23 نوفمبر، 2024 6:34 ص
Search
Close this search box.

حمد القبنجي من الحزين والضفدع الى عدم ألآيمان بالقصص القرأني

حمد القبنجي من الحزين والضفدع الى عدم ألآيمان بالقصص القرأني

“ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ”
بحث في البيان القرأني وبلاغته :
ربما سيحلوا لآحمد القبنجي أن يتهم الله بالمكر على عادته كما أتهم رسوله ” ص” بعدم تفسير القرأن , ولو كان هناك وعيا كافيا لدى بعض القراء والمتابعين لهجروا الرجل أنتصارا للمنهج القرأني وللحقيقة التي هي ثمرة الخلق بالحق , وألانزال بالحق , والبعث بالحق .
وأحمد القبنجي الذي ظل سادرا في وهمه الذي أصبح مرضا ,  لم يتوقف عند تهمة واحدة , بل أصبح هاو لآفتراء التهم على الله , فهو يسخر من الجنة والنار , وهي سخرية سبقته اليها نفوس غير مطمئنة  مريضة , وعقول غير سوية ,  وعلى كثرتها ومعرفة أسمائها لانعيد ذكرها , ولكن نستعين بالنص القرأني الذي يذكرنا بواحد من تلك ألامثلة التي أصابها الغرور والمرض  :” ذرني ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا * وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد * كلا أنه كان لآياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا * الى أن يقول تعالى:” سأصليه سقر * وماأدراك ماسقر * لاتبقي ولاتذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر * ثم تتحدث سورة المدثر عن الحالة النفسية لكل الفريقين من المؤمنين وغير المؤمنين , قال تعالى ” وماجعلنا أصحاب النار ألا ملائكة وماجعلنا عدتهم ألا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ومايعلم جنود ربك ألا هو وماهي ألا ذكرى للبشر ” – 31- المدثر –
ولقد بينت لنا ألاية الكريمة كيف أن مرضى القلوب يصلون الى نفس ضلالة الكافرين , وهذا ما سوف نستفيد منه في تشخيص التخبط في المعاني والدلالات اللفظية كما في حالة ” أحمد القبنجي ” الذي راح يخلط مابين ” ألانشاء ” ودلالاته , و ” ألاخبار ” ودلالاته , ولم يفرق مابين المنشئ والمخبر عندما يكون هو الله تعالى ” وكفى بالله شهيدا ” وعندما يكون بشرا رسولا ” أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ” ودرجة تصديقه تترشح عليها درجة تصديق ” الله تعالى ” , أما عندما يكون الخبر وألانشاء صادرا من عامة البشر , فينطبق على ذلك الصدور أحتمال الوقوع في الخطأ , وأحتمال ألاتيان بالصح , ومن هنا ولد مشروع التمحيص للخبر , وألاختبار للراوي , والذي قسم عند ألامام علي عليه السلام الى أربعة هم :-
الصادق
الكاذب
المنافق
الجاهل الناسي
وأحمد  القبنجي لم يسلك هذا المنهج , ولذلك أعتبر القصص القرأني غير صادق ؟
وأعتبر المؤمنين بالله غير صادقين في أطلاق وتعميم لايستوي عند أهل النظر السليم , ولم ينتبه الى أن هذا المسلك غير العلمي يوقعه هو نفسه في خانة من أراد أن يجردهم من الصدق , وأعتبرهم مقامرين مع الله ؟
وأحمد القبنجي في لعبة المقامرة باللغة التي لم يكن ضليعا فيها وفي مصطلحاتها , فهو من أوقع نفسه في شراك الجهل عندما نفى البلاغة عن النص القرأني في سابق ماصدر عنه , وأدعى بأن نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب تلميذ القرأن الوفي , هو أبلغ من النص القرأني ؟
ولو كان لدينا فرزا علميا ومقياسا لما يكتب ويقال دون المساس بحرية الرأي , لما بقي لآحمد القبنجي من رصيد بحثي يعتد به , وهذا هو واقعه الحقيقي ألان , وأن سمع مديحا من هنا ومن هناك ممن هم ليسوا من أهل ألاختصاص والخبرة .
فالتجاوز على بلاغة القرأن الذي يقول ” ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه ” هوغاية في البلاغة لمن يعرف الفرق بين الرجل والمرأة من حيث الوظيفة الفسلجية , ثم يأتي النص القرأني الذي جعل بعض العلماء والباحثين في مجال ” ألايض والهرمونات ” يؤمنون بصحة القرأن وأمنوا به , لآنهم وجدوا أن الزوج يترك بصمة في رحم زوجته لاتزول ألا بعد أربعة أشهر وعشرة أيام , والقرأن يقول عن عدة المرأة المتوفي عنها زوجها هي أربعة أشهر وعشرة أيام قال تعالى ” والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فأذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن بأنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير ” – 234- البقرة –
وبلاغة القرأن كتب عنها في روائع البيان في قوله تعالى :” وأذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع أذا دعان ” وقد ذكر أصحاب البيان بحثا شيقا حول هذه ألاية , وليس كما يدعي أحمد القبنجي من جهالة مقززة بأنكاره بلاغة القرأن , وللقراء , ولمن يريد أن يستفد أقدم ماجاء في بحوث أصحاب البيان حيث قالوا :-
أنها ألاية الوحيدة التي خالفت بقية ألايات التي تبدأ بسؤال الناس النبي الكريم , حيث كلها تأتي بصيغة ” يسألونك ” مثل :” يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل ..” ” يسألونك عن الخمر والميسرقل ..” ” يسألونك عن ألانفال ” ” يسألونك عن اليتامى قل ..” ” يسألونك ماذا أحل لهم قل ..” ” يسألونك ماذا ينفقون قل ..”” يسألونك عن الساعة أيان مساها ” ” يسألونك عن الروح قل ..” ” يسألونك عن الجبال فقل ..” ألا هذه ألاية فأنه سبق المؤمنين بالسؤال وهم لم يسألوا بعد , وكأنه سؤال أفتراضي , فأن الله هو  الذي وضع السؤال وبادر بألاجابة من قبل أن يسأل منه ,فكانت سرعة ألاجابة  من دليل واسع رحمته .
 وعلى غرار ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ” كان القياس وأذا سألك عبادي عني فقل ربي قريب يجيب دعوة الداع ” لكنه تبارك وتعالى تكفل ألاجابة بنفسه وقال ” فأني قريب أجيب دعوة الداع ” فأبتدأ جوابه بأنه قريب للدلالة على عدم حاجته للوسطاء بالعنوان ألاولي , وألاستثناء حاصل بنصوص أخرى على طريقة تفسير القرأن بالقرأن كما في مدرسة أهل البيت عليهم السلام , والله هنا لم يتحدث بضمير الغائب عن ذاته فلم يقل “يجيب دعوة الداع ” لآنه يدل على البعد والعلو , بل نسبها لنفسه للدلالة على دنوه وقربه من السائلين .
أنه تعالى لم يعلق ألاجابة بالمشيئة كأن يقول ” أجيبه أن شاء ” بل قطع وأكد بأنه يجيب دعوة الداع .
أنه قدم جواب الشرط على فعل الشرط فلم يقل ” أذا دعان أستجيب له ” وذلك للدلالة على قوة ألاجابة وسرعتها .
أنه قال ” أجيب دعوة الداع أذا دعان ” ولم  يقل ” أجيب دعوة  الداع أن دعان ” وفي هذا معاني بلاغية غاية في الدقة منها أنه أستخدم أداة الشرط ” أذا ” ولم  يستخدم أداة الشرط ” أن ” فما الفرق بينهما ؟ والسبب أن ” أن تستخدم للآحداث المتباعدة والمحتملة الوقوع والمشكوك فيها والنادرة , والمستحيلة , كقوله تعالى ” قل أن  كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ” وقوله ” وأن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا ” لآن ألاصل عدم ألاقتتال بين المؤمنين , وقوله ” ولكن أنظر الى الجبل فأن أستقر مكانه فسوف تراني ”  ولم يقل ” أذا ” أستقر مكانه , وقد علمنا أن الجبل دكا دكا , وكقوله ” قل أرأيتم أن جعل الله عليكم الليل سرمدا ” بينما ” أذا ” تعني المضمون بحصوله أو كثير الوقوع مثل قوله ” كتب عليكم أذا حضر أحدكم  الموت ” لآن الموت واقع لامحالة , وقوله ” وترى الشمس أذا طلعت تزاور عن كهفهم ” وقوله ” فأذا أنسلخ ألاشهر الحرم ” وقوله ” أذا زلزلت ألارض زلزالها ” وقوله ” أذا الشمس كورت وأذا النجوم أنكدرت وأذا الجبال سيرت ” وقوله ” أذا وقعت الواقعة ” وغيرها من أحداث يوم القيامة , حيث لم تأت أيا  منها بأداة شرط ” أن ” لآنها تحتمل الندرة وعدم الوقوع . ومن روعة هذا البيان أنه عندما تأتيان معا في موضع واحد , فيستخدم” أذا ” للكثرة و” أن ”  للندرة مثل قوله تعالى ” أذا قمتم للصلاة فأغسلوا وجوهكم وأن كنتم جنبا ”  فجاء بأذا للوضوء لكثرة وقوعه و” أن ” للجنب لآنه نادر الحصول , ومثل قوله ” فأذا أحصن , فأن أتين بفاحشة ” فألاحصان متكرر والفاحشة من النوادر , ومن هذا نفهم أن المعنى في قوله ” أذا دعان ” يشير الى كثرة الدعاء وبأنه دعاء متكرر مستمر وليس نادرا , لآن الله يغضب أذا لم يدع , والقلب الذي لايدعو , قلب قاس , ألم تر الى  قوله ” فأخذناهم بالبأساء والضاء لعلهم يضرعون فلولا أذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن  قست قلوبهم ” وقوله ” ولقد  أخذناهم بالعذاب فما أستكانوا لربهم وما يتضرعون ”
ثم لاحظ أنه قال ” أجيب دعوة الداع ” ولم  يقل ” أجيب الداع ” لآن الدعوة هي المستجابة وليس شخص الداع ” وهنا أستثناء ” وفي هذا أشارة دقيقة الى أهمية الدعوة المتضمنة للفكرة وهي الجوهر .
 قال ” عبادي ” بالياء ولم  يقل “عباد ” فما الفرق ؟ ” عبادي ” تشير الى عدد أكبر من ” عباد ” فالياء تعني أن مجموعة العباد أكثر , أي يجيبهم كلهم على أختلاف أيمانهم وتقواهم كقوله تعالى للدلالة على الكثرة ” قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ” والمسرفون كثر , وكقوله ” قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ” لآن أكثرهم يجادل , أما للقلة فيقول ” فبشر عباد الذين  يستمعون  القول فيتبعون أحسنه ” وهؤلاء قلة  وقوله ” وقل ياعباد الذين أمنوا أتقوا ربكم ”  والمتقون قلة
 لاحظ أنه قال ” أجيب دعوة الداع ” وكان  القياس أن يقول ” أجيب دعوتهم ” وذلك للدلالة  على أنه يجيب دعوة  كل داع وليس فقط دعوة السائلين ,فوسع دائرة الدعوة ولم  يقصرها على السائلين .
قال ” فأني  قريب ” ولم يقل ” أنا قريب ” وهذا توكيد بأن المشددة للتوكيد لآن ” أنا ” غير مؤكدة  .
أن ألاية توسطت أيات  الصوم وهذا يعني أن  الدعاء ديدن الصائم , وللصوم دعوة لاترد كما ورد في ألاثر مالم تكن بقطيعة رحم , فالدعاء شعار الصائمين , فالدعاء أراده الله أن يكون خالصا له ” الصوم لي وأنا أجزي به ” .
وبعد هذه ألاستفاضة في البيان القرأني , هل يحق لآحد أن يدعي مثلما أدعى أحمد القبنجي وقال :القرأن ليس فيه بلاغة ؟
وهل من سقط مثل هذه السقطة يجوز له أن يبقى مصرا على أرتداء العمامة خاصة , والجبة والعباءة عامة , لآن العمامة أصبحت علامة على من نذر نفسه تلميذا وطالبا لعلوم القرأن , ومن علوم القرأن : التفسير والبيان وأسباب النزول , ومن يعتبر القرأن من الماضي , وينكر عليه حداثته لايحق له أن ينتسب الى ماعرف به طلابه , أللهم ألا أن يتوب ويتراجع عما بدر منه بحق القرأن ومفاهيمه في الجنة والنار , والقصص التي هي أحسن القصص , أما من ينحوا كما فعل أحمد القبنجي فقد سبقه الكثير ولهم جميعا نقول كما قال تعالى ” وأذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين “- 55- القصص –
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات