23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

حمى تاسيس الاحزاب المعاني والاستنتاجات

حمى تاسيس الاحزاب المعاني والاستنتاجات

اننا لا نريد ان نكون مثل الويلايات المتحدة او المملكة المتحدة ،حيث قلة الاحزاب وكثرة المنجزات، ولكني اردت بهذه المقدمة ان اوضح المدى الذي وصل اليه السفه السياسي ، ومدى تفاهة الاهداف، فقد اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان عدد الاحزاب السياسية بعد اجازتها لاربعة احزاب بلغ 222 حزبا ،سياسيا ، ولو اردنا على سبيل المثال احتساب عدد الاحزاب المجازة على عدد العراقيين البالغين سن الرشد ، او المهتمين بالشان العام لوجنا معادلة يقف عندها علم السياسة مذهولا ، ولا يستطيع الاجابة الا بعدم التسليم بكل هذه الارتدادات عن المفاهيم التنظيمية المعقولة ، والمستغرب انه رغم كل هذا العدد من الاحزاب ولا زالت الامية السياسية مستفحلة ولا ادل على ذلك هو عودة ذات الوجوه الى. السلطة ولثلاثة دورات انتخابية، فالسؤال الملح الان هو من هم مؤسسي هذه الاحزاب وما هو عدد الاعضاء وما هي برنامج هذه الاحزاب الاقتصادية،
ان كثرة هذه الاحزاب وتهافت المؤسسين على حمى التاسيس ، انما يشير الى امور اربعة الا وهي
اولا . حب الزعامة ، يبدوا ان المرض الاجتماعي القائم على مقولة ( انا المنقذ وغيري لا ) يقف وراء سعي البعض لتاسيس هذه الاحزاب .
ثانيا. يبدو ان البطالة اصبحت عاملا يدفع بالبعض للحصول الى المردود المالي لقاء العمل الحزبي.
ثالثا، ربما ان مؤسسي هذه الاحزاب جاءوا بالجديد على ما هو موجود من مبادئ واهداف ، ولا نعتقد بعد كل هذا الكم من الاحزاب ان ثمة جديد على الساحة ،
رابعا. ربما يقف وراء هذه الحمى التاسيسية البحث عن الشهرة والاضواء ، والحال ان الباحث عن هذه الشهرة سيكون لاهيا عن المبادئ والاهداف.
ان تعدد هذه الاحزاب وتلونها وبهذا الكم انما هو عامل تمزيق للرأي العام وعامل تفتيت القرار الوطني تجاه ما هو قائم من تخلف في كل مجالات الحياة، والصحيح هو توحيد المسارات بعد توحيد الافكار وتوليد مبادئ وطنية عامة مشتركة تقوم على افكار تؤمن بالهوية الموحدة للوطن ، وتؤمن بوحدة ترابه وتعمل على ايجاد برامج اقتصادية واضحة معززة بخطط واقعية وبالارقام كما تعمل الاحزاب في الديمقراطيات الغربية، وان يصار الى قيام الجبهات ، ان التقليل من الكمية والتركيز على النوعية انما هو العمل المجزي، كما ونود الاشارة الى ان الاحزاب هي مدارس ، ولكي تكون هذه الاحزاب مدارس لا بد لها من عقود في عمر الزمن والعمل التدريبي للوصول الى ذلك الهدف. والمواطن يسأل ماذا فعلت الاحزاب السابقة .؟ لا شيئ غير الانغماس بملاذ السلطة والابتعاد عن هموم الشارع فالعبرة ليس بالكثرة العبرة في الانتاج والتقدم بالحلول الناجعة لمشاكل هذا البلد . …