23 مايو، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

” \u062d\u0644\u0645 \u0627\u0644\u0642\u0628\u0648\u0644 \u0641\u064a \u0627\u0644\u062f\u0631\u0627\u0633\u0627\u062a \u0627\u0644\u0639\u0644\u064a\u0627 \u0641\u064a \u0627\u0644\u0639\u0631\u0627\u0642 “

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما يحصل في العراق من احداث وتعاملات وتشريعات وادارة امور العباد وغيرها من الامور ، كلها تثير الاستغراب والتعجب وكما قال صديقي الاعلامي ” اسعد عبدالله عبدعلي ” : نحن نعيش قصص الف ليلة وليلة على ارض الواقع!! …

حكايتي واصدقائي في كل عام هي ان نوفق الى القبول في الدراسات العليا والحصول على شهادة الماجستير او الدبلوم العالي حتى ، وكل عام وفي الشهر السابع بالتحديد ونحن ننتظر صدور تعليمات وشروط وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للقبول في الدراسات العليا ، ولكنها وفي كل عام تأتي مخيبة للامال ولا يتركوا لنا اي بصيص امل للتنافس حتى …..

المشكلة ليست فينا (نحن الراغبون في الدراسة) قطعاً ولكنها في الشروط والتعليمات ، فأول شرط وأهم شرط هو المعدل فكأنما نزل فيه نص من السماء فلا يمكن تغييره !! فيشترطون وجوب ان يكون المعدل60% فما فوق !! ولا أدري لماذا ؟!! الا يمكن للانسان ان يطور فكره وذكاءه في السنين التي تلت دراسته الاولية ، افلا يمكن ان يحصل الانسان على درجات واطئة ثم يحسنها في المرحلة اللاحقة او العكس ؟!! السنا كلنا نؤمن بأن الانسان كائن متطور ومتغير؟!! ، الا يمكن الحصول على المعدلات العالية من خلال الغش والواسطة والرشوة ؟!! ، مع ذلك جاء بصيص أمل بفتح القناة الخاصة أي الدراسة على النفقة الخاصة وبمبالغ كبيرة ، وبالرغم من ذلك فرحنا وقلنا هي فرصة حيث انهم يستثنون العمر والمعدل ، ولكن جاء الشرط الثاني ليعكر علينا فرحتنا وهو ان تكون حصة المعدل 60% من درجة التنافس !! ولا أدري لماذا 60% تكررت مرة اخرى؟!! … وقلنا لا بأس ودخلنا التنافس وكانت فرحتنا كبيرة لأننا اجتزنا امتحان اللغة (التوفل) وامتحان الحاسوب(IC3) وامتحان التنافس للمادة الاختصاص المتقدمين للدراسة فيها ، وجاءت الطامة الكبرى والمفاجأة العظيمة (والعراق ابو المفاجأت) ، ظهرت القبولات وبان تسلسلنا حيث كان افضلنا ( نحن أصحاب المعدلات الاقل من 60% ) في المرتبة التاسعة !! وبهذا لم نقبل لان خطتهم لا تقبل سوى 1 وبعد التوسعة اصبحوا 3 طلبة ، ولكن المشكلة ليست هنا انما اصحاب الحظ السعيد والذين تم قبولهم لم يجتازوا الامتحان التنافسي ولا اي من الامتحانات الاخرى ولكن كان معدلهم في الدراسة الاولية (البكالوريوس) 97% !! ولي ان اسأل المسؤول اياً كان : بذمتك وبضميرك لو كان معدل هؤلاء(90% فما فوق) جاء عن كد وتعب وجهد واجتهاد لماذا فشلوا في الامتحانات التنافسية؟!! …

توجهت الى رئيس قسم الدراسات العليا في احدى الكليات وطرحت عليه السؤال التالي : الا يجدر بكم ان تجعلو من اجتياز الامتحان التنافسي مقياساً لقبول المتقدمين للدراسة ؟ فأجاب (مشكوراً) : لقد قامت الوزارة في احد الأعوام بتنفيذ اقتراحك هذا ولكنها فوجئت بأن الكثير من اقسام الدراسات العليا في الكليات بقيت خالية ولم تقبل اي أحد من المتقدمين !! …

الله أكبر !! أليس في هذا دليل عل سخافة المعدلات وقياسكم عليها ؟!!

وان كنتم تعدون هذه مشكلة فحلها بسيط ، والحل هو : ان نعتمد اولاً الذين يجتازون امتحانات التنافس فأن لم يوجد أخذنا الاعلى فالاعلى !! (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟!!

ذهبت الى كليتي التي تخرجت منها والى قسمي علوم الرياضيات ووجدت بعض اساتذتنا وسلمت عليهم ، فقالت احدى اساتذتي : كنا غير راضين عنكم رغم انكم تنافستم للدخول الى القسم ورغم انكم لم تستجدوا منا درجة واحدة وكنا اذا اردنا ان نمنح درجة او درجتين نعقد اجتماع مع رئيس القسم وقد يتطلب الامر موافقة

العميد !! اما اليوم فأصبحنا نحن من يستجدي الطلبة فأنهم لايأتون الى قسمنا فهو صعب عليهم فيجبرون على دخوله ، كنا نقول لكم : ان كنتم لا تفهمون الرياضيات فلماذا جئتم لدراسته؟! اما اليوم فنحن لا نستطيع قول ذلك لانهم لم يأتوا عن رغبة !! وكثيرٌ منهم لا ثقافة لديه بل وكثير منهم كتابته العربية (زبالة) فكيف بالانكليزية ، ثم ضحكت وقالت : يحمل بكالوريوس في الرياضيات ولا يعرف جدول الضرب!! عشنا وشفنا ، كنتم تعملون بعد دوام الكلية لتأمين تكاليفها وأعانة عوائلكم بسبب الحصار الاقتصادي على العراق وكانت الحكومة تطاردكم بشتى الوسائل ، الانتماء الى الحزب والالتحاق بجيش القدس ويوم النخوة ومطاردة الامن لكم في كل شاردة وواردة وغير ذلك ونحن كنا نعرف ذلك ورغم ذلك كنا نقسو عليكم ولكن الآن (تاهت) فالعميد يأمر رؤساء الاقسام بزيادة نسبة النجاح ورؤساء الاقسام بدورهم يوكلوا الامر لنا ، فاصبحت الدرجات تبذخ بذخاً حتى وصل الامر الى الدراسات العليا فكثيرٌ منهم لا يفقهون شيئاً …..

وهذه دعوة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي لأصلاح الفاسد من الامور والحضور بنفسه الى قاعات الدرس والى مناقشة الاطروحات ليرى المهازل التي تحدث داخل اروقة الجامعات واما نحن فالعمر بدء يتقدم بنا وانا لله وانا اليه راجعون …..

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب