8 أبريل، 2024 11:10 م
Search
Close this search box.

حماد شهاب…. خان الأمانة.. وعض اليد التي أحسنت إليه عشرات السنين

Facebook
Twitter
LinkedIn

عسكري.. غير مسيس.. كان آمراً للواء العاشر المدرع.. وهو أقوى الألوية في الجيش العراقي آنذاك.. وأدقها تدريباً وأكثرها عناداً.. رابط في كركوك.. وانتقل الى منطقة الورار في محافظة الأنبار (120 كيلومتر عن بغداد).. وأنيط لهذا اللواء مهمة الدفاع عن العراق كرد لاحتمالات أي هجوم إسرائيلي.. اعتمد عليه الرئيس عبد الرحمن محمد عارف (1966ـ 1968).. فقد كانت علاقتهما جيدة.. واقسم حماد شهاب بالدفاع عن عارف.. ولن يخونه أو يتآمر عليه.

السيرة والتكوين:
حماد شهاب أحمد.. يذكر انه من عشيرة البيجات.. من مواليد تكريت العام 1925.. درس الابتدائية والمتوسطة في تكريت.. ثم درس في الثانوية العسكرية في بغداد.. وأصبح عريفاً في الجيش العام 1945.. أدخله عبد الرحمن محمد عارف عدة دورات عسكرية.. ثم انضم الى الكلية العسكرية في بغداد.. وتخرج منها برتبة ملازم ثان.

الرتبة العسكرية والأركان:
ـ لم يدخل حماد شهاب كلية الأركان.
ـ بعد 17تموز 1968 قام احمد حسن البكر بترفيع حماد شهاب التكريتي من رتبة (عميد) إلى رتبة (فريق).
ـ منح البكر رتبة (الركن) لحماد ولنفسه ولغيرهم كثير.. بعد 17 تموز 1968.. مثلما منح البكر رتب عسكرية.. ورتبة الأركان لمدنيين أمثال: صدام حسين وغيره من قيادات وكوادر حزبه.

المناصب التي شغلها:
ـ مرافقاً لغازي الداغستاني قائد الفرقة الثالثة في العهد الملكي.
ـ آمر اللواء المدرع العاشر.
ـ رئيساً لأركان الجيش للفترة من (1968-1970).
ـ وزير الدفاع للفترة في 3 نيسان 1970 حتى مقتله في يوم 30 حزيران 1973.

حماد شهاب.. وانقلاب 17 تموز 1968:
هناك رأيان في كسب حماد شهاب للانقلاب.
الأول: يؤكد إن حردان التكريتي كسب حماد شهاب الى جانبهم في الانقلاب.
الثاني: يشير الى إن البكر كسبه.. فحماد شهاب ينتمي الى المنطقة ذاتها التي أتى منها احمد حسن البكر وصدام.. أدرك البكر أهمية كسبه للتآمر معهم ضد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف مستغلا العواطف العشائرية والمناطقية.
أخذ البكر يتردد على حماد شهاب.. ويعمل على إقناعه بالتعاون معهم.. ولم يتركه حتى أقسم حماد شهاب للبكر بالتعاون مع البعثيين لتسلم الحكم.. ارتاح البكر واعتبر كسبه حاجزاً كبيراً قد أزيح من أمام حركتهم من جهة.. وقوة إضافية خلال التعامل مع عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود في قادم الأيام.

أخذ البكر يضغط على عبد الرزاق النايف.. كذلك التأثير على إبراهيم الداوود آمر الحرس الجمهوري والذي تحالف معهما لإسقاط عارف في الطلب منهما.. بنقل حماد شهاب ولوائه من كركوك الى بغداد.. وفعلا نجح في إقناعهما وتم سحب اللواء العاشر إلى منطقة الورار تحسبا للطوارئ.. وخوفا من البعثيين المعادين (اليساريين) كما كان يردد البكر.. لكن النايف جعل مقر لواء حماد في منطقة الورار خوفاً من غدر البكر.. لكن البكر طلب من حماد شهاب تحريك لوائه ليلة السابع عشر من تموز (أي ليلة الانقلاب) ويتقدم إلى بغداد بهدف استخدامه في الظروف الملائمة.. وفعلاً تحرك اللواء ووصلت طلائع منه إلى منطقة أبو غريب.. وقام ضباط النايف الموجودون في نفس اللواء بإبلاغ النايف بحركة اللواء.. فأمرهم بإيقافه في منطقة أبو غريب.. وأخيرا تم الاتفاق أن تتمركز كتيبة منه في معسكر الوشاش والكتيبة الثانية تتمركز في منطقة المشتل.. ولم تدخل أية دبابة من دبابات هذا اللواء الى بغداد أو منطقة القصر الجمهوري خلافا لما روجت له أجهزة صدام من ادعاءات حول دخوله القصر على ظهور الدبابات.
زار صدام وسعدون شاكر وعيادة كنعان الصديد مقر هذا اللواء ظهر يوم 17 تموز بعد أن كان كل شيء قد انتهى.. ودخل البكر على ظهري النايف والداوود وليس على ظهر دبابات حزب البعث كما يرددون.

الخيانة.. وحنث اليمين؟
يقول قيس نجل الرئيس عبد الرحمن محمد عارف: في يوم مغادرتنا العراق (يوم الانقلاب الأسود).. كنتُ اجلس في الطائرة جنب الوالد.. وكان ينظر من الشباك.. وساكت.. كلمتهُ وسألتهُ: والدي هل أنت مقهور؟.
أجابني بالحرف الواحد.. لا والله.. والحمد لله خرجنا من الحكم والمنصب.. ولا في رقبتي.. لا دماء أي فرد من الشعب العراقي.. ولا أمواله.. وأكمل حديثه: لكن غاثي واحد.

استغربً قيس.. وقال لأبيه: منو بابا؟
ردَ عليه والده: حماد شهاب.. ربيته ورعيته منذ العام 1946 الى الآن.. ووضعتهُ أمراً لواء مدرع ليحمي ظهري.. ثم يحرك اللواء ضدي.. هذه لم أتصورها !.. ولا استوعبها !.. لا حول ولا قوة إلا بالله.

علاقة حماد شهاب.. بالرئيس عبد الرحمن عارف:
اعتمد عليه الرئيس عبد الرحمن محمد عارف.. وكانت علاقة عارف بحماد شهاب جيدة.. واقسم حماد شهاب بالدفاع الرئيس عبد الرحمن محمد عارف.. ولن يخونه أو يتآمر عليه.. بالمقابل فإن حماد أحتضنً العديد من الضباط والمراتب البعثيين في لوائه.. فلم تشملهم الملاحقة أو الاعتقال أو الطرد أو الإحالة على التقاعد في عهد عبد السلام عارف.
يقول عبد الرحمن محمد عارف في العام 1946 كنتُ في كركوك برتبة (رئيس) أي نقيب.. وجاءني الصديق الرئيس صادق التكريتي.. وهو شخص جداً طيب.. وقال ليً: أخي عبد الرحمن.. لقد تطوع للجيش احد معارفنا.. ومن منطقتنا.. اسمه (حماد شهاب) برتبة عريف.. وسوف أسعى لان يكون عندكً لترعاه.. وأنت أقرب واحد لنا جميعاً.. إذا ذهب عند آخرين سوف يهمل ويتعب.. وأنت طيب.. وأعرف سوف ترعاه كابنك.
ردً عبد الرحمن عارف على صديقه الرئيس صادق التكريتي: أهلاً وسهلاً به.. وسوف أقوم بالواجب وأرعاه.. ولا تقلق.. وبالفعل تم تنسيبه بكتيبة عبد الرحمن عارف.. ويقول عارف: قمتُ برعايته.. وأدخلتهُ دورات مختلفة.. وأشرفتُ على تعليمه الأمور العسكرية المختلفة.. وأوصيت به.. الى أن تم ترقيته الى رتبة ملازم ثان.
وتمر السنين.. ويستلم عبد الرحمن عارف.. رئاسة الجمهورية في منتصف نيسان 1966.. فعين عبد الرحمن عارف حماد شهاب امرأ للواء المدرع العاشر.. في منطقة الورار.. حتى يكون قريب الى بغداد.. في حالة احتياج الرئيس له.
ويضيف قيس نجل الرئيس عبد الرحمن عارف قائلاً: (عندما يزورنا حماد شهاب الى البيت (نسميه عمو).. وعندما أصبح الوالد رئيساً للجمهورية.. كان الوالد دوماً يستدعيه ليستفسر منه عن أخبار بوجود تآمر على نظام الحكم.. وكان حماد يقول له سيدي: “أنا عندكً.. ولا يمكن لأحد أن يتآمر عليك”.

توسيع مجلس قيادة الثورة قبيل انقلاب 17 تموز 1968:
بعد أن تم التحالف بين (كتلة البكرة وكتلة النايف- الداوود) ولوضع الأسس العامة للانقلاب المقترح تم تشكيل مجلس قيادة الثورة وذلك في أواخر أيار العام 1968 ليكون المشرف على الانقلاب.. ويكون أعلى سلطة في البلاد بعد نجاح الانقلاب وتشكل من: احمد حسن البكر.. وحردان عبد الغفار التكريتي.. وصالح مهدي عماش.. وعبد الرزاق النايف.. وإبراهيم الداوود.. ويجدر بالذكر إن الثلاثة الأوائل هم بعثيون فيما الآخران فهما ضباط يحسبان ظاهرياً على الرئيس عبد الرحمن عارف لكنهم في المدة الأخيرة اخذوا يعملون لإسقاطه من اجل المناصب.
المهم اتفق هؤلاء الخمسة أن يكون احمد حسن البكر رئيساً لهذه المجلس لكبر سنه وقدمه العسكري.. وهكذا وقع النايف والداوود في الفخ الذي نصبه لهما البكر حيث ليس لهما في المجلس سوى صوتيهما فيما الأصوات الثلاثة الأخرى تمثل (حردان والبكر وعماش) هم للبعث.. وربما كان الداوود يحسب صوت حردان لصالحه باعتباره صديقه الحميم.. واتفق في اجتماع تشكيل هذا المجلس إن يكون منصبا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من بين أعضاء هذا المجلس.. ويقول إبراهيم الداوود: “بعد نجاح الانقلاب وبمجرد أن شعر البكر أن الأمر أصبح حقيقة واقعة وان الأوضاع قد حسمت لصالحه.. حتى استعاد رباطة جأشه واخذ يتصرف كرئيس للجمهورية.. فقد طلب من الجميع المباشرة بمسؤولياتهم حسبما هو مقرر.. وتوجه هو ومرافقوه نحو غرفة الرئيس حيث اتصل بصدام مهنئاً.. وطلب منه سحب الحزبيين من الشوارع وعدم التجمهر بانتظار تنفيذ بقية المهمة.. ثم اتصل بالضباط الموالين له طالبا منهم القدوم الى القصر الجمهوري”.. ويضيف الداوود قائلاً: “وفي هذا الأثناء وصل حماد شهاب التكريتي معلناً أن لواءه أصبح على مشارف بغداد”.. ونسق مع البكر مسألة انضمامه إلى مجلس قيادة الثورة بمسرحية متفق عليها واخذ ضباط البكر يتدفقون على القصر الجمهوري مما أثار حفيظة ضباط الداوود وكادت تحدث مجابهة بين الطرفين بسبب رفض ضباط القصر السماح لهم بالدخول.. ويبدو أنهم لم يكونوا مهيئين نفسياً بما يكفي لهذا التحالف الجديد.. ولم يسمحوا لهم بالدخول إلا بعد أن أمرهم الداوود بذلك.
المهم قام البكر بمفاتحة الداوود لضم حماد شهاب إلى عضوية مجلس قيادة الثورة.. استغرب الداوود من هذا الطلب وسال البكر عن أسباب إضافة حماد شهاب فرد عليه البكر بما يشبه التوسل: إن حماد حرك لواءه من الرمادي إلى بغداد.. وهو الآن جالس في غرفتي (يبكي) لعدم ضمه إلى المجلس.. يقول الداوود “فأجبته إنني لم اطلب منه أن يحرك لواءه كما إن الحركة لم تكن بحاجة الى تحريك أية قطعات عسكرية.. فجيش القصر كان كافيا لانجاز المهمة”.. فأجابه البكر إن تحريك لواء حماد شهاب كان ضرورياً لدعم الحركة ولإرهاب وإخافة أي تحرك معاد غير متوقع مذكراً من جديد بالشيوعيين والبعثيين المعادين.. عندها قال الداوود: “إذا كان الأمر كذلك فهناك من هو أحق من حماد شهاب في عضوية المجلس”.. فاستفسر البكر عمّن يكون؟ فقال الداوود: سعدون غيدان آمر كتيبة الدبابات في القصر الجمهوري الذي انزل دباباته وسيطر على القصر والإذاعة.. فهتف البكر حينها: ولم لا إن سعدون غيدان يستحق فعلا ذلك.. ولا مانع لدي من ضم الاثنين معا.. ورقص قلب البكر فرحاً لهذا الطلب الذي اعتقد الداوود انه إحراج للبكر مقابل إصراره على ضم حماد شهاب.. ولم يكن الداوود يعلم أن غيدان قد تم شراؤه من قبل البكر ووضع غيدان نفسه تحت تصرف البكر.. واقسم الداوود أن حماد شهاب كان يبكي وينحب في غرفة البكر.. وهكذا أصبحت كفة البعث خمسة أصوات للبعث مقابل صوتين فقط لكتلة النايف ـ الداوود.

دوره في حركة 30 تموز 1968:
كانت عملية طرد كتلة النايف- الداوود من قبل البعثيين تجري على قدم وساق فيما كان النايف غارقا حتى أذنيه في المؤتمرات والمقابلات والتصريحات.. وكان الداوود مشغولاً بتفقد القطاعات العسكرية ويتهيأ للسفر إلى الأردن بناءً على طلب البكر لزيارة القطاعات العسكرية المرابطة قرب الحدود الأردنية باعتبار الداوود وزيرا للدفاع.
المهم سافر الداوود إلى الأردن يوم 28 تموز 1968 وكان النايف وحردان مع البكر عند وداع الداوود وطلب البكر من الداوود أن لا يطيل بقاءه هناك لان (أي البكر) منهك ويريد ترتيب أمور البلاد وتسيلم الأمور له (أي الداوود) ولرفاقه.. كي يرجع الى قريته ويترك المسؤولية.. فأجابه الداوود أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه وانه هو الخير والبركة فعانقه البكر مودعا وحذا حذوه النايف وحردان.. وفي اليوم التالي (29) تموز هيأ حماد شهاب بعض دبابات لوائه القريب من بغداد ووضعها تحت إمرة ضباط للبكر.. كما هيأ صدام بضع دبابات أخرى في معسكر أبو غريب كان عدنان خير الله ابن خاله ومجموعة من الضباط قد تجمعوا هناك واحكم حردان السيطرة على قاعدتي بغداد والحبانية الجويتين.
وفي ظهر يوم 29 تموز اتصل البكر بالنايف وابلغه إن هناك اجتماعا لمجلس قيادة الثورة في القصر الجمهوري في اليوم التالي لبحث بعض الأمور المستعجلة وإقرار بعض القوانين فاستجاب النايف للطلب وحضر يوم 30 تموز الى القصر.. حيث كان كل شيء يبدو عادياً عدا ملاحظته لوجوه عسكرية غريبة في أروقة القصر الداخلية.. التي لم تكن سوى وجوه صدام ومجموعته الذين ارتدوا جميعاً بدلات ضباط وجنود في الجيش وكمنوا في أروقة القصر الجمهوري.. وفي هذا الأثناء كانت كتيبة دبابات القصر تحت سيطرة سعدون غيدان الذي سرب إليها العديد من الضباط البعثيين.
أما النايف فقد دخل غرفة الاجتماع بمعية البكر وعماش وحردان.. فيما حرك حماد شهاب بعض دباباته لتطويق القصر الجمهوري من الخارج.. وفي اقل من ساعة فتح صدام باب غرفة الاجتماعات مع مجموعته شاهرين رشاشاتهم بوجه النايف.. الذي ارتعد هلعاً وتوسل بالبكر أن يبقي حياته فأجابه البكر إنهم لا يريدون به شراً إلا إن المصلحة تقتضي إبعاده عن العراق وإنهم مضطرون لهذا الإجراء بسبب تصرفاته وخروجه على قرارات المجلس؟
اقتيد النايف نحو طائرة حيث سفّر إلى روما وفي الوقت نفسه تحركت طائرة أخرى باتجاه الحدود الأردنية وعلى متنها مجموعة أخرى من تنظيم صدام المسلح من ضمنهم أخوه برزان حيث هبطت في مطار H3 قرب منطقة تواجد القطاعات العراقية وابلغ المسلحون قائد القطعات اللواء حسن النقيب بقرار تسفير وزير الدفاع إبراهيم الداوود طالبين اعتقاله ووضعه في الطائرة.. ولم يقل الداوود شيئا سوى ترديده لعبارة (سواها الشايب) أي فعلها البكر حيث كان يسميه الشايب أي العجوز.
وفي المساء ظهر البكر على شاشات التلفاز ليعلن طرد (المتسللين) وتنظيف (الثورة) منهم!! واتهم البكر النايف تحديدا بالعمالة.. أما حماد شهاب فقد تعاون مع البكر وصدام وارتاحا إليه ووفى بوعده الذي قطعه أمام البكر قبل الانقلاب بالمشاركة فيه ولم يقتصر على المشاركة وحسب بل كما يقول القيادي البعثي جهاد كرم في كتابه: (بعثيون عراقيون كما عرفتهم): “فتح حماد أبواب اللواء العاشر المدرع للتبديل والتغيير والنقل وإغراقه بالعناصر العسكرية البعثية من رتبة معاون آمر اللواء حتى اصغر نائب ضابط”.. وفي العام 1970 عين الفريق حماد شهاب وزيرا للدفاع إضافة الى عضويته في مجلس قيادة الثورة عقب إبعاد الفريق حردان التكريتي من مناصبه.

نهاية المطاف:
في 30 حزيران العام 1973 نفذ ناظم كزار المدير العام للأمن مؤامرته لإسقاط (البكر ـ صدام).
لكن المحاولة باءت بالفشل بعد تأخر وصول طائرة البكر من بلغاريا.. حيث اكتشف صدام في اللحظات القاتلة غياب وزيري الدفاع حماد شهاب.. ووزير الداخلية سعدون غيدان عن استقبال البكر في المطار.. ولم يستطع معرفة أسباب ذلك.. فاتصل بالبكر وهو في الطائرة طالباً منه التأخر.
أما ناظم كزار فقد كان يراقب ما يحدث في المطار من خلال شاشة التلفزيون حيث تم بث وقائع تخرج طلبة جامعة بغداد من ملعب الكشافة.. مما افزع المتآمرين الذين وولوا الأدبار.. وبدأت أعصاب ناظم تخونه.. وخشيَ من تطويقه في مكانه.. فخرج حالاً من بغداد.. وحشر معه رهائنه في شاحنة كبيرة.. وأوثق أيدي حماد شهاب وسعدون غيدان.. وانطلق رتل من السيارات يتجاوز العشرة مركبات.. وعند خروجها من بغداد تجاوز الموكب الطرق الرئيسية وانعطفت نحو الصحراء.. وأعطيت الأوامر الى طائرات الهليكوبتر لمسح المنطقة وملاحقة الموكب.
من جانب آخر وصل البكر الى المطار وركب الى جانبه صدام من دون أي استقبال رسمي.. حتى أن الظلام كان يخيم على المطار لإطفاء الإنارة عنه.. وفي الطريق أعلم صدام البكر بحركة كزار مشيراً له أن حماد شهاب.. وسعدون غيدان.. وقائد الحرس الجمهوري عدنان شريف.. وسكرتير.. وصهر البكر (مظهر المطلك) رهائن لدى كزار.. الذي غادر بغداد باتجاه الشرق.. وطمأنه بان الجيش وقوات الشرطة والأمن في حالة إنذار.. وان الفريق عبد الجبار شنشل رئيس أركان الجيش موجود في وزارة الدفاع.. ومنها يدير غرفة العمليات العسكرية.. وطلب من البكر أن يخلد إلى النوم والراحة.

المهم بعد ستة ساعات من المسح الجوي شاهدت الطائرات قافلة كزار التي تاهت في الصحراء ووصلت أخيراً الى زرباطية.. وعندما حامت إحدى الطائرات فوق سيارة الرهائن حاول حماد شهاب فك وثاقه.. كذلك فعل سعدون غيدان.. لكن ناظم كزار نزلً من سيارته وأطلق النار باتجاه الطائرة.. وقام بفتح الباب ودعا شهاب وغيدان للنزول منها فنزلا وأطلق النار من مسدسه فأصاب حماد شهاب بخمس أطلاقات في صدره ورأسه.. ثم التفت الى سعدون غيدان فأطلق رصاصتين في كتفه.. وظنً ناظم انه قتلهما.. فتركهما وأمر السيارات بمتابعة السير.
سارعت أحدى الطائرات ونقلت سعدون غيدان والفريق الأول حماد شهاب الى بغداد.. هبطت الطائرة في مستشفى الرشيد العسكري.. ووصل حماد وقد فارق الحياة.. أما سعدون فكانت إصابته بليغة.. وادخل صالة العمليات مباشرة.. وتم إنقاذه.. فموت حماد شهاب كان في 30 حزيران العام 1973.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب