26 مايو، 2024 1:45 م
Search
Close this search box.

حلم ام كابوس

Facebook
Twitter
LinkedIn

تنبهت الى من يطرق باب بيتى بهدوء واذا بموظفي البلديه يسالوننى عن اي مشكله في بيتي؟ فاجبت بالنفي غير اني اشرت عليهم بتخسفات ومطبات في الشارع الذي اسكنه عليهم اصلاحها وحواجز اسمنتيه تسد الشارع وتعيق حركتنا فيه وضعتها نائبة في البرلمان حينما فازت بالانتخابات متعلله انها تخاف على امننا من اي خطر؟ فقامت جماعة البلدية بما فيهم مديرها الذي حضر بنفسه قبل عماله للعمل باصلاح الشارع وازالة الكتل الاسمنتيه بل ووبخوا الست النائبة التى اغلقت شارعنا واجبروها على الحضور والاعتذار امام كل اهل الشارع متعهدة بعدم تكرار الخطأ, ثم قاموا باحضار خزان ماء معقم لكل بيت في المنطقة خوفا علينا من وباء الكوليرا الذى انتقل الينا من دول مجاورة متخلفة صحيا وفكرت بان اكافئ موظفى البلديه على تفانيهم وسرعة انجازهم لعملهم غير انهم رفضوا وبشدة الهدية التى قدمتها لهم واعتبروها اهانه؟ فلمت نفسى على ذلك واستغفرت الله لانهم اعتبروها رشوة؟ وانصرفوا بعد ان شكرتهم. اغلقت الباب وانا اردد عبارات الحمد والشكر كوني مواطنا اعيش في هذا الوطن.
فتحت الراديو لاستمع لاخبار الطقس وانا اتناول افطاري فاذا بالمذيع يقطع الاخبار ليطلب من ابناء المنطقه التوجه الى اقرب مجلس محلي لاستلام حصتنا من اموال اضافية غير الراتب بسبب بيع كميات اضافية من النفط مستصحبين معنا اى ورقه تثبت هويتنا حتى لو كانت ورقة دخول السينما! احسست انني احسد نفسي على النعمة التى حباني الله فيها في هذا البلد ؟
ثم ابدلت ملابسى وخرجت من البيت منتشيا الى وظيفتي فانتبهت الى ان بعض المسؤولين ينظمون السير بانفسهم وبعضهم يقف في تقاطعات الشوارع يسالون الناس اذا ماكانوا يحتاجون اى خدمة ليقدموها لهم ؟ وشدت انظاري مجموعة بنايات جديدة غاية في الجمال والروعه لم تكن موجودة قبل شهرين وتعجبت سرعة الانجاز والدقه في البناء فترجلت من سيارتي قرب هذه الابنية متسائلا عن طبيعتها؟ فاجابنى العمال بانها مجموعة مدارس حديثة وجامعة كبيرة تستوعب كل طلاب البلد العريق الذي علم الدنيا الحرف والكتابة, وتذكرت بالاسى بعض دول مجاورة لنا يدرس طلابها في بيوت من الطين اشبه بزرائب حيوانات فى القرن السادس عشر؟ فاحسست بالزهو والفخر بانني مواطن في هذا الوطن الكبير بكل شئ. في المساء توجهت لعيادة صديق مريض فاتصلت به متسائلا عن اسم المشفى الذى يرقد فيه ؟ فاجابنى انه في البيت ولم يذهب للمشفى! فقد ارسلت الدوله طبيبا محترفا مع ادواته الى بيته لعلاجه لانه افنى عمره في خدمة بلده . فسالته هل الدوله تفعل ذلك مع كل ابنائها ؟ فاجابنى بالايجاب , فحمدت الله الف الف مرة انى تربيت وعشت وساموت في هذا الوطن.
فجأة استيقظت فزعا من نومى على صيحات امي وهي تصرخ :اللهم صلي على محمد وال محمد اسم الله عليك ابني محاولة ايقاظى  تارة بصوتها وتارة تهز اكتافي بقوة ذلك لانني كنت اصرخ خلال نومي :الحمدلله اننى ابن هذا البلد العظيم .. الحمدلله انني ابن هذا البلد العظيم.. يبدوا اننى كنت مستبردا بسبب عدم اطفائى اجهزة التكييف التى لم تنقطع عنها الكهرباء منذ سنين واننى لم اغط جسمى بمايقيه البرد وبقي مكشوفا!!!!!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب