لفت انتباهي وصف أحدى القنوات العراقية للأنتخابات المقبلة بعبارة الأنتخابات الحاسمة , شرد ذهني بعيداً ورحت أجول في عالم الاحلام , حيث الناس قد زحفوا بكثافة هائلة نحو صناديق الأقتراع وحققوا ثورة بنفسجية تأريخية غيرت من مستقبلهم , حيث كانت نتائج الأنتخابات مغايرة تماماً عما كانت عليه فأصبحت النتائج تصب في صالح مجموعة من التيارات الجديدة والشابة , أعلنت النتائج مبكراً , بعد أسبوع أو ثمانية أيام , أعلن اكبر الأعضاء عمراً والذي لم يبلغ عمره الستين عام عن انعقاد جلسة مجلس النواب الجديد , تم الأتفاق بين الكتل الفائزة على أن يكون أحد امهر القضاة رئيساً لمجلس النواب , وتم تكليف أحد عمالقة السياسة والقانون الدولي بمهمة تشكيل الحكومة كرئيس للوزراء , أما منصب رئيس الجمهورية فقد كان من نصيب الكتلة الفائزة التي رشحت له أحد عتاة السلام والوئام , كان الخلاف قائماً على من يحمل الشهادة العليا والخبرة الطويلة في مجال الأختصاص الوزراي مما جعل تشكيل الحكومة يتأخر لأكثر من عشرين يوم , صبر عليها الشعب العراقي كثيراً وخسر العراق فيها الملايين من الدنانير نتيجة الركود الاقتصادي والسياحي والسياسي في البلاد فلم يعرف أحد السياسة التي ستتبعها الحكومة العراقية الجديدة , ولكن بعد مخاض عسير تم تشكيل حكومة وصفها التيار المعارض بالسيئة , حيث تم أختيار أحد ابرز الأقتصاديين في العالم كوزير للتجارة , وأحد اكبر الأطباء وأمهرهم لوزراة الصحة , وكذلك تم اختيار عميد الكلية العسكرية كوزيراً للدفاع , وعميد كلية الشرطة كوزيراً للداخلية , وكذلك أحد ابرز خبراء النفط كوزير للنفط ,أما عن وزارتي التربية والتعليم فكان الخلاف على أشده بين حاملي شهادة البروفسورية في العلوم والمتعددة الى أن تم الفصل في هذا الموضوع باللجوء الى الخبرة الادارية فكسب من عمل كأنجح مدير عام وعلى هذا المنوال ,
ابتدأ عمل الحكومة وفق استراتيجية معلنة للبناء والعمران والنهوض بالواقع الاقتصادي , فهبت وزارات الدولة بمساعدة المواطنين بالعمل ليلاً ونهاراً على تقديم أفضل الخدمات والسهر على أمن وسلامة الناس , و أخذ الجيش دوره بحماية حدود الوطن من المخربين والعابثين والمهربين , وراح القانون يشمل الجميع سواسية تحت مظلة دستورية جعلت القضاء مستقلاً ونزيهاً , راحت بواشر الخير تعم , أصبحت وسائل الاعلام تعليمية تربوية خالصة , فلم يبق دور للأعلام السياسي , راح الجميع يتسابق في مجال الانجازات , والعمل و الخدمة للانسانية , ازدهر الفن تماماً فراح الكتاب يتسابقون في كتابة تأريخهم القاسي الذي شهد مرحلة قرروا ان يقدموها لشعبها كي يتعضوا منها ويستفيدوا ,
لا أذكر من حلمي بأني سمعت شيئاً عن أخبار الطائفية او القومية , فالناس قد تغيروا تماماً , تصورا أحد علمائنا قد نافس عالماً يابانياً , فعلاً انها ليست مزحة فلو توفرت لنا الظروف فنحن لسنا ببعيدين عن الأبداع ,
فجأة سمعت صوت فشك , وصحيت من حلمي الوردي ,,,