أول الغيث بدأت المظاهرات تعبر عن وعي الشعب الحقيقي من حيث استخدام السلاح الابيض ” السكاكين والقامات ” والتحرش وكلمات نابية
المتظاهرون العاطفيون الحالمون برؤية عراق مدني أو دولة محترمة يسودها الأمن والأمان هم مخدوعون بخديعة كبيرة وللأسف تنطلي عليهم الأكاذيب بسرعة فائقة ولم يدركوا حقيقة الشعب الى الآن رغم كل العاهات الظاهرة للعيان
لقد غسلت يدي من هذا الشعب منذ أن خنع لصدام طيلة 35 عاما ومنذ أن تحول مايسمى بمثقفي العراق الى بعثيين لايفارقون الخاكي والزيتوني وجل منتوجاتهم الثقافية والمجتمعية هي كيفية كتابة التقارير على البسطاء والمساكين ليس الا
هل يريد أهل النوايا الحسنة من هذا الشعب ان يكون ملائكيا ويثور على نظام هو من ساهم في تكوينه وانتاجه
متى يعلم الجميع ان العملية السياسية ونظامها ودستورها عبارة عن آفة أخطر من الآفة السرطانية التي تضرب الجسد النحيف وتمخره مخرا كارثيا يصعب على أذكى الأطباء معالجته حتى لو إستخدم آخر المنتجات الطبية الخاصة بالخلايا السرطانية
يبقى الحديث عن إصلاحات من هنا وهناك هو حديث فارغ المحتوى لايشكل إلا عبارة عن هواء في شبك وأضحوكة كبرى أنطلت على المتظاهرين
شعب لم يحرك مشاعره الدمار الذي فتك بالعراق طيلة تلك العقود المنصرمة لايمكن أن تحرك مشاعره قضية قضاء مسيس ودولة فاشلة ورؤساء يسيرون بالبلد الى حافية الهاوية ؛ لاأريد أن أتطرق بسوء الى المتظاهرين فهذا من حقهم ولهم رأيهم لكن صدقوني إن أغلب المتظاهرين يتشرفون بزيارة احد النواب لهم ويتشرفون بمجرد أن تلامس ايديهم يد المسؤول الفاسد وأغلب المفجوعين بفقدان أولادهم يتناسون حزنهم حين يأتي المسؤول لقراءة الفاتحة
لقد قلت رأيي قبل إنطلاق موجة التظاهرات إن جميع أعداد الذين يريدون التظاهر لايساوي عدد الذين يروجون للفكر الطائفي المتطرف التي يقصي الآخر ويلغيه ؛ وقلت أيضا إن السياسيين إنقسموا الى قسمين قسم حاول الاستفادة من هذه التظاهرات لأن بعض شعاراتها تصب بمصالحه وقسم أدار الهبة إدارة حكيمة بحيث جعل من أنصاره يتظاهرون مع المتظاهرين وأخذ يعقد المؤتمرات الداعمة للتظاهر والمطالبة بحماية حقوق المتظاهرين
هذه التظاهرات كشفت عن حقيقة واحدة هي ان الاعلاميين يمتلكون القدرة على صناعة الوعي والتأثير بالمجتمع لما يمتلكون من شهرة نتيجة تواجدهم على الشاشات ولذلك عندما دعوا الى التظاهرات إستجاب الكثير من متابيعهم الى النداءات التي أطلقوها وهذا مايثبت تخاذلهم وتحالفهم مع السياسيين طيلة تلك السنوات
لأني لاأمتلك الشاشة التلفزيونية لم أحصل على ” لايك ” واحد ولامشاركة واحدة لكتاباتي أما مايسمى بالاعلاميين والاعلاميات فلهم الألوف من المتابعين لكنهم لم يكتبوا شيئا عن الوعي ماعدا الاعلان عن مقابلة مع عالية نصيف وكاظم الصيادي وكل من يمتلك شوشرة واثارة من أجل الحصول على عدد أكبر من اللايكات والمشاركات ؛ أما فيصل القاسم فلم يستضف نائبا أو مسؤولا لأنه لايريد أن يساهم في زيادة نجومية هذا المسؤول أو ذاك ؛ لذلك من المخجل أن يكون قادة التظاهرة من هكذا نوع من الاعلاميين .
[email protected]