17 نوفمبر، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

حملة القران أنوار مشعة في الأرض والسماء

حملة القران أنوار مشعة في الأرض والسماء

القران دستور السماء و قرانها الناطق بالحق في كل عصر و زمان ، القران الوحي المنزل من الله سبحانه و تعالى نوراً للبشرية جمعاء و طريقاً لهدايتها ، و بث الروح فيها ، و منهاجها المستقيم ، و صراطها القويم سفينة النجاة في بحار الظلمات ، و دهاليز شعابها المعقدة ، القران كلام الحي القيوم الذي لا يدانيه كلام مهما نال من الدرجات و الكمال في مختلف نواحي العلم و الفكر و المعرفة ، وهذه كلها من نعم و فيض السماء على البشرية جمعاء ، وفي المقابل فقد أعدت ما يُعد و لا يحصى من الحسنات و الامتيازات لكل مَنْ سعى في قراءة و حفظ سور و آيات كتابها المجيد على أكمل وجهٍ ، و لكنها لم تجعل الأمر هذا اعتباطاً بل جعلته مشروطاً وفق سياقات محددة ، و اعتبارات معينة غير قابلة للزيادة أو النقصان ، لأنها تعلم علم اليقين أن الإنسان يتأثر كثيراً بمغريات الدنيا ، و زينتها الفانية ، أو أنه لا يمتلك الحكمة ، و العقلانية في أحرج الظروف القاسية التي قد يتعرض لها خلال سني عمره ، لذلك فإن قراءة القران بالشكل الصحيح منوطاً بالعمل الصالح ، و التقيد بكل ما جاء فيه من أحكام ، و قوانين و تطبيقها على ارض الواقع بالشكل الصحيح ، وهذا حقاً مدعاة للفرح ، و السرور الدنيوي ، و الأخروي . فمع تقدم عجلة المجتمع إلى الأمام وما شهدته الإنسانية من تطور غير مسبوق في مختلف مجالات العلم و المعرفة و التقدم التكنولوجي فقد أصبح الإنسان على قدر عالٍ من الإحاطة ، و الإلمام بما يدور حوله من مجريات الأحداث بشتى مجالات الحياة ومنها ما شهدته العلوم القرآنية ، وما يرتبط بها من دراسات ، و أبحاث سهلة المئونة على المسلم حينما يريد الاستزادة من القران الكريم سواء بالقراءة الصحيحة أو الحفظ عن ظهر غيب أو الشرح أو التأويل وما يرافقها من موضوعات أخرى ذات ارتباطُ وثيق بكتاب السماء المجيد خاصة ، و أنه لا زال يشكل التحدي الأصعب للإنسان فلم يجد السبل الكفيلة باختراق هذا الكتاب الكريم رغم ما وصل إليه من درجات العلم ، و التقدم العلمي ، و المعرفي ، و الفكري على حدٍ سواء ، فيبقى أمام الفرد المسلم إلا أن يسلم بكل ما فيه من حكم و مواعظ و أحكام و تشريعات تضمن له خير الدنيا و الآخرة معاً شريطة أن يتعامل مع هذا الكم الكبير وعلى أحسن وجه ، و لنكون حقاً من حملة القران ، و أحباب الله تعالى ، و مشاعل نور في الأرض و السماء ، و لنتخذ من قصصه العظة ، و العبرة في كيفية التعامل مع كل ما يقع أمامنا من فتن و رياح شر ، و طائفية مقيتة ، فالحوارية التي جرت بين نبينا الكريم محمد ( صلى الله عليه و أله و سلم ) و إبليس خير مثالٍ على ما نقول و التي تكشف لنا عن حقيقة نظرة هذا المخلوق المستكبر و المعاند لحكم الله تعالى ؟ فمن المعروف أن إبليس يضمر الحقد و الكره و البغضاء للإنسان وقد جعله من الصنف الثالث الذي يكرهه و يتربص به شراً ، فقال لنبينا في معرض جوابه عن سؤال الرسول فقال إبليس : ( أولهم أنت يا محمد و الثالث حامل القران إذا عمل بما فيه ) فليس كل حامل للقران هو عدو لإبليس بل كل مَنْ عمل بما فيه بدق متناهية و تطبيق صحيح و بحذافيره .

أحدث المقالات