23 ديسمبر، 2024 9:32 ص

حليمة المتجددة

حليمة المتجددة

لقد قيل قديما الهدوء يسبق العاصفة, ولكن في بلدي العواصف مستمرة, تشتد تارة وتخف أخرى تبعا للأحداث ومتغيراتها,  ويبحث سياسيونا عن تهدئة جادة للطقس السياسي للوصول إلى مناخ مستقر.
وهذا ما يتمناه المواطن, فهل نرى ذلك اليوم؟لنا أمل في ذلك, هل نستطيع أن ننسى آثار الرياح المدمرة للساسة؟ شمالية, جنوبية, شرقية, غربيه, مذهبية, شيعية سنية, مسيحية, وما إلى ذلك من المصطلحات التي يحتضنها العراق, تصريحات من تنتج إراقة دماء وتأخير لعجلة التقدم.
في هذا العام, اتصفت النشرة المناخية السياسية بالحرارة الشديدة, فما بين تصريحات وتجريح لأجل تسقيط الآخرين, تظاهرات بعد مطالبات تبدأ بالعادلة, وتنتهي بما يشبه جر العربة إلى الوراء, لإعادة العراق إلى نقطة البداية والضياع, ثم نزلت قطرات رحمة, رشقه من مطر ألحكمه, واللطف الإلهي, لم ينتظر المتعودون على إثارة القلاقل, فهبت أعاصير حكومية تبعتها زوابع علوانيه, ورعد عيساوي, سيول آسنة عن طريق الفضائيات ونشر غسيل متعفن, لم يتعرض لرياح التغيير. فهذا جاهل بعمله وذلك سارق وآخر مهمل, وما بين هذا وذاك الشعب في تيه وضياع.
بعد البرود في العلاقات ظهر لقاء رمزي تعانقت به كل الفصول, الحارة الجافه, والباردة, ومن نفضت أوراقها, في بيت الربيع الذي ينبض بالحياة. ولكن حسد الحاسدين لم يهدأ, فقد تم تبديل الرقم الرمزي, وتم تسميته باسم قديم مستهلك “وثيقة شرف”, وهنا نسأل, هل توفرت الثقة بين الفرقاء؟ لقد غاب البعض, فهل يعني أنه لا شرف له؟ لقد قام القادة الحاضرون بإلقاء الكلمات, ارتجالية, ومنها مسطر على وريقات في كل منها حروف مدسوسات, معادة ألف مره, كصناعة البلاستك التي تعود عليها شعبنا العراقي.
وتم توقيع الوثيقة, بالرغم من غياب أشخاص هم أساس في الأزمات, ومن الغريب أن كلمة واحدة, لم تذكر مبادرة رفع الأيادي الجماعية,ولو بالإشارة! وقد يكون ذلك عند البعض ليس مهما فالمواطن يعلم من الذي يجمل روح الربيع, ولا يهم في مبدأ نكران الذات إن سميت مبادرة خزاعيه, نجيفية, جعفريه.
فالأهم الأولى هو استقرار المناخ.
وهنا غرابة أخرى! فبعد اللقاء الأول ساد الهدوء, أما الآن فشهب ونيازك وأعاصير, وكأن مارد الشر قد فهم اللعبة المستهلكة. هل هي رياح ثلجية, ستؤدي إلى تجميد الخلافات, بسبب قرب الانتخابات؟ هل أن عدم حضور البعض سينتج معارضة قوية في المستقبل؟ والاهم هل أن هنالك ثمة أمل في الثقة؟ ولا ندري هل أن هناك شرف مع عدم ثقة؟ ولو كانت الثقة متوافرة, هل نحتاج إلى وثيقة شرف؟ كل ذلك في علم الغيب, فلا يعلم ما بالقلوب إلا الله, مع أن ما ظهر على اللسان وما طفح على قسمات الوجوه, ونظرات العيون, لا يطمئن النفوس.
ولكننا نبقى نردد لنا أمل, فعندما يذوب الجليد وينتهي التجميد, أن يكون مسيطر عليه,كي لا تغرق السفينة والملاحين.
وأسكت عن الكلام فقد يكون ما أقول غير مباح, وستكشف الأمور عندما يحل الصباح, ونرجو أن لا يكون واقعنا كالمثل القديم “رجعت حليمة لعادتها ألقديمه”فعلى ما يبدو أنها لم تمت بالرغم من المفخخات.    
 [email protected]