23 ديسمبر، 2024 3:25 ص

حملة انقاذ الصحافة الورقية..

حملة انقاذ الصحافة الورقية..

الصحافة الورقية تندثر… معلومة قد لا تكون جديدة بحد ذاتها، لكن مع ذلك يجري تداولها  منذ فترة طويلة  حتى باتت وكأنها  تشكل التهديد الاكبر لعالم الصحافة المكتوبة التي مازلت انتمي اليها قلبا وقالباً،  مئات المقالات والمؤتمرات والبحوث كشفت حجم المشكلة وفلسفت تأثيراتها ووقفت على وسائل الدفاع عنها …لكنها لم تبتكر الحل، وبقيت  الصحافة الورقية تمضي غير عابئة للاندثار.. والاسباب كثيرة لامجال لذكرها هنا، وبقدر ثقل تلك المعلومة  (اقصد الاندثار)على سامعيها خصوصا ممن ارتبط بها سنوات،  سواء ممتهنا حرفتها او كاتباً مشاركاً  او  حتى مستقبلا لما مكتوب فيها،  فان حراك العمل في المطبوعات الورقية وتداولها لايزال مثلما كان   ساخناً، متسارعاً ، لذيذاً كالخبز الحار، منتشياً بكل عدد جديد يصدر ولو ضاقت عليه مجالات توزيعه، وانشغل عنه اخرون  بالتنقل بين فضاءات وسائل الاتصالات البديلة والمغرية في ان واحد.
 المفارقة ان معظم كتاب الصحف والمجلات اليوم يعلمون ان الناس ملت قراءة الاخبار وضاقت ذرعا  بالمانشيتات المبهرة الملونة لاي مطبوع، بدءاً من خبر زيادة رواتب المتقاعدين الازلي وحتى زيارة هيفاء وهبي منطقة علاوي الحلة  في حلتها الجديدة!
وصارت جملة (كلام جرايد) تطلق على اي كلام وهمي او مشكوك فيه، يراد فيه –عفوا- ممارسة هواية الضحك على الذقون كما هو يجري الان.
وخلال رحلة عملي في الصحافة الورقية، والتي امتدت لأكثر من ثمانية  عشر عاماً، ارتبطت فيها بالمشروع الكتابي، هواية ومهنة ، فانني مازلت  التمس جاهدة لمشروعي هذا  عذراً بالمواصلة والاستمتاع ايضاً قدر المستطاع. وبرغم كل ماورد اعلاه، فان  الحل السحري اجده  من وجهة نظري  يكمن بالمتابعات,  واقصد بها متابعات  الاخرين  لما نكتب، وردود افعالهم  التي تحفزنا على  مواصلة العمل والابتكار فيه ايضاً.
بالامس رن هاتفي واخبرتني مديرة مكتب وكيل وزارة الثقافة العراقية السيد فوزي الاتروشي  رغبة الأخير بالتعرف على مشاكل المخرجات العراقيات، والتي وردت في تقرير نشرته في احد المطبوعات الورقية،  واهمية استدعائهم للتعرف على مشاكلهن وتكريم عروض افلامهن القصيرة.
الخبر حفز  بداخلي  كوامن فرح كبير ، لاني كنت قد  شاهدت عروض المخرجات الشابات وتمنيت ان تلتفت لهن عيون  مسؤول ما في هذا البلد يمكن ان يقدم لهن الدعم والمساندة، ليواصلن  مسيرة الابداع، وهذا ماحصل بالفعل.  ولاني قريبة من واقع عمل القائمين على وزارة الثقافة  اقول ان امر استدعاء اولئك المخرجات لم يكن الاول، بل ان ابواب مكتب السيد الاتروشي خاصة  تزدحم كل يوم، بشرائح المثقفين والمبدعين والهواة ايضاً ممن يعملون في الظل ولا حافز لهم الا حافز الشباب الرامي لخلق حياة جديدة. امر جميل ان  تكون انظار المسؤولين والمعنيين مازالت مشدودة الى الصحافة  الورقية ومتابعة ما يكتب فيها, لاننا بصراحة لانملك بدون مثل هذه المبادرات  والمتابعات اية رغبة في المواصلة.