6 أبريل، 2024 10:54 م
Search
Close this search box.

حماد…. ياحماد.. لا تكبر مع السنين….

Facebook
Twitter
LinkedIn

حتى وان كبرت ياولدي الصغير ستبقى في عيوننا ذلك الطفل الهادئ بأطباعه والمحبوب لدى الجميع..
حتى وان سارت بك السنين ستبقى ذلك الطفل المدلل… نعم ان عجلات الزمن تسير بدون توقف ولكن محبتكم تبقى ثابته لا تستطيع الايام ان تمحيها او تغيرها لأنها غير مصنعة ونباتها يروي عطشه من محبة القلوب..
ياحماد يافلذة القلوب والاكباد..
لقد منحتك الاقدار ان تكون صغير اخوانك فربحت جائزتك الكبرى وهو اهتمام الجميع بك ومحبتهم فوق الطبيعي لك… فهنيئا لك بمشاعر عائلة كاملة وهنيئا لنا انت بيننا..
اليوم وانا ارى درجاتك في ورقة النتيجة ومستواك الاول على زملائك في الصف الثاني من المرحلة المتوسطة ومع فرحتي اسوة بأي اب يتمنى الخير لأبنائه الا ان الذكريات اعادة بي الى حنين الماضي وظروفنا القاسية التي كنا نعيشها. فانا  اتذكر  ياولدي عندما كنت احمل شهادة المدرسة فرحاً بنجاحي واركض لأبلغ اهلي بالنتيجة تنتهي فرحتي بوصولي المنزل لأن الجميع مشغولون بأمور اهم من فرحتهم بنتيجتي فلقمة العيش والحصول عليها كانت هي الفرحة الكبيرة لتلك العوائل…
لم يكن لدينا من يتابع دراستنا لان المدارس كانت هي وحدها المسؤولة عن متابعة تعليمنا وكان خوفنا من عصا المعلم وحصولنا على التكريم البسيط من الادارة هو من يحفزنا على المثابرة والنجاح……
لم نكن نعرف العطل الرسمية الا يوم الجمعة من كل اسبوع والعطل المتعارف عليها العطلتان الربيعية والصيفية.. وحتى ايام العطلة لم نحصل فيها على ايام ترفيهية لان الاوضاع الصعبة للمعيشة لأغلب العوائل تحولنا من طلاب مدارس الى رعاة اغنام ومساعدة الاهل في امور الزراعة وكان الحماس بيننا نحن الطلاب في العطل الرسمية هو حماس اخلاقي والغاية منه تقديم العون لمن حولك وكذلك اظهار مدى اهتمامك بمواشي العائلة والتي تعتبر مصدر الدخل الاول لهم….
كانت كل العابنا مصنوعة من عالم بسيط وبدون اي تكلفة مادية ولم نعرف الايباد او الحاسبة او جهاز الموبايل في حينها لان هذه الاجهزة لا تدخل حتى في عالمنا الخيالي..
كان جهاز الراديو موجود لدى البعض من العوائل وممنون التقرب منه بالنسبة لنا…
فاين اليوم من الامس ياحماد واين انتم من هؤلاء الذين اكلوا خبزتهم من عرق جبينهم ومن مجهودهم الخاص..
ايام وليالي ذهبت مع اهلها ورغم قساوتها الا اننا اليوم نبحث لكم عن كل ماهو مريح ومسلي لنبعد عنكم مأساة حياتنا في مهد طفولتنا..
لقد اختلفت القرية اليوم عن ماضيها وعاداتها وتقاليدها واصبح الحضارة العمرانية موجوده فيها اسوة بالمدن… وهكذا هي احوال الدنيا وتقلباتها ياصديقي العزيز…
اتمنى لك ولكل ابناء جيلك حياة هانئة سعيدة خالية من كل الشوائب الدنيوية…
مبروك لك هذا النجاح والفضل اولا واخيرا يعود لمدرستك ولوالدتك التي تتابع دراستك والتي تخرج من تحت يدها اخوانك الكبار واصبحوا يحملون بفضل الله وفضلها اعلى الشهادات الجامعية…فهي السند الحقيقي لجميع افراد العائلة وهي المرأة المعطاء للجمبع….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب