قبل الاحتلال بسنتين زارني صديق ضابط قديم ومؤرخ وأعطاني مسودة كتابه يريد مني ترتيبه،وكان بعنوان (مشاهدات شاهد عيان) يتحدث عن تأريخ الرئيس عبدالسلام عارف بصفته كان مسؤولا عن حماية بيت الرئيس في الاعظمية عندما كان ملازما في الجيش وكان عدد جنود الحماية 16 جنديا .سألته كيف اصبحت ضمن حماية الرئيس وأنت تركماني؟؟اجاب ان الامر لم يكن مهما حيث ان الخمسة الاوائل في كل دورة يكونون من حصة الحرس الجمهوري الذي كان فوجا واحدا فقط لا غير منهم 16 جنديا لحماية بيت وليس قصر الرئيس ، ولم تكن هناك امتيازات اعلى من عراقية العراقي؟
يقول صديقي في كتابه ان الضابط الذي كان قبلي ارشدني الى بعض الامور ومنها ان لا اتنصت على عائلة الرئيس عندما يتصلون من هاتف دائرتي الذي هو هاتف البيت ونقله الرئيس الى دائرتي لأنه عندما يعود من القصر الجمهوري تعود سيارته الى القصر وقد يبلغني بأستدعائها للذهاب الى الدوام المسائي أو وان تجلب له البريد ليكمله في البيت او انه سيتمشى الى المقهى الفلاني وعلى السائق ان يأتي اليه هناك ليقله الى القصر الجمهوري،وأردف آمر الحماية بأننا فاتحنا بدالة الاعظمية لنصب هاتف اضافي لبيت الرئيس واعتذرت لعدم توفر الشاغر فضلا عن ان نصب خطي هاتف في دار واحد يعد خارج الضوابط
لو كانت الاصول تسمح لعرضت الكتاب برمته ففيه تجد عظمة الانسان العراقي حيث يقول انه عندما زار البصرة خصصنا 10 جنود يسافرون بالقطار وينتظرونه هناك وتضمنت المطالعة كلفة نقل الجنود ذهابا وايابا وكانت دنانير قليلة فعلق(ما هذا الهدر الا يوجد جيش عراقي في البصرة يحمينا؟)..وأخيرا يقول انه عندما كان خفيرا في الرئاسة بغرفة ملاصقة لغرفة الرئيس داخل القصر سمع جلبة وصياح فخرج راكضا وأذا برجل دين نجفي نسيت اسمه واعتقد انه كان شاعرا ..يصرخ بوجهه (وين الحجي) افسدتم ارض الله وخربتم القيم ووو فخرج الرئيس معتذرا ليهديء السيد قائلا(احسبها علي)فاجابه صائحا (طبعا احسبها عليك لعد عليمن تنحسب ؟ابن الخطاب قال لو فقدت شاه في ارض الله فأنا مسؤول عنها))…(ونحن اليوم تسقط نصف العراق والمسؤول الاول يضحك بمليء شدقيه)… وكان كل الامر ان السيد كان يقود سيارته ومعه العائلة فطلبت منه السيطرة ان يفتح صندوق سيارته دون احترام لوجود العائلة في السيارة مما اعده السيد فسادا ما بعده فساد.
نغادر ذلك الكتاب والذي استشارني صاحبه في امكان نشره ، فاجبته الستر مطلوب أحفظه في خزانة الى حين ولا تريه لاحد…ونبدأ المقارنة لنقول ان الحرس الجمهوري برمته كان فوجا ومنه حماية القصر الجمهوري وحماية بيت الرئيس والتشريفات ووو.فهل يمكن اليوم وبعد الاصلاح..اكرر بعد الاصلاح ان يكون لزعيم حزب ديني ليست لديه اية صفة رسمية او شبه رسمية في الدولة العراقية نفس الفوج ذاك …؟؟اتعلمون كلفة الفوج ؟؟ انه نصف مليار دينار للرواتب سنويا وما تبقى من الموارد تزيد عن ذلك بكثير اي ان كلفة الروتب فقط لحماية ذلك المسؤول حيال حياته ستكون 15 مليار دينار وضعفها على الاقل لعجلات الفوج ووقوده وغير ذلك الكثير ليكون المبلغ اكثر من 50 مليار من ميزانية شعب مهجر ومهاجر ومحتل ونازح وعاطل وأرمل ويتيم …ليس هذا فقط بل يبدو ان هناك تفنن في تدليل الحمايات على حسابنا طبعا
فبالوقت الذي يطل علينا السيد زيباري لينبئنا ان 2016 ستكون صعبة تخبرنا مصادر ان لديه حماية قوامها اكثر من 500 ضابط وجندي وانهم يسافرون بأجازاتهم النصف شهرية بالطائرة الى كردستان العراق اي 6 مليار دينار في السنة
رحمك الله يا عبدالسلام يوم اعتبرت عشرة دنانير لسفر حمايتك للبصرة هدرا للمال العام ورحمك الله يا مال العراق العام