18 ديسمبر، 2024 6:45 م

حلم اقامة الدولة الكردية ..

حلم اقامة الدولة الكردية ..

مع اقتراب موعد الاستفتاء الذي سيصوت فيه الاخوة الاكراد تمهيدا لإستقلال الاقليم واعلان الدولة الكردية فإن هذا الموضوع وان كان حقا مشروعا وفق نظرية حرية الشعوب في تقرير مصيرها إلا ان المعطيات تشير الى صعوبة اقامة دولة كردية في ظل الواقع الدولي الحالي وتحول المنطقة الى ساحة صراع بين اللاعبين الكبار ولذلك اصبح هذا الحلم من الامور المعقدة جدا وتدخل فيه حسابات كثيرة لانه لايتعلق بالواقع العراقي فقط بل ينسحب على أمن واستقرار دول اخرى مجاورة للعراق كأيران وتركيا وسوريا مما يجعله اكثر تعقيدا من ذي قبل نتيجة للصراع الدائر في المنطقة وعملية لي الاذرع التي تستخدمها القوى المتصارعة ومحاولة خلط الاوراق وموضوع الدولة الكردية احدى الاوراق المهمة في عملية رسم خارطة سياسية جديدة وفق نظرية المساومات على الملفات في المنطقة بين القوى المؤثرة على القرارات الدولية .
اعتقد ان الاخوة الاكراد بما يتمتعون به من خبرة سياسية يدركون جيدا هذه الحقائق وان اصرارهم على موضوع الاستفتاء لايتعدى ان يكون ورقة ضغط سياسية من قبلهم لتحقيق مكاسب اضافية للاقليم مستغلين التقاطعات بين الكتل السياسية (السنية والشعية) والاختلافات داخل المكون الواحد ولذلك هم يعلمون جيدا بحالة التشظي السياسي داخل مجلس النواب والمجاملات السياسية من بعض الاطراف لكسب ود الاكراد بشان الملفات المتعلقة بالاستجوابات وتمرير بعض القوانين والتصويت على المناصب التنفيذية وغيرها من الملفات .
ان حلم اقامة الدولة الكردية لن يتحقق بالوقت الحاضر حتى وان صوت جميع شعبنا الكردي الحبيب على الاستقلال وان الاستفتاء ليس الا مناورة سياسية ذكية من حكومة الاقليم لتجاوز العديد من المشاكل والازمات التي تعصف بالاقليم فهناك صراعات داخلية كبيرة لاتختلف عن الصراعات داخل المكونات الاخرى ولهذا سيبقى اعلان الدولة الكردية حلما مؤجلا وما اكثر احلام الشعوب .
شخصيا احترم خيارات الاخوة الاكراد واتمنى ان يحققوا امنيات واحلام وتطلعات الشعب الكردي ولكن الواقع له الكلمة الفصل وسننتظر جميعا مايحدث في قابل الايام ونتمنى ان يكون خيرا وسلاما على الجميع..