زار وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو مدينة كربلاء يوم الاثنين الماضي وبالصدفة كنا في شارع قبلة الامام الحسين علية السلام ولم نكن منتبهين الى موكب الوزير واحد الاشخاص اخبرني ان وزير خارجية تركيا مر قبل قليل من هنا, وعبرنا مجاور لنرى الموكب ,ولحقنا به نتيجة زحمة المواكب الحسينية التي تسير في الشارع ,وشاهدنا الموكب وكيف تعاملت حمايته وزير الخارجية التركي في الشارع دون ان يلفتوا انتباه احد ,فيما الصورة الاخرى لو مر محافظ او رئيس مجلس في كل المحافظات العراقية ,او زير عراقي ترى العجب العجاب من اطلاق صافرات المنبهات للمركبات الى دفع الناس وركلهم, واذا حاول احدهم ان يتعرف على الضيف او حتى النظر عليه وربما يعجز لان النظر الى المسؤول عندنا محرم ومستكره الا بطلب منه او بلطفه وعطفه, اما وهو يسير في موكب فيجب الكل ان يتوقف عن المسير وان يعظم السلام لهذا المسؤول, لانه حامي حمى العراق وصاحب لوائه والحمايات تسير بين يديه ومن خلفه ,وتحمل اسمه وتعظم بركاته وتنشر حسناته وتعدد مهامه وواجباته وصباحاته ,وليالية لانه الاوفر حظا من بين كل البشر والعراقيين والعالم حين اصبح مسؤولا مهما في الحكومة المحلية او المركزية ,لذا يتطلب الامر ان تنحني له الرؤوس وتقاد بين يديه النجائب ويكون هو الاول في كل شيء وليس اخرا ولايقدم امر او يؤخر الا برضاه وتحت سمعه فكيف بموكبه وكأنه موكب من مواكب امراء الدولة الاموية او العباسية او الدولة العثمانية حيث لايجب ان ينظر اليه احد ,وانما هو ينظر الى الناس ويمر بوجهه عليهم ويغبطهم باشراقته ,لانه ابتسم لهم وتسامى في ذلك حتى سمح لحمايته ان يقترب الناس قليلا من موكبه وربما مس مركبته ,لو تمكن احد المواطنين من فعل ذلك فهو من المبشرين بالجنة وربما يعد من التابعين ,والقادرين على حمل مسؤولية المس والتبرك بها الى ابناء منطقته او محلته ,ليجلس ويحكي قصة مغامرته وكيف مكنته الظروف ومحاسن الصدف ان يمس مركبة المسؤول ويتبرك بها, ويطيل النظر اليه من خلف الزجاج المظلل وليس الزجاج العادي ,واذا تكرم المسؤول وفتح النافذة او انزلها ونظر الى وجه المواطن المسكين فيمكن ان يطيل في عمره ,وينسيه مسألة الايام الطويلة التي يتنظرها لاستلام البطاقة التموينية المؤلفة من مادة او مادتين لان وجه المسؤول سوف يغنيه عن 10 مواد غذائية طيلة شهر بالتمام, وربما هذه النظرة والابتسامة سوف تكفيه مؤنة عام كامل ,حتى انه ينسى البطاقة التموينية ولايراجع الوكيل وربما يتفضل عليه بالتنازل عليها, لان رؤية المسؤول اشبعت عنده حاجته الى الطعام والشراب ,وشادهت حماية وزير الخارجية التركي شباب بمنتهى الاناقة لايحملون اسلحة ويتركونوك تنظر الى مركبة الوزير وتقترب منها في العراق ,دون ان يدفعك احد او يشتمك او يضربك بعقب البندقية اذا حاولت التعرف على المسؤول الذي في المركبة وربما قبل ان تنطق بكلمة سوف تصلك ضربة, او شتيمه فتترك مكانك ,وحماية المسؤول عندنا يحملون كل الاسلحة لو استطاع بعضهم حمل رباعية(مقاومة طائرات ) بيد واحدة لحملها للدفاع عن المسؤول فيما سار موكب وزير الخارجية التركي بهدوء وانسيابيه في كربلاء واثناء زيارة العاشر من محرم دون ان يجلب انتباه احد ,او يستفز احد كما يفعل اغلب مسؤولينا ,اذا حضروا في زيارة عاشوراء ,او الاربعين او باقي الزيارات المليونية ,وتشاهد العجب العجاب من حمايتهم حتى ان تلعنهم وتلعن اليوم الذي انتخبت به مثل هؤلاء المسؤولين وللاسف, ان بعض تصرفات حمايات المسؤولين لدينا تعلموهما من قوات الاحتلال الامريكي حين يوجه الجندي الامريكي الى راس المواطن البندقية او يركلك او يشتمك او يرمي بزجاجة ماء عليك ,و بعضهم يفعل ذلك لكنه ينسى ان المسؤول حالما يحال على التقاعد, او يقال او يخسر في الانتخابات ويبقى الحماية صاحب الوجه الاسود بين الناس, بينما المسؤول ان كان يعرف هذه الافعال فتلك مصيبة وان كان لايعلم بتصرفات حمايته فالمصيبة اعظم ,فيبقى هو صاحب الوجه الابيض وربما يحمل كل المسؤولية براس الحماية ,فاتقوا الله ياحمايات بعض المسؤولين وتذكروا انكم جزء من هذا الشعب لاتتعالوا عليه ولابمسؤوليكم لانكم الى زوال مهما طال الزمن .