اسمى ما في الحب انه يعلمنا فضيلة الاعتراف ويدفعنا لاكتشاف روعة الضعف الذي نكرهه في انفسنا ،،هذا الضعف الجميل ،،المحال ان يتقنه اقوياء القلوب،،
هذا الشعور الذي يدب في العروق ويتسلل خلسة بين اللحظات ،،يستوطننا بلا استئذان ليمنح الأسماء المجهولة لدينا هيبة خاصة،،يخرجها من دائرة المألوف إلى هالة التمني،،وهكذا كنت أمنية تتحقق،،،،ويا لتلك الظهيرة كم كانت كريمة في زمن الجفاف الذي تسربت سنواته من غير ان اشعر،،
بلمحة واحده اسرع من نبضة قلب تحولت تلك المحايدة التي بدت تسكن في منطقة الدفء ،،بعيدة عن برودة اللامبالاة ،، و سخونة خطوط النار في ساحات العشق إلى عنوان رئيسي يتصدر صفحة القلب،،يصرف النظر والفكر عما سواه من خربشات اليوم ،،بعبارة واحدة غيرت مجرى حوارات النفس ليبدأ مشوار ما حسب له العمر الراكض حسابا،،وما اعد له عدة،،فكان السقوط الجميل في وادي الحيرة واعدا بعلامات الاستفهام،،وكان الآتي محيرا بطعم الانتظار،،
جادت تلك العينان بقطرات من كلمات تشبه رذاذا متقطعا من مطر خارج عن تقويم المواسم،،تنقطع حينا وتنثر حينا شذا من عطر لم آالف عبيره،،
ولانني ادرك ان أجمل المواعيد هي التي لم نخطط لها،،واجمل الخطابات هي التي لن نهيء كلماتها ،،طالما ان أجمل المطر مطر يأتي في غير موسمه،،واجمل الدفء دفء يأتي في زحمة التكور في معاطف الصقيع،،،تاكدت ان مواعيدنا المتضاربة سترتب نفسها كما تشاء ومتى تشاء،،فكان موعدا لم نختره،،ولم نرتب له،،ولم نتفق عليه،،ولم تتآمر العيون التي تختلس النظرات على تحديده،،وكان صباحا نديا بالمواعيد ذلك الذي رسم نافذة للبوح على جدران الصمت،،،قلت لك ،،
– تشبهين الحلم،،
– حلم؟
فأجبت ،،
– هل سمعت بعمل لشكسبير اسمه حلم ليلة صيف؟،،
وقبل ان تلملمي شتات الذاكرة قلت لك،،
– انت بالنسبة لي،،حلم ليلة صيف،،
قلت
– ان الحلم الصيفي،،قصير لان الليل الصيفي كذلك،،
– ..لكنه لذيذ،،وعزيز،،يعلق في ذاكرة الانسان،،
اذكر أنني أخبرتك لحظتها ان الأحلام اجمل من الحقيقة حتى وان كانت الحقيقة جميلة،،وأنني أتمنى حقا إلا تغيري مكانك في أحلامي وتصبحين حقيقة سرعان ما تشبه حقائق أخرى في الكون،،ولهذا امتلك نسخة موازية جميلة عنك،،رسمتها في قصصي،،وأشعاري،،قطعا ليست أجمل من الأصل،،غير ان ما يفصلني عن الأصل خطوط حمراء،،ولهذا يسكنني حلم صيفي يشبهك،،بل هو انت،،،
مرت مسرعة لحظات اللقاء،،تماما مثل الحلم،،وافترقنا وعلى صفحات الآتي اتفاقات كتبناها بلا تفاصيل،،هيانا ارض الموعد للاحتمالات،، قد نزرعها وردا ،،او نتركها تنبت أشواكا تجرح الخطى التي تسير في طرق لم تذكر تفاصيلها في خارطة العمر،،
حين رجعت من المشوار احمل في عيني بقايا المشوار،،فكرت كثيرا في كلماتي وما ان كانت قد فاجاتك ،،او أزعجتك،،على الرغم من أنني لم المح في عينيك الباسمتين كعصفور عانق للتو صباحات وجوده اي انزعاج،،
مر اليوم جميلا ،،كقطعة حلم لا ينسجها غير خفيف الوسن بين أجفان يسكنها سهد أزلي غلف ليلات الصمت الصيفية،،