رتبت هيئتي وجلست على كرسي الحكم وصفقت بيدي فدخل علي شاب جميل الطلعة وانحنى امامي وقال بأمرك سيدي
فقلت : ومن أنت
قال : الحاجب
قلت ومتى كان لي حاجب
قال : عندما منعت الناس من دخول القصر
قلت : وكيف ؟
قال عندما ملئت القصر بأفراد الحماية
قلت : انا عندي حماية ممن ؟
قال : من أعداء النظام
قلت : وهل عندي أعداء
قال : نعم أصدقائك الذين أوصلوك وأقصيتهم
قلت : ومتى كان ذلك
قال : عندما أصبحت دكتاتورا
فقلت : أنا دكتاتور أيعقل هذا
قال : نعم
قلت : وكيف
قال : عندما مدحك الشعراء فجعلوك قاب قوسين
قلت : انا يمدحني الشعراء .. لا أصدق
قال : حقك لا تعلم فقد كنت ثملا
قلت وقد انتفخت أوداجي غضبا : ويحك كيف تجرأ أنا اشرب
قال وهو يتوسل : عفوك اغفر لي سيدي ولا تنادي السياف
قلت : وسياف أيضا أمجنون أنت
قال : أنت أخترت هذه الطريقة لتصفية معارضيك .
قلت : حاجب وحماية وسياف وقتل متى حدث ذلك .
قال : عندما جئتنا بأنقلابك الأسود
قلت : انقلاب بمن
قال : بالمرتزقة الذين جندتهم
قلت : ومن اين
قال : بعد أن اختلست أموال وزارتك
قلت : وهل كنت وزيرا ومن استوزرني
قال : الملك العادل الذي اعتقدك ثقة
قلت : وماذا كنت قبل ذلك
قال : فلاحا في حدائق القصر
طأطأت رأسي وبقيت ساكتا
ولم يجرأ أحد أن يخترق صمتي إلا صوت المنبه ليوقضني من نومي فقمت فزعا وأنا العن … الكرسي .