قد يعتقد البعض أنّ هذا العنوان الثوري يعود لأيام الثورة البلشفية أو هو ردّة فعل غاضبة على اجتماع كتلة الدعوّة يوم أمس برئاسة زعيم الحزب نوري كامل المالكي وبحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي المفاجئ للاجتماع , والذي طالب فيه كتلة الدعوّة رفض استجواب وزير الدفاع الفاسد خالد العبيدي , معزيا ذلك لأسباب أمنية وظروف المعركة التي يتهيأ لها الجيش العراقي ضد داعش وتحرير الموصل , تماما نفس الأسباب التي دفعت بالأمس رئيس مجلس النوّاب من عرقلة استجواب محافظ الأنبار الفاسد صهيب الراوي , ربّ سائل يسأل ماذا تقصد بكلامك هذا , هل أنّ رئيس الوزراء ورئيس مجلس النوّاب يحمون الفساد والفاسدين ؟ وأنا أقول نعم للجميع , رئيس الوزراء ورئيس مجلس النوّاب ومعهم رئيس الجمهورية , يحمون الفاسدين وهم الفساد بعينه , ومن يعتقد أنّ محاربة الفساد بدون قلع هؤلاء جميعا ( يروح يشتري بعقلة كركري ) حسب مقولة مقتدى الصدر الشهيرة .
ولو رجعنا إلى الأصوات التي حصل عليها كل واحد من هؤلاء الرؤساء الثلاث في الانتخابات البرلمانية الأخيرة , فسنجد أنّ افضلهم لم يتجاوز الخمسة آلاف صوت , وبالتالي فإنّ من أوصلهم لهذه المراكز هو نظام المحاصصات وليست أصواتهم الانتخابية , عدا رئيس الوزراء الذي وصل بطريقة التآمر وخيانة زعيمه , وهؤلاء جميعا قد وصلوا إلى هذه المراكز عن طريق المحاصصات الفاسدة والتآمر , وبالتالي فإنّ وجودهم يرتبط ارتباطا وثيقا ومصيريا بهذه المحاصصات الفاسدة , ولهذا فليس من المستغرب أن نرى رئيس الوزراء أو رئيس مجلس النوّاب يهبّون لحماية الفاسدين ومنع استجوابهم كما حصل مع محافظ الأنبار الذي اوفدوه إلى أمريكا تهربا من الاستجواب , أو كما طالب رئيس الوزراء من كتلة الدعوة يوم أمس برفض استجواب وزير الدفاع الفاسد خالد العبيدي , وهم يعلمون علم اليقين بفساد العبيدي والراوي وسرقتهم لأموال الشعب , أنا أعرف لماذا هبّ سليم الجبوري لحماية صهيب الراوي , لكن الذي لا أعرفه بالضبط لماذا هبّ العبادي لحماية خالد العبيدي ؟ هل لأنّ هذا مطلبا أمريكيا ؟ أم لأنّ كشف فساد العبيدي سيفتح باب جهنم على مصراعيها لكشف فساد كل أعضاء حكومته ؟ أنا شخصيا أميل للسبب الأول , فليس عندي من شّك أنّ رئيس الوزراء أداة طيّعة بيد الأمريكي الذي جاء به لرئاسة الوزراء , عموما الموضوع مطروح اليوم أمام مجلس النوّاب , فمن أراد أن ينأى بنفسه من النوّاب عن هذا الفساد , فليذهب لسحب الثقة عن وزير الدفاع الفاسد .