10 أبريل، 2024 4:42 ص
Search
Close this search box.

حل الازمات في العراق.. دعوة للوطنيين فقط !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قد لانأتي بجديد من القول اذا اردنا ان نصف الاوضاع العامة في البلاد بأنها مقلقة وان الضبابية تحيط بجميع اتجاهاتها، والأزمة، ربّما، تكون داخليّة لغياب الحكومات الوطنيّة النقية، والحريصة على مصلحة الوطن والمواطن، وقد تكون لأسباب خارجيّة… وفي كلّ الأحوال تكشف الأزمات حرفة القادة، وقدرتهم على تجاوز كل عقبة في طريق تحقيق الرفاهية للوطن والشعب عبر ايجاد قاعدة عريضة للحوار وخيارات اكبر للحلول من دون الضرر بأي جهة.
تسلسل الازمات في العراق يحيل الى الاذهان اننا في مطحنة منها، والتي باتت تكبر وتتوسع من دون حل جذري حتى اللحظة، فلا مجال للشك بأننا سندخل في ازمة ما دمنا قد خرجنا من واحدة اخرى للتو. ولا نعرف متى تهيأ لنا الاقدار، انطلاقا من المسؤولية التاريخية والوطنية والانسانية، انقاذ البلد بتقديم خارطة طريق جديدة لشعب ووطن وصل انينه عنان السماء بعد ان احرقت نيران الصعوبات والويلات المتلاحفة والمتسارعة الاثار في اقدار شعبنا ووطننا وانسانيتنا وحاضرنا ومستقبلنا.
والسؤال ماذا يريد وينتظر قادة العراق وحكامه وسياسييه والفاعليين وهم يشهدون والعالم اجمع التردي والتراجع الكبير الحاصل في حياة العراقيين ومعيشتهم و امنهم واستقرارهم الوطني والاقتصادي ووحدتهم وسيادتهم الوطنية التي ثلمت بسبب اخفاقاتهم في قيادة الدولة؟؟ اعتقد ان هناك من يريد لنا ان تغيب نظرتنا الحقيقية الواقعية عن حاضرنا الذي لا يخطئ احد من الوطنيين العراقيين ادراك مخاطره وكوارثه ومستقبله بعد ان اصبحنا مؤمنين بأننا لا نملك لتغييره واصلاحه وضمانة سلامته الا بالتعبير السلمي الميداني من خلال التظاهرات والاحتجاجات والثورة على الواقع الفساد مستخدمين كل الطرق والوسائل المشروعة والمتاحة وبكل ما نملك من طاقة واخلاص ومهنية وكفاءات وخبرة لضمانة الاصلاح والتغير والسلامة الوطنية وقبل ذلك سلامة شعبنا واجيالنا ومصيرنا وحماية سيادتنا وثرواتنا والحفاظ على كرامتنا امام انفسنا والعالم اجمع .
اليوم نحن بحاجة الى ايادي بيضاء امينة و حرص من الكفاءات السياسية القيادية والمهنية لاعداد وصياغة عقد اجتماعي جديد و خارطة طريق جديده تصنع مشروع وطني شامل للتعامل مع ازماتنا وقضايانا الوطنية ذات الاولويات الاهم ثم المهم، والعمل بها في الحاضر الآني وخلال المراحل المقبلة تباعا وبنفس الحماسة والنفس الوطني وبكفأة ميدانية عالية تعمل على فتح كل الابواب المغلقة لنتمكن من الاصلاح والتغيير لجعل العراق بلدا مستقرا مزدهرا وهذا لم ولن يتحقق ما لم تكن هناك ارادة واعية حاضرة وفاعلة ميدانيا و بقوة مقترنة بافكار وحوارات وطنية بمقدورها دعم وتحقيق ثورة الاصلاح تخطط لها وتضعها القياداة الوطنية السياسية بتضامن ومشاركة شعبية نيره من اجل معالجة وانهاء نظم واعراف المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية لان هذه الافات هي منبع ومركز و اساس المشاكل والازمات والخلافات ،وان نجاح الثوره الشعبية العراقية التي كانت اهم منطلقاتها ثورة تشرين وما سبقها من تظاهرات واحتجاجات لن تتراجع الابتحقيق اهدافها في مقدمتها انهاء عمليات تحاصص سلطات الدولة وثرواتها ومنافعها وتعديل الدستور لنتمكن من الانتصار على ازماتنا وتبديل وقعنا المر والانتقال الى مرحلة جديدة من البناء والاعمار والاستثمار وصولا لتحقيق الديمقراطية الرصينة المصانة والمحترمة من قبل القادة والسياسيين والحكام ومن قبل الجميع وهذا لا يتحقق الا من خلال الجلوس الى طاولة الحوار ضمن برنامج ومنهج وطني اصلاحي متفق عليه يشكل خارطة طريق للحوار الوطني بين القادة والسياسيين لمعالجة الازمات وتخفيف الفقر والتفاوت الطبقي والحد من البطالة التي هي الاخرى تنخر بجسم الدولة وتضعفها مهنيا وفنيا و تشكل عبئ كبير عليها.
ان كل عوامل التغير اذا اتبعت ومورست بآليات وبعقليات وايادي وطنية عملية و بمنهجية منظمة ستمكننا من توفير وتحقيق واقع وطني وانساني واجتماعي واقتصادي وامني جديد مزدهر للعراقيين يؤدي بالنتيجة الى تصحيح اخطاء الماضي القريب على ان نغادر بجدية وايمان الايدولوجيات المذهبية الطائفية العنصرية وأعلاء مفهوم المواطنة واحترام الهوية الوطنية وتقديم المصالح العليا على المصالح الخاصة.
ان تحقيق هذه الاهداف وبرامج الاصلاح والتغير يرتبط بهيبة وقوة الدولة وتعزيز دورها الوطني الذي يستند الى قواعد وثوابت ومنطلقات ومرتكزات مؤسساتها الدستورية وسلطاتها الناجحة التي تمكنها من القيام بدورها و تنفيذ مهامها في ارساء تحقيق الحكم الرشيد وتطبيقها على الجميع وبدون استثناءات او تميز، عندها ستتحق وتعم سيادة القانون و الدولة وتصان وتحترم السيادة الوطنية بالضرورة لان السيادة الوطنية واحترامها وهيبتها ترتبط جدليا بقوة وهيبة وصولة الدولة في قدتها على تنفيذ وتطبيق الانظمة والقوانين باحكام في الداخل الوطني و في مواجهة التدخلات والقوى الخارجية وبهذه القدرة لا يتمكن بعد ذلك احد من تعطيل عمل الدولة والتلاعب بامنها وسلب هيبتها ووضع الحواجز والمطبات والعراقيل امامها وخلق الازمات والتحديات لتعطيل مسيرتها و توقف حياة الناس لان جميع مشاكلنا المعقدة والمركبة هي بسبب ضعف او (سقوط هيبة الدولة) وتراجع دورها وهذا يرتبط ايضا كما اوضحنا في المقدمة بضعف وتشتت وتفكك وتراجع وفشل العملية السياسية التي ادت الى ضعف وتراجع النظام السياسي الذي انعكس على امن الدولة وسلمها الاهلي.
من هنا جاءت مطالبة ثورة الاصلاح الوطنية وبشكل لالبس فيه لا تهاون في بسط سلطة الدولة وانتزاع حقوق المواطنين وتحقيق فرص عمل لهم وبكل الوسائل الوطنية المشروعة التي يكفلها الدستور ومصالحهم الوطنية العليا والتصدي لمنع حدوث الازمات الكبيرة والناشئة والعمل باريحية وقدرة على تفكيكها واحتوائها حفاظا على استمرار حياة الناس وعدم توقفها وضمانة امنهم واستقرارهم الوطني سوف يعيد ثقتهم بالدولة والعملية السياسية واقطابها واركانها القيادية، مقابل ان يسعى كل اقطاب العملية السياسية وكتلها واحزابها الى احترام ارادة المتظاهرين والمحتجين بل كل العراقيين ويحترموا رغباتهم لان رغبات الشعب اوامر، فهل من مجيب ؟

.

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب