< كان يمكن عنونة هذا العنوانِ , بعنوانٍ آخرٍ مقارب , مفادهُ او نَصّه ( تفاوضٌ مسبق لأجل عقد المفاوضات ) , لكنّما هكذا ارتؤي اللجوء الى العنوان الأول … ما يدعو لكلّ ذلك استباقياً أنّ حزب الله وطوال الأشهر الماضية والى غاية اليوم ما فتئَ وما برحَ يمارس قواعد الإشتباك بأيٍّ من آليّاته العسكرية , سواءً بالمُسيّرات او الصواريخ قصيرة المدى , وبتعبيرٍ أدقّ أنّ الحزب يتحاشى ويتجنّب قصف المدنيين الإسرائيليين والمنشآت الأقتصادية ” طالما لم تبدأ الحرب ” , إنّما مقابل ذلك فالتمادي الإسرائيلي بلغَ مرحلةً لم تعُد تُحتَمل .! بقصف الطيران والدرونز الإسرائيلية للعمق اللبناني عبر عملياتٍ استهدفت مدينتي ” صيدا وصور – من اهم مدن الجنوب ” بالإضافة الى تدمير العديد من المنازل في عديدٍ من البلدات القريبة والبعيدة عن خطّ الحدود اللبنانية – الأسرائيلية القائمة , بما يؤدي الى قتل العوائل والساكنين فيها , بل أنّ الغيّ الصهيوني اذ يستهدف منتسباً من مقاتلي الحزب في سيارته الشخصية , فدونما اكتراثٍ ولا مبالاةٍ لركّابٍ معه في سيارته , وهذه ليست بعمليات اغتيالٍ محددة اطلاقاً .! بل انّ هذا الأستفزاز الدموي – الجماعي قد يجرّ الى ردّ فعلٍ غير محسوب .! وربما يُعجّل ” من الحرب ” او الردّ العسكري الشامل المرتقب والمنتظر في ايّ يوم ” ولا نقول في ايّ لحظة ! ” , لكنه قد يقود ويؤدي الى الشروع به قبل بدء المفاوضات بين حماس واسرائيل قريباً .. لابدّ من وضعِ حدٍّ حادّ لهذه التجاوزات البربرية الأسرائيلية قبل ايّ أمرٍ آخرٍ , ولا بد لحركة حماس أن تأخذ ذلك بنظر الإعتبار قبل أن تعلن موافقتها النهائية على الجلوس الى طاولة المفاوضات , علماً وَ وِفقَ ما وصلَ من اخبار انفردت بنشرها صحيفة The national وتحت عنوانٍ بالخطّ العريض : < رسالة حازمة من السينوار الى مصر بشأن مطالب حماس لعقد الصفقة ضمن اتفاقٍ يؤدي الى وقف اطلاق النار > , حيث ابرز ما جاء فيها يأنّ السينوار يتمسّك بإنسحابٍ كامل للجيش الأسرائيلي من قطاع غزة , الى جانب الإصرار على الإفراج عن اعدادٍ اكبر من المعتقلين الفسلطينيين البارزين في سجون العدو من اصحاب المحكوميات العالية ” ومن ابرزهم مروان البرغوثي و احمد سعدات المحكومين بعشرات ومئات السنين , وانه لن يتنازل عن ذلك .! , وهذا اختزالٌ لشروطٍ اخريات وضعها السينوار لموافقته على عقد الصفقة المرشّحة والمضغوطة على نتنياهو , وسيّما من الرئيس بايدن ولإعتباراتٍ معروفة .! , ولا ريبَ أنّ الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس ” الأستاذ السينوار ” قد وضعَ نتنياهو في قلب الزاوية الشديدة الإحراج , والتي يصعب ولايستحيل الخروج منها بسهولة , وسطَ الضغوط الداخلية من رؤساء الأجهزة الأمنية والأستخبارية وجنرالات الجيش , بجانب ما تفرضه الأدارة الأمريكية فرضاً بما لا لايمكن تسريبه للإعلام الأمريكي .!
في استقراءاتٍ ” اوّليّة ” للإعلام , وهي ليست قاطعة او متقاطعة ! فإنّ نتنياهو لابدّ له أن ينحني وحتى يركع أمام هذه المجريات التي تستبق ما سيجري من جريانٍ في الأيام والأسابيع القلائل القادمة , ودونما امتلاكٍ لآليّات وادوات الجزم والحسم المطلق .! , لكنّ الأمراكبر واخطر من اسرائيل برمّتها وليس نتنياهو بحجمه الصغير – المضخّم من زواياً عالميةْ ذات العلاقة بتوجهات لوبيات الغرب اليهودية التي تعشعش في امريكا واوربا بالضد وتجاه العرب ” سيكولوجيا – سياسياً , على الأقل .!