18 ديسمبر، 2024 10:53 م

لا أحلم، فأنا من كثرة الأرق او لعلة ما لا أكاد أرىجفناي يتطابقاندوما هما في تنافر، ربما أكونواهما لكن هذا ما تعودت عليه، كأني احد الذيندخلوا موسوعة جينيس لقلة النوم هذا ما سمعتهعن جار مثقف حين كنت اجوب الطرقات مع والديعندما رآنا نجوب الطرقات نصيح من يريد حدالسكاكين علم بحالتي التي اخبره والدي عنها، لكنهناك من سبقني ولم ينم لمدة 37 سنة يالحظيالنحس أليس كذلك؟ على اية حال عملي هو منيقودني لأجوب الطرقات فأنا اعمل حداد للسكاكين،مهنة ورثتها عن ابي الذي راح ضحية الحرمانوانفلات احد اربطة الماكنة فهربت إحدى السكاكينمن بين يديه فغرزت بطنه فكانت نهايته.. غيراني وبعد تلك الحادثة ذهبت الى احد حدادي الابواب والشبابيك، طلبت منه أن يحيط الماكنةبواقي، يُحيط بأربطة الماكنة وقرص دورانها،سألني احد الأشخاص في مرة؟ ألم تسمع بنومالظهيرة او القيلولة؟ قلت بلى سمعت عنها لكني لماتعرف عليها، فأنا والنوم خصمان لدودان، لا يجرؤاحدنا على ملاقاة الآخر، دعني أجملها نحنمتجافيان منذ زمن بعيد فحتى أمي رحمها اللهكانت تستغرب ذلك!! في مرة و انا صغير اخذتنيالى عدة اطباء لكنهم احتاروا في حالتي فتركتالامر، غير ان احد الاطباء وصف لي شرابا قال لهااسقيه منه فسينام بعد دقائقوقد فعلت بعد انرجعنا فكانت تلك المرة هي الاخيرة التي نمت فيها،لقد أخبرتني امي عن ما عانته في محاولة ايقاظي،فروت لي اني ما ان اسلمت نفسي الى النوم حتى رحت في عالم الاحلام، فرأتني انهض عن مكاني،احمل حصير الخوص الذي نتغدى عليه راكضا الىالشارع وانا اصرخ هيا خذني طر بي، ارتفع ايهاالبساط سيكون لي معك زمن الاعاجيب، سندخلمغارة علي بابا، سنمتلك الذهب والجواهرإني احب العقيق الأحمر، تقول صارخا وانت ممسكبالحصير، ثم رميت به على الارض ثم اعتليتهواقفا فاتحا ذراعيي كأني في فضاء لا ينتهي، خرجالجيران واطفالهم وهم يشاهدونني اقوم بحركاتجعلتهم يضحكون مني وينادون علي المجنون.. لكني لم اسمع ايا مما قالوا فأنا في عالمي اميرالسماء اجوب ملذات الحياة حتى اني تسابقتوسرب من الطيور، رمقني قائدها وقد صاح بصوتعالي ضاربا دفه الهواء فأعلن للجميع انيسابقونيومن شدة خوفي ومحبتي للطيورتراجعت فأراني صرت فوق البحر الأزرق الذي لبسصورة زرقة السماء، سكنت الى غيمة نادت عليهيه أمجنون انت!!؟ ما الذي جاء بك الى هذا المكان؟فمثلك لا تعتاده هذه الامكنة، لازلت يافعا يا عزيزي هيا عد الى حيث امك لابد إنها قلقة عليك يامجنونضحكت بصوت عال وقلت لها إذا كانالجنون عالم من المتعة والجمال فأنا أول المجانينالذي يحب ان اكون من مواطنيه، فعالمي الواقعيحاد كالسكاكين التي يحدها ابي تجرح مرة وتقتلمرات، إنه عالم من الدم المعلب بأشكال غريبة، عالميهذا هو الهروب من المعتقل البشري الذي أعيش،إني يا هذه لم استطعم الحياة و لم اتذوقها أصلاإلا مُرّة كالحنظل، حرمان، بؤس، فقر، تشرد وضياع،أتصدقين ان بساطي هذا الذي اطير عليه هو اغلىما نملك، بل هو الشيء الوحيد الذي نملك، عادة ماأرى امي تحافظ على نظافته وبقائه لعمر اطولاكثر مني، صدقيني فدعيني احلق حيث يراني اللهعله يغير حالي الى غير حالتخلت عني وهيممتعضة مما سمعت، حزينة في نفس الوقت،خاصة بعدما ارتدت السواد من ثيابها فادلهمت، في ذلك الوقت أحيا في عالم آخر و امي في عالمهاالواقعي تصرخ وتنادي على والدي الذي خرج و لميعد إلا حين يأتي بعدد اقراص من الخبز وبعض منالباذنجان والطماطم، في ذلك الوقت تلك الاطعمةالتي كان بساطنا يتزين بها فنفترشه مائدة طعام،نغمس الخبر بالطماطم المقلية بزيت اسود مر عليهدهر من الزمن، اما الباذنجان فكان سيد الاطعمةالمقلي منه سرعان ما نقضي عليه للحفاظ علىالحصير لسببين، الاول الخوف من اتساخه فتعنفناامي و الثاني من يفوز منا يمسح الطبق الوحيدبقطعة خبز اخيرة تمتص الزيت المتبقي، انه لذيذوغالبا ما كانا والداي يتركاني ألحس آخر ما تبقى،قلت لهما في مرة اريد ان اصبح طيارا لم يجيبانيعلى امنيتي لكني سمعتهما في المساء يضحكانعلى قولي بحسرة و ألم فلم اعيد ما تمنيتعليهما…  ساعات و أنا أحلق في فضاء عالمياسابق الريح، فجأة فززت وخرجت عن عالمي بعد انرمت والدتي علي الماء بقدرنا الاسود من السخام،صحوت فزعا ممسكا بحافة الحصير و انا اصرخغاضبا، لم جعلتني اعود من عالم السماء؟ لقد كنتاسابق الريحيا للخسارة، تطلعت حولي و إذا بيفي وسط جمهرة من الاطفال و النساء الذين يهزؤنمني و مما رأوه عن حالتي، في ذلك اليوم قررتوالدتي ان تكسر زجاجة الدواء و تتركني بلا نومحتى لو كان لفترة دهر.