17 نوفمبر، 2024 7:25 م
Search
Close this search box.

حمير تتسابق!!

حمير تتسابق!!

شاهدت تسجيلا مصورا لأحد الحكام وهو يُتابع مسابقة الحمير في أحد ميادين سباق الخيل , وكان يضحك بقوة وهو يشهد ما يحصل للحمير المتسابقة , والحاكم يتميز بذكائه وحكمته ورؤيته.
البعض علق على المشهد بكونكريتية عالية , وما أنتبه أي من المعلقين إلى أنه قد رسم صورة حيّة ومعبّرة عن الواقع الذي تتفاعل أحداثه , ويبدو أنه أراد أن يقدم لوحة بنورامية عن واقع تتسابق فيه الحمير , والذين على ظهورها ما تعلموا هذا النشاط أو التسابق.
فالمشهد غني بالرمزية والدلالات السلوكية المتفقة مع ما يحصل في دولنا , وفيه رسالة واضحة لجميع أصحاب الكراسي , تُذكّرهم بأن الحمير لا تتسابق , وأن عليهم أن يتعلموا إمتطاء الخيول وليس الحمير.
وأثبت لهم أن الذي يمتطي الحمير يسقط من على ظهرها , لأن الحمير تمشي وتُقاد , وعليهم أن يسيروا على أقدامهم ويمسكونها من الحبل.
فهل أن المقصود أن الحمير هم البشر والذين على ظهورها هم البشر الذي يستعبدهم؟
وهل أن تساقطهم من فوقها إشارة إلى تساقط الذين تساقطوا وسيسقطون؟
يمكن الإستدلال على الكثير جدا مما يدور في عالمنا من مسابقة الحمير في ميادين مسابقات الخيول , والحاكم يتغرغر بضحكاته ويتمتع بمنظر أراده مجسما وحيا أمامه , وكأنه يسعى لإيقاظ الذين توهّموا بالنوم على ظهور الحمير!!
ولا أريد أن أغمط حق الحمار ودوره في صناعة الحضارة البشرية , فلولاه لما تمكن البشر من قطع المسافات وحمل الأمتعة , وهو الذي رافقه منذ أول خطواته فوق التراب , ولولا الحمار لما وُجدت حضارة , وكان الحمار السبب المباشر والمساعد في تعرفنا على الخيول والإبل وغيرها من الحيوانات , التي تم تسخيرها للنقل والتجارة والحروب.
وفي منظر المسابقة كان من المفروض أن تُعزف الأناشيد , لكي يكون لخطوات الحمير دلالات أكبر ومعاني أعمق , لأن الشعوب والأمم يمكنها أن تتحول إلى حمير عندما يُؤتى بحمير لكي تمتطيها وتأخذها إلى سوء المصير!!
فهل شاهدتم حميرا تمتطي ظهور حمير؟!!
إنها لعبة الإستحمار العاصفة في أرجاء مجتمعات أعزّت الحمير , ونفذت مشاريعهم وفقا لمناهج ونظريات الحمير , وما دام الإستحمار مذهبها , فلن تحصد إلا ما يخرّبها ويُذهبها!!

أحدث المقالات