23 ديسمبر، 2024 3:48 ص

حمامة السلام على مشارف الخضراء

حمامة السلام على مشارف الخضراء

ذكر لي احد المغتربين ببلاد المنفى, يقول: كنت بإحدى المتنزهات, كانت أمراه تسير أمامي, تسبقني بخطوات قليلة.. فاجئني توقفها, كدت اصطفها,  وقفت تحسبا لخطر مرتقب, التفتت لي ببطء وهدوء, رافعة سبابتها لفاها  لتشير إلي بالهدوء والسكون. كانت امرأة رائعة الجمال..  بعد التأني رويدا, لأنظر معرفة ما يدور تبين سبب التوقف هي تلك الحمامة.. التي وكرت قرب نبع الماء لترتشف منه لتشفي ظمأ غلتها.تفاجأت وأخذني الذهول ألإحساسها الرائع, المعبر عن مكنونها, تخاف تعكير صفوة الحمامة, نظرت حول المكان, الأشجار الخلابة, والمساحات الخضراء الواسعة. تحيطها الأنهار, و الجداول الوفيرة.. كان من السهل على الحمامة أن تجد نبعاً آخر, بمكان خالٍ أمن, لإرواء عطشها, لكن على ما يبدوا هناك بالمنفى وصل الإنسان والحيوان على التفاهم واحترام الجنس الآخر, وقبول التنوع  السلمي و التعايش في ما بينهم, والتوافق ما بين الأجناس والنوع.أخذت انظر بعين الإنسانية التي لازالت تراقب الحمامة الظمأى عن كثب, فوق السدير الأخضر, يعلوه السديم الرقيق,  وكلانا بلا حرك وخمول. يخيم علينا سكون وفتور مطبق, نحترم ونتحسس ارتواء وظمأ الحمامة, و خشيةٍ عليها من الفزع و رهاب العطش.طارت بجناحين بمحض أرادتها, من غير إزعاج, بعد إزالة الغليل, مبتلة العروق ريانَ, باتت تعانق أجنحتها السماء, وتسمع صوت هديرها, ينم و ينعم علينا بالمحبة والسلام..السلام هو الوسيلة الوحيدة للتعايش, كما انه باب لمعرفة الأخر والتقارب, بين أبناء البلد وان تعددت القوميات, ولولا  السلام.. لم يبقى للإنسان نوع أو حفظ أنساني, قلنا هنالك بالمهجر تقارب بين الإنسان والحيوان,  وصولا إلى مرحلة الاتفاق مع الكم والنوع واللون وألان هم يرفلون  بالحياة السعيدة!من أجل حياة كريمة, يحلم بها أبناء شعبنا, خرجوا متظاهرين لبناء بلدهم, من تحت ظلم و سطوت المأزومين المنتفعين, الذين عبثوا بأمن واقتصاد البلد, وادخار خيراته وأمواله لمصالحهم الحزبية الفئوية, إما كان الأجدر والأسهل أن ننعم بالاحترام و السلام كوننا أبناء لحمة وعقيدة واحدة, بعكس غيرنا من طيف الألوان المسالمين بالمهجر, كونهم من بلدان و ديانات وقوميات ومعتقدات وعبادات شتى, نحن أولى  بالسلم و الإصلاح الذي نستحقه, وهو حق دستوريرسالتي: إلى السياسيين المأزومين الممتعضين من الإصلاحات, وكرت وحطت حمامة السلام, على أسوار الخضراء, تبغي السلام  و الوئام, رافضة السراق المفسدين, تعاني عطش و رهاب الماء, ولا تشفي غلتها إلا الثمار, ولا ترجع إلا..  لإزالة غلتها