7 أبريل، 2024 11:44 ص
Search
Close this search box.

حلم التغيير – ذهب مع الريح

Facebook
Twitter
LinkedIn

حلم الشباب العراقي في التغيير, نسجت خيوطه مع انطلاق شرارة تشرين 2019 , اختط الشباب حلمهم وبصموا عليه بدمائهم، وقد رفعت مطالبهم بشكل واضح في ساحة التحرير، رحيل الحكومة برمتها، برئاساتها الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان، وإعادة صياغة أو تعديل الدستور، وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين والمشاركين في قتل الأبرياء والمتظاهرين، بالإضافة لوضع قانون لعمل الأحزاب، وحصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء المظاهر السلاح العشوائية، كما يطالب المحتجون بتحسين دخل الفرد. ما زالتِ الثورة مستمرة تتطلع إلى عراق جديد، عراق يحفظ فيه للإنسان كرامته وحريته , ويعلمون ان أكبر مشكلات العراق، هي حكومات المحاصصة وتوزيع المناصب والدرجات الوظيفية على الأحزاب والفساد المستشري والسلاح المنفلت وارتفاع خط الفقر وتدني الخدمات , ورغم كل ذلك انتقل ابطال الانتفاضة من ساحات الاحتجاج إلى البرلمان مع تمسكهم بحلم التغيير, وشكلوا حركة امتداد المنبثقة عن احتجاجات 2019, طامحين لتأسيس معارضة في منظومة سياسية تمسك أحزاب تقليدية بكافة مفاصلها, ويدركون ان المهمة صعبة في ظل برلمان متشرذم تهيمن عليه ذات القوى رغم سقوط العديد من صقور العملية السياسية, ومصيبتنا ان االاحزاب التقليدية لا تفهم ان السياسة هي فن الممكن، وأن التفاوض في قضية تشكيل الحكومة لا بد أن يكون وفق المصالح الوطنية العليا وتحقيق تطلعات المواطن العراقي, ولم يفهموا درس الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق في أكتوبر 2019، وأدت إلى إسقاط حكومة عادل عبد المهدي والتي كان يؤمّل أن تشكل منطلقًا جديدا لهذا البلد نحو الاستقرار والتغيير السياسي., ولم يفهموا ان الناخب العراقي افشلهم وخسروا الانتخابات بجدارة مريرة , وانكشفت حقيقتهم فهم يرفضون هذه النتائج، ويهددون بمقاومتها بالقوة، الأمر الذي قد يعيد العراق العربي لا سمح الله إلى مربع الاقتتال الداخلي
الانتخابات الاخيرة شكلت تحديات كبيرة للجماعات والمكونات العراقية وأحزابها كافة… فهي تختلف عن الدورات السابقة، فالعراق اليوم أكثر انفتاحاً على عالمه العربي، وذلك بفضل جهود رئيس حكومته، الذي تحرّك في الوقت المناسب وبرؤية مدروسة لاستعادة المكانة التي تليق ببلاد الرافدين. وتمكن الكاظمي ان يقود العراق باتجاه دولة وطنية قوية لها قرارها السياسي
ونتساءل /هل حققت نتائج هذه الانتخابات التغيير المأمول، وهل فرضت خريطة سياسية جديدة للعراق، تضع نهاية لاحتكار القوى المتنفذة للسلطة، بقدر ما تضع نهاية لحكم المحاصصة الطائفية وتعيد لـ’الوطنية العراقية’ مكانتها المأمولة كمحدد أساسي للحكم في العراق؟ وهل حققت حلم التغيير المطلوب؟ سنرى بعد الجلسة الاولى , وانتخاب الرئاسات وتشكيل الحكومة, وغدا بأذن الله لناظره قريب

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب