23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

لم يكن قرار السيد مقتدى الصدر قبل شهرين بتجميد عمل سرايا السلام المجاهدة  في محافظة ديالى قراراً اعتباطياً بل على العكس تماماً فأن هذا القرار قد جاء تماشياً مع الواقع الذي شهدته المحافظة وقتها و استجابة لنداءات المواطنين في ديالى بناءاً لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا وحفاظاً على النسيج الاجتماعي لهذه المحافظة لما لها من وضع استثنائي تماماً وكذلك بالأخص الحفاظ على سمعة الحشد الشعبي المجاهد من دنس العابثين والمجرمين الذين ما لبث أن يمر أنتصاراً على عصابات داعش الاجرامية الا وحاولوا أن يسيئوا اليه بتصرفات فردية أجرامية من خطف وقتل وتفجير وتهديد للناس عامة بدون تمييز وذلك من خلال التغطي برداء الحشد الشعبي المزكى بدماء الشهداء والبريء تماماً من هذه الافعال التي كان اخرها الحملة الشعواء التي استهدفت تفجير الجوامع وقتل وخطف مجموعة من الأبرياء و حملة التهديد والوعيد التي رافقتها  بعد ان فجر ارهابي قذر نفسه بين صفوف الشباب في مقهى شعبي وراح ضحيته خيرة شباب الحي العصري من مختلف المكونات والتي  لو لا تدخل العقلاء من أهل الرأي والحكمة وبتعاون منقطع النظير من قبل القوات الأمنية والحكومة المحلية لأتسعت هذه الاعمال وساهمت في أشعال نار حرب طائفية جديدة أسهمت في أزهاق المزيد من الأرواح البريئة , هذه الفتنة التي ارادت بها داعش الكفر والزندقة ان تثير ردود فعل الجهلاء والمنفعلين من الطرفين ممن أصبحت لهم الحرية في الحركة وحمل السلاح و خصوصاً بعد أن حققت قواتنا الامنية البطلة وحشدنا الشعبي المقدس وابناء العشائر الشريفة وقوات البيشمركة البطلة انتصارات على مختلف الجبهات وابتدأت من ديالى بأعادة الأراضي العراقية الحرة من مغتصبيها القذرين وبقاء مساحات قليلة جداً مع الموصل تسيطر عليها هذه التفاهة المتأسلمة , وبالاخص ما يحدث حالياً في ديالى من فتح صفحة جديدة بين العشائر العائدة الى ديارها وبين القوات الامنية والحكومة المركزية التي بدأتها بعزم وأصرار على احتواء ابناء العشائر في تشكيلات الحشد الشعبي وتكليفهم بمهام حماية مدنهم بعد ان عادوا اليها وبأشراف مباشر من قبل االحاج هادي العامري الذي قد اجرى خلال هذه الفترة القريبة سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التنسيقية بين قادة القوات الامنية والحشد الشعبي وشيوخ عشائر هذه المناطق والتأكيد على ضرورة تسليحها والتعاون معها من أجل حفظ الامن والأستقرار وعدم السماح بعودة الفكر الأرهابي الجبان والقذر داعش ومن والاه ,
لذا فان حل اللغز الامني في محافظة ديالى يكمن في تجميد عمل كافة الفصائل المقاومة المنضوية تحت راية الحشد الشعبي من أجل عدم السماح للمخربين باستغلالها و توحيد القرار الأمني بين القوات الأمنية المشتركة واعلاء هيبة القانون والدولة وتغليب لغة الحوار و عدم ربط المشكلات السياسية بالواقع الأمني والمحاولة للنهوض بهذه المحافظة التي تعتبر مفتاحاً لحل كل المشاكل الكبيرة في العراق وعلى رأسها الملف الامني