9 أبريل، 2024 10:37 ص
Search
Close this search box.

حماس : الخطأ في تبادل أسرى!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما كانَ لبنيامين نتنياهو أن يوافق على هدنة ال 4 او 5 أيّام لتبادل عددٍ محدودٍ من الأسرى والمحتجزين لولا الضغوطات الهائلة من عوائل الرهائن + قيادات حزبية اسرائيلية مختلفة + جانب من الصحافة الإسرائيلية ودَور الإعلام في الداخل الإسرائيلي , بجانب تأثير الولايات المتحدة في ذلك ” والتي لها مآرب شتّى , ليس اقلّها ضغوطات ومطالبات دول عربية فاعلة ويُحسب لحسابها ومضاعفاتها الإقتصادية على الأقل , بالإضافة الى ضغوط المنظمات الدولية والتظاهرات الكبيرة اتي سادت وتسود دول اوربا ضد استمرارية الحرب واطلاق سراح الرهائن . نتنياهو هذا والذي كان ضابطاً في الجيش الإسرائيلي برتبة مقدّم , هو ذو طبيعة Aggressive – عدوانية – على صعيد السلوك والسيكولوجيا , وتتملّكه غريزة القتل والإنتقام , موافقته على هذه الهدنة وعلى مضض كانت لشعوره بكثافة المطالبة بإقالته وليس بإستقالته , فإضطرّ لتخفيف وترطيب الأجواء من حوله ولو نسبيّاً عبر هذه الهدنة القصيرة التي لا تُسمّى ولا تعتبر كهدنة بالمفهوم السياسي والعسكري للحروب .

وإذ يشكّل الإبقاء على الرهائن والأسرى والمحتجزين كما هو منذ بداية المعارك وتأجيل وتعليق الإفراج عنهم , يشكّل نقطة ضعفٍ لرئيس الوزراء الإسرائيلي تزيد وتضاعف الضغوط الممارسة عليه وتحاصره من كلّ جانب , بجانب ارتفاع حدّة الخلافات حوله , فكان يتوجّب على حركة حماس عدم الموافقة على عملية تبادل الأسرى حتى انتهاء وتوقّف الغارات الجوية الأسرائيلية وقصف الدبابات الممنهج ضدّ المدنيين والمستشفيات , وكما يجري لتبادل اسرى الحرب بعد انتهاء المعارك في كلّ الحروب وعبر التأريخ , ومع أخذٍ بنظر الإعتبار أنّ توقّفاتٍ قصيرةٍ اخرى ستجري قريباً ليغدو الإفراج عن عشرة اسرى صهاينة في كلّ مرّة حتى يبلغ العدد 50 لتعاود اسرائيل القصف المفتوح وعلى نطاقٍ اوسع , للتعويض النفسي عن ايام وقف القتال المحدودة والمتقطّعة .

بالرغم من احتفاظ حركة حماس برهائن واسرى اسرائيليين آخرين , فما كان ينبغي التفريط بجزءٍ من هذه الورقة الرابحة حتى ” تؤتي أُكلها ” في موعدٍ لاحق ومجهول , وهنا يتوجّب الضغط على الجانب العاطفي في الإيقاف المؤقت والمحدد للغارات الجوية على سكّان القطاع وادخال بعض المساعدات الماسّة اليهم , فلا شكَّ أنّ الفائدة البعيدة المدى افضل بكثيرٍ من الحلول الترقيعية القصيرة المدى , كما أنّ رفض ايّ عملية افراجٍ لأيّ عددٍ من الأسرى , فأنّ يعرقل بشكلٍ او بآخرٍ لعملية تهجير سكّان القطّاع الى سيناء وبشكلٍ مبرمج وممنهج تحت آليّة القتل الجماعي والتدمير .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب