18 ديسمبر، 2024 6:24 م

حلو اللسان قليل احسان

حلو اللسان قليل احسان

عن النبى الكريم” الكلمه الطيبه صدقه…” وكما يبدو فان فرسان المحاصصه العراقيه قد اتخذوا منها مبدأ يقيمون عليه يحكمون به. الا ان وقوفهم مع سبق الاصرار على الفعل الشفاهى, النطق المجرد بالكلمه واستخدامها المستمر لا يعفيهم من المسؤليه والمسؤليات تجاه تجاه المواطنين والمجتمع والدوله. ومع ان هؤلاء الفرسان لايجيدوا فن الخطابة مثقلين بالتخلف الثقافى والاجتماعى يجيدوا التلاعب بالالفاظ و يبدون ايضا مشوهين ويثيروا الاشمئزاز فى حضورهم فى المقابلات التلفزيونيه
منذ تولى السيد مصطفى الكاظمى رئاسة الوزراء, كان كثير الحركه, انطلاقا من “مبدأ بالحركه بركه ” وكانت زيارته للتقاعد العامه, هذه المؤسسه التى يرضخ تحت جبروتها مئات الالاف من المتقاعدين كانت بادرة امل ان يحصل تغيير ملموس, من الرئيس الجديد الذي كما يبدو له قلب وضمير يشعر بوضع ومعانات المواطنين. كما قام بزيارات عديده للتشرينين الذين خدع واغرى عددا منهم, وكذلك عوائل الشهداء والمخطوفيين , خاصة زوجه الشهيد الهاشمى الذى اعتبره اخوه وصديقه واعتبرها قضيته الكبيره وقسم ووعدد بمطاردة المجرمين والفاسدين واحالتهم الى القضاء لينالوا العقوبه العادله, وفى كل زياراته يبدو عليه الـتأثر والحزن والحيره والتساؤل عن كينونه هؤلاء القتله المجرمين وكيف يمكن ان يكونوا بهذه القسوه والعنف وعدم المسؤليه, وكانه كان يعمل كاتب صادره/وارده فى احد قرى او ناحية فى جبال الهمالايا وليس مديرعام/ رئيس جهاز المخابرات الذى على علم بخفايا الامور. ان اسلوب التمويه والوعود الكاذبه لا تنطلى على الشعب العراقى. لذلك فقد تم رصد وتحليل شخصه واسلوب عمله : لقد احاط نفسه بعدد من الاكاديمين والمهنيين كمستشارين يساعدوه على اتخاذ القرارات السليمه فى محاوله لاضفاء العلميه والجديه على اسلوب التفكير والعمل. كيف كانت كانت النتيجه: حملات علاقات عامه تقدم باسلوب هادىء وكلام منمق جميل يكرر دائما,/ بالاضافه الى وعود بالاصلاح وتوفير فرص عمل كثيره, وليس اخيرا العمل على معاقبة المجرمين والفاسدين. على ان الاوضاع الاقتصاديه الاجتماعية استمرت على ما كانت عليه بحكم عدم مبالاة الحكومه وطغمة المحاصصه لانصرافها الى مشاريعها الخاصه. اما عن الاوضاع الامنيه “وهيبة الدوله” فأنها اخذت تنذر بالخطر , خاصة تنمر وسيطره المليشيات والسلاح المنفلت والاصوات التى تتعالى حول نسف تمثال ابو جعفر المنصور ومرقد الامام ابو حنيفه الذى تهدف الى اشعال الفتنه الطائفيه وزج الشعب فى حرب اهليه خطيره تحرق الاخضر واليابس. ان هذه التطورات تعود بشكل مباشر الى شخص السيد الكاظمى الذى تم اختياره من قبل تكتلات وجماعات حزبيه لها دور مؤثر ومصالح فى نوعية القرار السياسى والاقتصادى, وقد وافق على الشروط التى امليت عليه وكان على علم بها ورهين موافقاتهم عليها وما هو مسموح له به لا يتعدى الاطار العام على استمراريه تركيبه الحكم ونظام المحاصصه. ان الانحلال والتردى الذى حصل منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء هو مسؤل عنها بشكل مباشر, فهو يعلم عدم امتلاكه لقوة حزبيه او ميليشيا مسلحه يرجع اليها فى الحالات الضروريه لليأكيد على شرعيته وامكانيته على تنفيذ القرارات التى يتخذها, ونحن نعلم ان قوى المحاصصه لا يمكن الاعتماد عليها لانها لا تعمل من اجل او فى اطار مشروع وطنى تنموى يقوم على قواسم مشتركه. ان موقعه ضعيف جدا ولا زال اسير القوى التى وضعته فى هذا المنصب, كما انه ليس تلك الشخصيه القياديه التى تتوجه نحو الجماهير التى باستطاعتها تغيير موازين القوى وتفرض واقعا جديدا. ان القرارات المهمه التى اتخذها سرعان ما تراجع وتخلى عنها بمبريرات ومسوغات بعيده عن المنطق والعقل. خاصة فىى قضية اعتقال والتحقيق مع الميليشياوى قاسم مصلح المتهم بقتل ناشيطين من التشرينين. ان استمرار هذا الضعف وفشله الالتزام بالوعود التى قطعها على نفسه, هذه الوقائع الكثيره , هذا السلوك السياسي المهين جعله ومستشاريه ووزرائه هياكل هلاميه لا امل فيها فى بناء الدوله ووضع حد لتجاوزات قوى السلاح المنفلت.
ان ما يميز السيد الكاظمى عن الذين سبقوه بحلو اللسان وكثره الكلام والتماهى مع العوائل والكوارث الالام التى حلت بهم وتراه منفعلا مشدوها وكانه يقوم باداء دور على خشبة المسرح, يقوم على سيناريو له وقت محدد, وينتهى عندما يغادر مكان المقابله. وليس هذا , وانما ايضا استخدام الحكم والبديهيات: علينا جميعا تحمل المسؤليه, مازال امام الناصريه الكثير من العمل لاستعادة عافيتها, الورقه البيضاء سوف تغير الواقع الاقتصادى وتوفر فرص عمل للمواطنين, 20 الف فرصة عمل سوف تقدمها الشركات العامله فى حقول النفط……..الخ انها خيبات امل ومستقبل مجهول للشعب خاصة حينما يصبح “المسؤليين مجرد فقاعات, ظاهرة صوتيه. ان الكثير من المواطنين يطالب باسقاطه او علية تقديم استقالته لفشله فى الوعود الاساسيه لتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصاديه واعادة مكانة الدوله وضبط السلاح المنفلت وتطور الى فقاعة صوتيه, الا ان ذلك لم ولن يحدث ابدا, ان التقاليد السياسيه فى بلداننا لم تعرف شرف الاستقاله والاعتراف بالفشل والاعتذار للشعب, ولماذا يشذ السيد الكاظمى عن الذين سبقوه, فهو لم يكن يتصور ويتوقع فى احلام اليقظه ان يكون فى هذه المسؤليه وفى هذا المنصب الرفيع, ولماذا احتراما للذات ان يقدم استقالته فى وضع اصبحت فيه الكرامه لاتقوى على اغراءات السلطه, وذلك لان السيد الكاظمى لم يكن يتصور وفى احلام اليقضه ان يصبح رئيس مجلس وزراء وقائد عام للقوات المسلحه. ان الازمات والكوارث سوف تستمر وسوف تكون عنيفه فى انعكاسها على الشعب خاصة فى سيطرة وباء الكورونا وعدم مبالاة الحكومه باتخاذ قرارات ملزمه, على تطوير القطاع الصحى بسرعة وتجهيزه بالمتطلبات الاساسيه للعلاج, هذا بالاضافه الى اتخاذ قرارات تساعد شرائح واسعه من المواطنين لتجاوز هذه الظروف القاسيه.