22 ديسمبر، 2024 7:46 م

مكر سياسي جديد، لمحاولة اذابة حرب الحديد والتحرير، التي تقودها حماس ضد الكيان الصهيوني الغاصب، وذلك بأطلاق مشروع وطرح فكرة حل الدولتين (الدولة الفلسطينية ودولة الكيان المزعومة) وهو مرفوض واسبابه لا تخفى على كل ذي لب.
في فيديو يتحدث فيه أحد الصهاينة، وهو يمهد لهذه الفكرة، حيث يدس السم في العسل، فيقول (أعتقد أن الامر واضح، بما لا يدع مجالاً للشك، هو أنهُ لا يمكن هزيمة الفلسطينين؛ أنا أنحدر من عائلة صهيونية وطنية بارزة، والدي والذي ربما يكون الأكثر شهرة هو الجنرال ماتي بيليد، الذي كان ضابطاً في عام 1948م وجنرالا عام 1967م. في وقت مبكر من حياتي كنت أؤيد اراء والدي، وكنت صهيونيا مثله، ولم يتخل ابداً عن فكرة الصهيونية، قال (بينما كان لا يزال يرتدي الزي العسكري) مباشرة بعد الحرب: انظر لدينا فرصة الان لأننا أقوياء ونحن كما تعلمون هنا للابد ولم يعد وجودنا محل شك ولم يعد موضع خطر، لينبغي ان نسمح للفلسطينيين بان يكون لهم دولتهم الصغيرة الخاصة بهم في جزء صغير من فلسطين، يمكننا ان نصنع السلام معهم ومن ثم نصنع السلام مع بقية دول العالم العربي وهكذا دواليك. لكن لم يفكر أحد بهذه الطريقة وبمجرد انتهاء الحرب بدأوا في بناء مدن وبلدات ضخمة في القدس الشرقية والضفة الغربية، ما أدى بشكل أساسي الى محو القدس الشرقية ومحو الضفة الغربية. هذه الايدلوجية تعني ان فلسطين ليست فلسطين انها ارض إسرائيل وليست ملكا للشعب الفلسطيني الذي يعيش هناك بل هي ملك لجميع اليهود في العالم. اذا كانت لديك ايدلوجية هيمنة فيجب عليك استخدام العنف، لقد اعلن (الصهاينة كحركة ومن ثم دولة إسرائيل التي ولدت من رحم تلك الحركة) الحرب على الشعب الفلسطيني، لذلك شهدنا في تلك الحرب (التطهير العرقي) وشهدنا (سياسات الإبادة الجماعية) وشهدنا (نظام الفصل العنصري) القائم على الإرهاب. الذي يعاني منه الفلسطينيون او يواجهونهُ هو إرهاب يومي، ………. يستمر بالكلام حتى يقول: في 7 أكتوبر 2023 رأينا الفلسطينيين يخرجون لنا من غزة، ويشلون دولة إسرائيل تماماً، ويشلون جيشها العظيم وأجهزتها الأمنية. الفلسطينيون الذين لا علاقة لهم بهذا، يدفعون ثما باهظاً، وهذا ما تفعله إسرائيل، لقد تعرضت للإذلال وهي الان تنفث كل انتقامها وغضبها على المدنيين الأبرياء، الذين لا علاقة لهم بالهجوم. اعتقد انه من العبث ادانة الأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد لفترة طويلة عندما ينهضون كي يقاوموا. ان المقاومة هي دائما رد فعل على القمع، وكان رد فعل الفلسطينيين على العنف الأكبر على مدى 75 عاما غير مسلح في الغالب. اذا كان هناك من يستحق الإدانة فهو ادانة الفصل العنصري وإدانة العنف والوحشية التي يعاني منها الفلسطينيين؛ كل عام الاف الفلسطينيين يعتقلون ويقتلون في الضفة الغربية. العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل من الدولة ومن الافراد. ان إدانة امة تضطهد بسبب مقاومتها انه قمة النفاق ولا معنى له. اعتقد ان الامر الواضح بما لا يدع مجالا للشك هو انه لا يمكنك هزيمة الفلسطينيين. يسمونها حماس، يسمونها هذا أو ذاك لا يهم ما تسميتها، لا يهم أي نوع من الحركة. عندما ندعو الى دعم إسرائيل فانه يعني نصر لإسرائيل وكل هذا هراء، إنما يعني المزيد من الموت والمزيد من الدمار والمزيد من العنصرية واهدار المزيد من الأرواح البريئة. انها حرب ضد السلام انها حرب ضد العدالة. اعتقد ان احداث أكتوبر وما حدث منذ ذلك الحين قد سمحت للناس برؤية الامر بشكل أوضح، آمل ان يؤدي هذا التحول الكبير الذي اعتقد انه حدث في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ان يدفع القضية الفلسطينية لتحظى في المقام الأول بمزيد من الدعم الدولي، ويسمح للفلسطينيين بالمطالبة بما يستحقونه حقاً، اعتقد ان الوقت حان للمطالبة بفلسطين كلها، لقد حان الوقت للمطالبة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في كل فلسطين، شخص واحد صوت واحد، وهو ما يعني تفكيك دولة الفصل العنصري) انتهى كلامه.
هذا ترسيخ لإعادة تطبيق السيناريو الذي حصل في الولايات المتحدة الامريكية، عندما قضت العصابات الرأسمالية على السكان الأصليين فأصبحت أمريكا على ما أصبحت عليه الآن، وهذا مرفوض تماماً أن يحصل في فلسطين.
لفي شيء…
ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فعلى الفلسطينيين الاستمرار بالحرب على تطهير أخر شبر من أرضهم، وطرد كل المحتلين من بلادهم، ولا تفاوض مع المحتل ولا قبول بحل الدولتين وإقامة دولة واحدة يتمتع فيها الصهاينة بحق الانتماء لهذا الوطن.