لكل داء دواء يستطب به
الا الحماقة أعيت من يداويها
الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر.
وسميت نبتة البقلة الحمقاء لأنها تنبت في سبيل الماء وطريق الإبل.
وسمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته.
الاحمق أصل إشارته فاسد فهو يختار ما لا يختار كأن يقول مثلا أن طائراً طار من أمير فأمر أن يغلق باب المدينة! فمقصود هذا الاحمق حفظ الطائر.
صفات الأحمق تقسم إلى قمسين: أحدهما: من حيث الصورة والثاني: من حيث الخصال والأفعال.
صفات الأحمق من حيث الصورة: قال الحكماء: إذا كان الرأس رديء الشكل دل على رداءة في هيئة الدماغ.
ومن كانت بنيته غير متناسبة كان رديئاً حتى في همته وعقله مثل الرجل الضخم الجثة القصير الأصابع المستدير الوجه لحينالجبهة والوجه والعنق والرجلين فكأنما وجهه نصف دائرة.
من صفات الحمـق : الاندفاع الأعمى و سرعة الجواب وترك التثبت والإفراط في الضحك وكثرة الإلتفات وكثرة الحلف واليمين، لا يحفظ عهدا، ولا يقيم وزنا لكلامه، وكثير الوقيعة بين الناس . والإحمق إن أعرضت عنه أعتم وإن أقبلت عليه اغتر وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، ويظلمك إذا أنصفته. فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله وليقول الحمد لله الذي عافاني مما إبتلاه
لك الحمد إلهي مهما استطال البلاء
وان المصيبات بعض الكرم
انعم واكرم الهي فالعقل زينة