8 أبريل، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

حماس تتنكر للمصريين وتكرم الحوثيين!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

وافتنا الأخبار عما قدمته مصر العروبة الى حركة حماس خلال معارك غزة الأخيرة وبعدها، على الرغم من الإختلاف الأيديلوجي بين النظام المصري المعادي للأخوان، وحماس المنطوية تحت جناح الإخوان المسلمين، لكن النظام المصرى تسامى عن هذا الخلاف الفكري، وتصرف بشكل قومي لا يمكن ان ينكره عدو أو صديق. فقد فتحت مصر المعابر الحدودية لعلاج الجرحى الفلسطينيين، وارسلت العشرات من سيارات الإسعاف عبر المعبر الرئيسي، وخصصت (500) مليون دولار لإعادة أعمار غزة، وارسال عشرات الآلاف من السلال الغذائية والمواد الطبية، علاوة على إرسال خبراء ومهندسن مختصين في الأعمار مع معداتهم وآلياتهم للمباشرة بتعمير قطاغ غزة المتهالك بسبب المعارك الأخيرة. والأغرب منه ان قادة حماس المقيمين في أشهر فنادق قطر، طالبوا بأن ترسل المبالغ المخصصة للتعمير لهم، وهم بدورهم يعمروا، لأن جيوب إسماعيل هنية وخالد المشعل لا تزال تستوعب المزيد من الملايين.
المشكلة التي برزت للأفق تتمثل بزيارة ممثل عن حركة حماس في اليمن (معاد ابو شمالة) الى المجلس السياسية الأعلى للحوثيين وقيامه بتكريم الإنقلابيين بدرع، خلال لقائه مع عضو المجلس السيساسي الأعلى للحوثيين (محمد علي الحوثي) في مبادرة لا يمكن تصورها، حيث قدمت الحركة الشكر للحوثيين، بهذه المناسبة غير المفهومة في مكانها وتوقيتها وسببها. وقال ابو شمالة ان ” السيد عبد الملك الحوثي جزاه الله خيرا، فتح الباب لحماس، ورحب بها، وهذا يسعدنا ويثلج صدورنا، أنقل تحيات قيادتنا الأخ إسماعيل هنية إلى قيادة الحركة هنا، ممثلة في السيد عبد الملك الحوثي”. وأضاف” نحن نحتفظ لإخواننا في اليمن، نحفظ لهم عطائاتهم، ونحفظ للزنداني حفظه الله، الذي أعطى فتوى بجواز إعطاء أموال الزكاة الى أبناء الشعب الفلسطيني، ونحن نعلم القهر والفقر الموجود في اليمن في ظل الآلة العسكرية التي تقصف الأطفال، وتقتل النساء، وتهدم البيوت”. بالطبع يقصد السعودية
يبدو ان هذا الأبله لا يعلم ان اليمن من أفقر دول العالم، وان الزكاة اصلا غير جازة من أفقر الشعوب، بل إن الشعب الفلسطيني نفسه أغنى من اليمن، وهي مقبلة على كارثة بسبب المجاعات التي كشفت عنها تقارير الأمم المتحدة، وطالبت بإغاثة اليمن التعيس.
اما السعودية، فإنها تقدم شهريا (7) مليون دولار للسلطة الفلسطينية لدعم الموازنة، وخلال قمة القدس الأخيرة قدمت المملكة (200) مليون دولار لدعم برنامج الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي أكبر داعم عربي للأنروا (الثالث عالميا)، ويصل اجمالي الدعم السعودي عبر الصندوق السعودي لتنمية قطاع غزة (13500) وحدة سكنية داخل القطاع بقيمة (81) مليون دولار.
لكن ما الذي قدمه الحوثيون لحركة حماس خلال المعارك الأخيرة، كي يقدم ممثل حماس شكره لهم؟
الذي أفرزته معارك غزة الأخيرة ان الفلسطينيين فقط هم من كانوا يقاتلوا، وانطلاق بضعة صواريخ لا تتجاوز أصابع اليد من جنوب لبنان وسوريا لا قيمة لها على صعيد العمليات العسكرية، بل انها سقطت في البحر او مناطق غير مأهولة.
اليس في هذا السلوك الشاذ يمثل إستفزازا لمشاعر العرب عموما، ودول الخليج خصوصا؟
أليست مصر والسعودية تستحقان الإشادة والتكريم بموقفهما من القضية الفلسطينية؟
ان سلوك قادة حماس أثبت بما لا يقبل الشك بأن حماس والحوثيين تابعان الى المحور الإيراني، وقد صدق المليادير إسماعيل هنية عندما وصف المقبور (قاسم سليماني) بشهيد القدس وكررها ثلاث مرات. هذه هي الحقيقة إما إدعاء حماس بأنها لا تنحاز الى أي طرف في الصراع اليمني، فهذا دجل ما بعده دجل، وليس الدجل غريب عن حماس، فقد إستقته من الولي الفقيه في ايران.
ربما ذاكرة هنية ضعيفة، فإن فيلق القدس يقاتل في سوريا والعراق واليمن، وليس القدس، انه يحمل عنوان القدس وليس له أية علاقة بالقدس.
وربما نسى المليادير إسماعيل هنية والمليونير خالد مشعل ان الحوثيين الإرهابيين أطلقوا (350) صاروخ بالستي و(450) طائرة مسيرة ايرانية الصنع على السعودية، التي لم تبخل يوما في دعم قطاع غزة، والقضية الفلسطينية.
كلمة أخيرة لقادة حماس
لا ترتجوا مساعدة العرب بعد هذه الشطحة، لقد وقفتم الى جانب ايران ضد العرب، فاطلبوا المساعدة من حليفتكم ايران، وسنرى وترون النتائج، ولكم في العراق إسوة سيئة. المعادلة (ايران تدمر والعرب تعمر)، سقطت بفعلكم، فالعرب لا تعمر ما تدمره ايران وذيولها العرب. ونقول لمصر ودول الخليج عموما، انهم لا يعترفوا بجميلكم، والأنكى منه يتهجمون على من يساعدهم، ويمد يده الكريمة لهم، فإحفظوا الدرس، واتركوا حماس لإيران، فهي رببتهم، ولتكن المساعدات للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية فقط.

العراق المحتل

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب