الحلم القديم الذي يبحث عنه الاكراد و الذي يعتبر النقص الحاصل لديهم منذ تلك السنوات العجاف, هو جمع الاكراد في دولة واحدة مستقلة تحكمها عاصمة تدعى أربيل, و تكون فوقهم القومية الواحدة التي تحكم افرادها و تسود على العرب المتواجدين هناك, و هذا مما يجعل الاكراد في سوريا و ارمينيا و ايران و تركيا و غيرهم ان يطالبوا بمثل ما طالبت به كردستان العراق , أي يكون اتساع كبير للدولة الكردية المفترض ان تقام في الشرق الاوسط, عليه يكون التصادم السياسي في وجه الدولة ومن ثم الصدام العسكري, حسب خطط استراتيجية مخططة له و جيوب دافعة للثمن, من اجل تغيير الخارطة و تغيير القومية في الشرق الاوسط.
لا يكن الاستفتاء كافيا لثبات جذور الدولة الكردية, انما هي بحاجة الى اسناد خارجي و هي الان تعتبره موجود و مذفوع الثمن, فأن ان تم تشكيل دويلات صغيرة, حيث ان تكون مثل هذه الدويلات لا يمكن تأسيسها في الشرق الاوسط, فمثلا لبنان في عام 1975 و عام 1990 كان الحرب السبب في جعل لبنان بين سوريا و اسرائيل حيث حيث المناطق الشرقية كانت تحكم من قبل سوريا و التي سكانها مسيحيين, و الجزء الاخر تحكمه اسرائيل, حيث ان العبور من خلال هذه المنطقتين كأنما ان في عبور نحو دولة اخرى .
الجميعكان يعتقد ان العراق سوف يقسم الى دويلات صغيرة تتسم بالطائفة تتناحر فيما بينها, و هذا الامر لم يحصل, و كان على راسه اسباب عديدة, منها الاسباب السياسية و العسكرية و الاجتماعية,حيث ذهبت قيادات كردستان الى تقسيم كردستان من عدمههو في حيرة من امرها, لان الطابع القومي و التسلطيهناك يلعب دورا مهما لكن سوف يضر بالاقليات هناك, و كانت لهذه القيادات سطوتهم لنفوذ السلطة, أي اشبه بنظام الصدامي, ترهيب لا ترغيب لكن سياسياً, المعركة السياسية بين الحكومة المركزية و حكومة كردستان باتت ان تكون عسكرية لو لا تدخل بعض العقليات النيرة الت تحاول ابعاد لهيب الحرب بين الطرفين, حيث أخذت على مستوييين استراتيجي و ومناطقي ضيق, الارادات الدولية و الاقليمية تدفع من اجل تقسم العراق الى دويلات, و اخرى تدفع او دفعت لاشعال الحرب في العراق مثل شرارة داعش التي اخمدها الحشد الشعبي, أرادت السياسات البعيدة حرق ورقة داعش, و اقفال هذا الملف الذي نزف العراقيين شباب مثل الورود بسبب الخطأ السياسي, وكانت كردستان العراق فرصة لها لكي تمكن سيطرتها على اجزاء من الموصل و كركوك, حيث كانت متفرغة للحرب للحرب ضدداعش من اجل فرض هيمنها او استعمارها لمناطق من العراق تحت عنوان التحرير, ومع ذلكتمت الترجمة العسكرية للخطط الضامرة في بال الحلفاء في الحرب, مع ذلكبقيت توزيع الصلاحيات السياسية و الاقتصادية مكانها مع كردستان العراق, اهم ما انتجت فيه هذه المعركة مع داعش, هو من فكر بتقسيم العراق, وكان مدرك ان الابعاد الدولية و الاقليمية كانت مؤثرة تأثير كبير على تلك الجهات في اسقاط البلد في يد داعش, و بهذا الصدد لا تقوم اي دولة داخل العراق اذ لم تلاقي العواطف و الجيوب التي تدفع لها.
المفهوم السياسي و العسكري لدى الحكومة العراقية و و المواطن و رجال الدين الحقيقيين, لا يسمحوا ان يتم تقسيم العراق, وذلك لان الجانب الاجتماعي هو من يدفع بهم الى هذا المفهوم, أي نجد المحافظات الجنوبية و الفرات الاوسط يتحركون فياتجاه الاخر نحو حماية اخوتهم في المناطق الغربية, يدفعون ثمن الدم و الاولاد, عكس التفكير الكردستاني الذي يدفع بأخيه نحو الهيمنة على المناطق المتنازع عليها حتى و ان كلفت حرب و كانت هي الخاسر الاكبر فيها, لذا اقتصر على ان الصحيح الفارق الكبير في جغرفية و ديموغرافية و الاقتصاد, لكن هذا لا يدفع ال تقسيم دولة بمعزل عن المتطلبات الشركاء الاخرين, و اراداتهم, و بالتالي الاستفتاء في كردستان في حالة اتمامه يكون حرب شرسة تكون بين العرب و الاكراد, و ان تم تأسيس الدولة الكردية في العراق, يدفع الدويلات الاخرى في الشرق الاوسط الى الفعل مثل ما فعلوا هم و هذا امر في غاية الخطورة.