7 أبريل، 2024 4:59 م
Search
Close this search box.

حلفاء اسرائيل من العرب

Facebook
Twitter
LinkedIn

هناك سؤال مهم يجب طرحه بعيدا عن الغوغائية المعتادة و بمنتهى الوضوح و العقلانية هل كان اسقاط النظام العراقى السابق مصلحة عربية و هل كان الامر يصب فى مصلحة العرب بل هل تحسن حال الامة بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين و هل أتى الحكام الجدد فى العراق بما يثلج صدور المناضلين و المقاومين فى هذه الامة و هل زاد منسوب روح المقاومة أم تحول الحال الى هوان و خوف ، بطبيعة الحال نحن لا نناقش ما حدث اثناء حكم الرئيس صدام حسين من سلبيات و ايجابيات و لسنا فى حاجة الى الوقوف مع أو ضد فى كل الاحوال فما حدث قد حدث و لا فائدة من البكاء على الحليب المسكوب او استعادة جراح الماضى لكن من حقنا أن نعيد السؤال هل كان اسقاط النظام العراقى السابق مصلحة قومية عربية استدعت مشاركة كل تلك الدول العربية و تمويل الحملات الامريكية الغربية لضرب العراق فى كل مكوناته و ارجاعه الى العصر الحجرى كما اعلن وزير الخارجية الامريكى فى تلك الفترة ، بطبيعة الحال الجواب لا يحتاج الى كثير من التفكير لان ما حصل بعد سقوط بغداد سنة 2003 و غزو العراق أمريكيا يؤكد خطأ سياسة الحكام العرب بل و خيانتهم للشعب العراقى و وقوفهم و اصطفافهم الى جانب الاعداء .

عندما نطالع كل وثائق الخارجية الامريكية و بالذات ما حرره المحافظون الجديد فى عهد الرئيس بوش الابن و ما طبخ لهذه المنطقة من مخططات تقسيم و تفتيت ندرك من البداية خطأ الاصطفاف الخليجى و العربى عموما الى جانب الصهاينة و الامريكان لضرب اكبر دولة عربية متقدمة فى كل المجالات و لها من الامكانيات المادية و العلمية ما يؤهلها لان تقود العالم العربى و تكون القوة الاقتصادية و العلمية و التكنولوجية القادرة على رفع كل التحديات بما فيها تحدى ضرب و مواجهة اسرائيل و مد العون للقضية الفلسطينية ، بطبيعة الحال كان غزو الكويت خطأ فادحا لكن لنقر أيضا أن دول الخليج قد لعبت فى تلك الفترة و ما قبلها ادوارا قبيحة و خبيثة كشفتها وثائق ويكيليكس فيما بعد و تناولتها اقلام كبار الصحفيين فى العالم ، فى هذا الصدد لا يمكن انكار ان النظام السعودى يكن عداء أصيلا للشعب العراقى منذ نشأة المملكة السعودية سنة 1923 و هذا العداء تم نقل تفاصيله و تداعياته و اهدافه فى كتب الجاسوس البريطانى مستر هنفرى و الكاتب السعودى المعارض الناصر السعيد و رغم أن صحيفة ” نيويورك تايمز ” الامريكية قد نقلت فى تقرير خطير كل التفاصيل عن حلفاء اسرائيل السريين من العرب الذين لا يستطيعون التحدث عن علاقتهم مع هذا الكيان الغاصب فى العلن فقد كشفت جنازة شمعون بيريز هوية بعض الاشباح من القادة العرب الذين رموا رفض التطبيع عرض الحائط .

لا يكاد يمر يوم دون أن تتحدث وسائل الاعلام العالمية عن التعاون الاستخبارى المتواصل بين الاردن و بين الكيان الصهيونى خاصة فى الجنوب السورى لتفادى ما يسمى بالمكاسب الايرانية فى المنطقة ، هذا التعاون ربما يعطى بعض التفسيرات للأسئلة المطروحة المتعلقة بأسرار بعض الاغتيالات التى استهدفت بعض القيادات المقاومة من حزب الله و من الفصائل الفلسطينية فى سوريا و يأتى على رأسها طبعا الشهيدان عماد مغنية و سمير القنطار خاصة و ان التعاون فى المعلومات بين الطرفين لم يعد سرا و اذا عدنا بالتاريخ فى خصوص هذا التعاون فانه لم يعد سرا ان المخابرات الاردنية قد شاركت وكالة المخابرات المركزية الامريكية بعض المعلومات المهمة حول بعض القيادات فى ” القاعدة ” و كان لهذه المعلومات الاثر البالغ فى القبض عليها ، بالتوازى ، لا ينكر المطالعون مدى التعاون بين جهاز الامن الوقائى الفلسطينى فى عهد محمد دحلان و بين المخابرات الصهيونية لاعتقال الناشطين الفلسطينيين و لعل هذا التعاون لا يزال موجودا و مستمرا لحد الان كما تقول بعض التسريبات الاخيرة ، فى حين تتحدث نفس التسريبات على انه فى السنوات الاخيرة قد ظهرت تقارير متظاهرة و مختلفة عن اجتماعات سرية بين رؤساء المخابرات الصهيونية و نظرائهم فى الخليج فى حين تتحدث بعض المصادر عن تكفل بعض المسئولين السعوديين المتقاعدين بإنشاء نواة صلبة و متطورة لمثل هذه العلاقات الاثمة و المتآمرة.

لعل هناك موضوع بالغ الاهمية لا يتحدث عليه أحد و هو الدور السلبى الكبير لمجلس التعاون الخليجى بحيث أنه و منذ قيام هذا الحلف الكرتونى سنة 1981 فلم نلاحظ تقديمه لأية خدمة ايجابية و ملموسة لكل القضايا العربية الساخنة دون استثناء بل لعل هذا المجلس قد قام بدور سلبى لإعاقة التواصل العربى بين المشرق و المغرب و لم يقم بأى مجهود لحل القضية الفلسطينية ، هنا يجب الرجوع الى ما سمى ” بالكتاب الابيض ” الصادر عن دوائر صنع القرار فى المملكة الاردنية و الذى يبين بالتفاصيل كيف عمل هذا المجلس على الاسراع بضرب الاتفاق الحاصل بين الملك حسين و الرئيس صدام حسين على عقد قمة عربية فى الرياض لتسوية الموضوع خاصة بعد موافقة الرئيس العراقى على كل الشروط المعروضة عليه من الملك الاردنى و هذا الاسراع كما يقول الكتاب كان بغاية ضرب هذا الاتفاق و تخويل الولايات المتحدة و اسرائيل بالضرورة التدخل فى العراق و من ثمة اعطاء الغطاء السياسى لضربه كما حصل دون الرجوع الى بقية التفاصيل ، لعل المجلس قد اتخذ نفس الموقف اليوم فى الحالة السورية و لعل الهرولة الخليجية المتواصلة نحو تل أبيب قد تفسر كل هذا الاندفاع المشبوه و تعطى اجوبة لكل الاسئلة التى تتحدث عن تطور فى النظرة الخليجية لتصبح ايران هى العدو و اسرائيل هى الصديق و الحليف .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب