23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

حلف قيصر وكسرى والسلطان ..اللعبة لم تتغير المصالح والتحالفات فقط !!

حلف قيصر وكسرى والسلطان ..اللعبة لم تتغير المصالح والتحالفات فقط !!

اللعبة الدموية في عموم الوطن العربي تترنح ذات اليمين وذات الشمال  فوقيا في قمة الهرم فحسب من دون المرور على قاعدته حيث يقبع البائسون بانتظار الموت البطيء أو الفرج الأبطأ أو الكهرباء السلحفاتية الأشد بطئا  لمتابعة Arab idol ،Arabs Got Talent، ذا فويس كيدز ، ذا فويس كبار ، ووووومسلسل باب الحارة الذي انتهت سورية ولم ينته بعد !!
الموافقة على التشاور بشأن كرسي الحكم في سوريا بين روسيا وايران وتركيا ،او بين ” قيصر وكسرى والسلطان ”  لا يعني بالضرورة رحيل الأسد عنه ، بل ربما يعني – وهذا هو الراجح عندي –  موافقة تركيا على بقائه في السلطة ، فالتشاور غير التحاور ..غير التفاهم …غير الاتفاق ..غير الاجتماع ..غير المفاوضات …وتركيا اليوم غير تركيا ما قبل إنقلاب الكيان الموازي ، اليوم عدد الطائرات الحربية فيها أكثر من عدد الطيارين بعد اعتقال نصفهم او اكثر بتهمة  الانتساب الى ” تنظيم كولن  ” ، تركيا قبل قدوم الظريف الإيراني إليها لمباركة إجهاض الانقلاب – الأميركي  –  قبل أيام ، هي غير تركيا ما قبل قدوم وزير الخارجية الإيراني الذي  استقبل بحفاوة بالغة  وأجرى  لقاءات مع أرفع  المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم  الرئيس  رجب طيب أردوغان، الذي جمعه  بظريف اجتماع  مغلق داخل  المجمع الرئاسي لأكثر من ثلاث ساعات!!
 اللقاء الظريفي – الأردوغاني ،  جاء بعد  يومين من لقاء،  اردوغاني – بوتيني ، في مدينة ،سان بطرسبورغ،  الروسية لإعادة صياغة  التحالفات الدولية في عموم المنطقة بشكل جديد ، يضمن الأمن القومي الإيراني- التركي – الروسي ويحقق مصالحهم المشتركة أولا وقبل أي شيء آخر، بعد جفوة طويلة نسبيا  ، ( صحيح ،  التحالف العربي الإسلامي ، أشو لاحس ولا نفس ،  شنو تبخر خوما تبخر ، وووالملك سلمان وووين ، صارلي هواي ماشايفه ؟!!)  ، الاستفهام  الأخير يأخذني بعيدا عن تحالفات ( الأعدقاء )  لأسأل عن الاتفاق التركي – الإسرائيلي ، الذي سبق الأنقلاب الأخير ،  أين  حل به  الدهر ؟! ” .
 ايران وعدت في زيارة ظريف الأخيرة بعبور غازها ونفطها عبر الأراضي التركية الى اوربا ، روسيا كذلك !  ايران تعهدت بزيادة عدد السياح الإيرانيين الى تركيا اضعافا مضاعفة ،  كذلك الروس ! طهران وعدت بتطوير التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري على أعلى المستويات مع تركيا ، كذلك روسيا ! اتفقوا سوية على شن غارات جوية مشتركة في الأراضي السورية ، تركيا لها حدود قوية مع ايران  وجورجيا الموالية للروس برا ، ومع روسيا عبر البحر الأسود ، مقابل حدود هشة غير مسيطر عليها مع العراق وسوريا قوامها الكرد المسلحين المعادين لكل منهم ، الموالين لغرمائهم الأمريكان ، الطائرات الروسية قصفت للمرة الأولى مواقع الأكراد في “الحسكة”  بعد الاتفاق مع تركيا على محاربة الجماعات المسلحة في سورية بأيام ، ايران لها مصلحة في ضرب الكرد ، بشار الأسد – اللازك بكرسي الحكم الى مالانهاية –  كذلك ، اللعبة تتغير لصالحهم جميعا باستثنائنا نحن وأعني بنحن – الشعبين العراقي والسوري المظلومين –  !!
كل ذلك يجري بعيدا عن امريكا المنشغلة  حاليا بصراع الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري على زعامة بلاد العم سام ، وبمجرد ان تصفى الأمور لصالح – مارلين مونرو – القصر الأبيض ، هيلاري ، او لصالح  “ابو كذلة”  الجمهوري ، ترامب قلب الأسد ،  فستتغير المعادلات اكثر فأكثر لصالح هذا الطرف او ذاك ماااااعدانا نحن ، لأننا موعودون بالبراميل المتفجرة والعنقودي والفسفور الأبيض والمفخخات والعبوات الناسفة والألغام الأرضية وقوارب اللجوء وخيام النزوح فقط لاغير ،  ولايغير الله ما بقوم – من فسفوري وعنقودي وكروز وتوماهوك وبراميل متفجرة ونابالم ونزوح وتهجير ومرض وجوع وفقر ومفخخات ولجوء وضياع وبطالة وفقر واقتتال واحتراب ودمار شامل – حتى يغيروا ما بأنفسهم !
يقولون ان اللعبة قد تغيرت ، وأقول أية  لعبة تلك التي تغيرت ؟ فالألعاب كثيرة جدا و القراقوزات فيها هي الشعوب العربية وحكوماتها الهزيلة والعميلة – شلع قلع – ، فعلى افتراض ان بشار الأسد سقط عن كرسي الحكم ،او تنحى  هل هذا يعني ان  دولته العميقة بدعم من ايران وروسيا من خلف الكواليس  بل ومن امامها ايضا ستسقط ، صالح المخلوع ومبارك المخلوع وزين العابدين المخلوع …انموذجا ! ومن الذي سيتولى كرسي الحكم بعد بشار ” ابو تسواهن العراقي ” مثلا ،  او  ” ابو بسعاد النجدي “، او  ” كهرماني طهراني ” ،  او ” ابو كافي النهرواني” ،  او ” ابو حمص بطحينة  اللبناني “او ” ابو تئبرني السوري ” ، لا تفرحوا بسقوط صنم فخلف كل صنم يسقط 1000 صنم يقوم ، العراق ما بعد الصنم انموذجا ، الغريب ان اردوغان  تحول في وسائل الإعلام العراقية الرسمية وشبه الرسمية  التي كانت تشتمه ليل نهار ، مطالبة اياه بسحب قواته من بعشيقة الساعة الساعة ، العجل العجل ،  متهمة إياه بأنه  المسؤول الأول عن دعم الإرهاب في العراق، الى – السلطان المبجل اردوغان – ها ها ها ، عفارم افندم تمام  ،  بعد لقائه  ظريف وبوتين بظرف 48 ساعة ، والأغرب ان حلفاء اردوغان في العراق وغيره بدأوا يتقاطرون على ايران تباعا مباركين  دعمها اللامحدود – على حد وصفهم – للعراق ، بعد سلسلة من الشتائم الطويلة المصحوبة بعبارات ونعوت شتى تبدأ بالصفوية ولاتنتهي بالمجوسية  – على حد قولهم – ، ويبقى الخاسر الأكبر من كل ذلك ومن جرائه هو سوريا والعراق وشعبيهما  المغلوب على أمرهما  ،  يصدق فيهما  قول قائلهم : ” دخانكم عمانه وطبيخكم ما اجانه ” او ” لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي ” . اودعناكم اغاتي