18 ديسمبر، 2024 6:53 م

حملات الوطنية لدينا في كل شيء ومنها الامطار ؟

حملات الوطنية لدينا في كل شيء ومنها الامطار ؟

نسمع بين فترة واخرى عن حملة وطنية للتلقيح عن شللل الاطفال واخرى للزراعة ,وثالثة ,ورابعة عن الاعمار ,وخامسة  للارتقاء بالمنتوج الوطني مع العلم ان اغلب الذي الذي يدخل بيوتنا   ,من فواكة وخضروات ومنتجات غذائية وملابس ومواد انشائيه, وغيرها مصنوعة في دول الجوار التي تقل عنا ثروة  وخيرات ,وغيرها لكن اخر الحملات الوطنية هي حملة لتصريف مياه الامطار ,ولانعلم دولة  في العالم غير العراق يستخدم الحملات الوطنية في قاموسه اليومي ,اكثر منا في الصغيرة والكبيرة حتى اصبحت لاتعني شيء ,لانها اصبحت كلمات تقال وتتناقلها الالسن ووسائل اعلام دون ان نرى
 شيء  يحصل على ارض الواقع  من تلك الحملات الوطنية ونخاف ان يصل بنا الحماس للحملات الوطنية الى قضايا اخرى مثل الرقص او الغناء وهذا ممكن في عهد الديمقراطية  ,وربما تستخدم هذه الحملات الوطنية في دعم بعض الاحزاب ,والكتل السياسية والمرشحين والعجيب ان سقوط الامطار توقعته  الانواء الجوية وحذرت منه وتهيأت اغلب مدن العراق ,ومنها امانة بغداد التي اعدت خطط كما سمعنا وشاهدنا قبل  موسم سقوط الامطار . وقامت باختبارات وحملات لتنظيف للمجاري والمنهولات ,لكنها حالما تعطلت عندسقوط  اول كمية من الامطار خلال الايام الماضية ,مما كشف خلل كبير في عمل  المجاري وشبكات الامطار وعمليات الفساد من قبل بعض المسئولين و المقاولين ,والان نقوم بحملة وطنية لتنظيف المجاري ,ولاندري متى  يتم التخطيط المسبق لمثل هذه الاعمال الارتجالية ,المفروض ان يكون هناك تخطيط وايجاد بدائل لمثل هذه المشاكل التي تتكرر سنويا ,ولااعتقد انها ستنتهي سريعا ,وربما ستشهد  الاشهر القادمة سقوط كميات كبيرة وبغزارة من الامطار فلن تنفع أي حملات وطنية حتى لوكانت طيلة ايام السنة  ,لان الخلل يكمن في واقع المجاري وشبكات تصريف الامطار ,مما يتطلب اعادة تنفيذها بشكل جديد يتناسب مع حجم وكميات الامطار الساقطة, حتى لايتفاجئ  المسئولين عن ذلك الامر وكل مسئول  يحمل المسؤولية الى غيره ,المفروض ان يكون هناك عمل متواصل لحل هذه المشكلة ,وكذلك يتطلب الامربفتح تحقيق من قبل المسئولين لمعرفة اسباب الخلل ,ومحاسبة المقصرين الذين سببوا هذه الكوارث نتيجة الخلل في البنى التحتية, التي اظهرت انها فاشلة في تصريف أي كمية من الامطار, حتى انها كانت متقطعة وليست متواصلة لوكانت مثل اعصار  هاينان في الفلبين لغرقت المنازل ووصل اثاثها من بغداد الى شط العرب ومنه  الى الخليج العربي في البصرة ,ولم يتعض المسئولين , مما جرى  في العام الماضي من عمليات غرق لاحياء ومناطق واسعة نتيجة  لسقوط كميات غزيرة من امطار ,وانما لدينا مسئولين قادرين على اختلاق الاعذار, والتبريرات عند حدوث أي مشكلة او خلل والتسويف والمماطلة ,وتأجيل الحلول ونعد المواطن دائما بمستقبل زاهر وايام باهرة في الاعتماد على خطط بديلة ,وعمليات سريعة لحل أي مشكلة ويتكرر المشهد من سيء الى أسو ,نتيجة فشل بعض المسئولين الذين لايملكون أي خبرة ,من  الذين جاءت بهم المحاصصة واصبحوا عبئا على الدولة والمواطن معا, وينشرون تجاربهم الفاشلة ويعموها اينما حلوا وارتحلوا وربما يكونون هم السبب في بعض المشاكل ,والغريب ان بعض المسئولين كانوا يسخرون من الانواء  الجوية وتوقعاتها حول سقوط الامطار وكمياتها ,وان الانواء الجوية غير قادرة على التوقع مع العلم ان كل العالم يعمل بتوقعات الانواء الجوية في حركات الطيران ,والزراعة والصناعة والسياحة وغيرها, الا نحن في العراق لانبالي بالانواء الجوية  ونعتبرها شيء روتيني ,والعمل يمكن ان يساهم في تقليل الخسائر ووضع المعدات والاليات اللازمة لمثل, هذه الاجواء على اهبة الاستعداد بدل افتعال الاعذار وان  العراق لن تسقط فيه أي امطار غزيرة وكأنهم يتحدون مقدرة الخالق سبحانه وتعالى في اسقاط  الامطار في أي وقت يشاء نأمل من المسئولين ان يتعضوا , من الدروس  والعبر ويتعاملوا مع الاحداث بواقيعة اكبر  لابنرجسية ,لان المسئول الناحج هو المبدع والذي يتفاعل مع الاحداث وقادر على الابتكار والابداع وليس الاتكالية والانعزالية وعدم الاستماع لذوي الخبرة من الاشخاص الذين يترأسهم كي لايكون دكتاتور فيفشل ,مع العلم ان بعض  المسئولين الفاشلين يتم ترقيتهم الى مرتب اعلى وبعضهم  فاسدين ومرتشين لانهم اثبتوا فسادهم وفشلهم فيتم تكريهم بمناصب اعلى لايستحقونها  .