي الذي أخذ مساحة وأسعه بلا رقابة حكومية؛ وبدون ضمير إسلامي وطني، وينظر للرسالة الإعلامية بمنظار مادي ومفهوم الربح والخسارة؛ حتى أصبح بعض الإعلاميين الذين يمتلكون جمهوراً واسعاً أشبه بالبورصة، كونهم تعدوا على المفاهيم والقيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية، وجل برامجهم الصراخ والتهريج، والتعدي على الأخرين بدون دليلاً يذكر.
نظرية الدكتور( احمد الكاتب)، ولدت لنا مفاهيم كارثية في المجتمع العراقي لدى بعض الزعامات والإعلاميين؛ ومن أهم هذه المفاهيم التجرئ على مقام المرجعية الدينية، والشعائر الحسينية بشكل فاضح، من أجل تخم كروشهم على شرف المسؤول، وملئ جيوبهم بالسحت وأموال اليتامى؛ حتى أصبح بعضهم يكلم الحمير ويصفهم بمكونات الشعب العراقي، ويصف الإرهابي وسفاك الدماء والداعشي بعدالة أمير المؤمنين علي( عليه السلام).
بل تعدى بعضهم أكثر من ذلك، وأصبح ينتقد ويعيب على من يحي عشرة عاشوراء وفاجعة كربلاء؛ وأنتقد من لهم شرف الخدمة الحسينية، منذ مرجعية الإمام محسن الحكيم( قدس)، حتى قدموا من أجل هذه الخدمة كوكبة من العلماء والأساتذة؛ ما يقارب 200 بين معدوم ومغيب وسجين؛ ونعتهم خصومهم السياسيين بخدام المواكب، ومقدمي الماء لزوار أربعينية الإمام الحسين( عليه السلام)، ظناً منهم منقصة أو عدم قدرتهم على قيادة البلد.
هؤلاء جميعهم مستغلين الإنفتاح الإعلامي بشكل فاضح وناكرين الجميل؛ أولهم الذي هرب من بطش الطاغية صدام والتجئ لإيران، التي أستقبلته بالأحضان الدافئة وأعطت له المساحة الإعلامية الكافية؛ والحرية والأمان ووفرة له وعائلته العيش الرغيد، فانقلب عليها وضرب بأبحاثه قضيتهم الأولى، التي قدموا من أجلها مئات الألوف من الشهداء والجرحى، ويعتقدون إن هذه القضية سر نجاحهم في الدنيا والأخرة؛ ومكمن قوتهم لمواجهة الأخطار المحيطة بهم.
أما الأخر أتخم كرشة وملئ جيبه، حتى تخلى عن الشرف العسكري والدفاع المقدس، والاخير رفض طلبه ببناء” بانزين خانة خارج الضوابط القانونية”؛ فتجاوز على الدولة وعلى الوزير وعلى الكتلة، وعلى الشعائر الحسينية وفصل فتوى حسب ما تقتضي مصلحته الشخصية؛ وحرم أن تقيم مجالس عزاء في بغداد، والمناطق القريبة من القصور الرئاسية كونها قصور الطاغية صدام؛ وتجاهل إن أول من قامت عزاء للإمام الحسين( عليه السلام)، في قصر الطاغية يزيد زينب بت أمير المؤمنين( عليه السلام).