18 ديسمبر، 2024 11:08 م

محافظة حلب هي أكبر المحافظات السورية من حيث عدد السكان، تقع في شمال سوريا ومركزها مدينة حلب وتعد حلب أهم مركز صناعي في سورية إضافة إلى أهميتها التجارية والزراعية. وتعد مدينة حلب من أقدم وأشهر مدن العالم وهي معروفة وشهيرة منذ القدم بصناعاتها التقليدية
في السنة الاولى من الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، لم تشهد حلب ايا من الاحتجاجات الكبيرة او العنف اللذان هزا غيرها من المدن والبلدات في سوريا ولكنها اصبحت فجأة في عام 2012 ساحة قتال رئيسية عندما شنت القوات المعارضة هجوما يهدف الى طرد القوات الحكومية من المناطق الشمالية من سوريا ولكن هجوم القوات المعارضة لم يكن حاسما كما في محافظات اخرى كمحافظة ادلب والرقة وغيرها مما ترك حلب مقسمة بين مناطق يسيطر عليها المعارضون واخرى تحت سيطرة الحكومة، وكان طرفا النزاع يتبادلان السيطرة على بعض المناطق بشكل شبه يومي
وعندما اندلعت الاحتجاجات المناوءة للحكومة السورية عملت السلطات المستحيل لمنع هذه الاحتجاجات من الوصول الى حلب ولكن وبتحول الاحتجاجات الى حرب حقيقية انجرفت حلب في التيار وخاصة بعد ان هز حلب انفجاران استهدفا مقري الاستخبارات العسكرية والشرطة
وبدأت المعركة من اجل السيطرة على حلب نفسها في 2012 حققت خلالها القوات المعارضة نجاحات سريعة وسيطروا على عدد من الاحياء الموالية لها في شمال شرقي المدينة وجنوبيها وغربيها وبعد ذلك انتشر القتال الى قلب المدينة القديم ووصل الى اسوار المدينة القديمة التي تعدها منظمة اليونسكو موقعا للتراث العالمي
وفي غضون بضعة اشهر تحولت معركة حلب الى حرب استنزاف يتبادل فيها الطرفان السيطرة على الاراضي بشكل مستمر ولم تتمكن القوات المغارضة من الحصول على الاسلحة الثقيلة التي يحتاجون اليها لمواجهة الجيش الحكومي الافضل تجهيزا وتسليحا، بينما عانى الاخير من قطع خطوط امدادته واضطراره الى تركيز موارده على العاصمة دمشق التي شنت القوات المعارضة قربها هجوما كبيرا ايضا
وبعهدها قامت القوات الحكومية بحملة جوية على المناطق التي تسيطر عليها القوات المعارضة في حلب وسمحت هذه الحملة للقوات الحكومية بتحقيق التقدم وحينها نشبت صراعات بين تنظيم الدولة الأسلامية من جهة وباقي الفصائل المعارضة من جهة اخرى وكانت منظمة العفو الدولية حذرت العام الماضي من ان الحياة في حلب اصبحت لا تطاق  متهمة الحكومة السورية والقوات المعرضة على حد سواء باقتراف جرائم حرب
و كان للتدخل الروسي دور كبير في تحقيق تقدم القوات الحكومية على عدة جبهات واستعادة عدة مناظق في حلب وأنهاء حالة الجمود التي سيطرت على الموقف العسكري وفيما تقول موسكو إنها لا تستهدف الا الجهاديين، يتهمها العديدون في الغرب بمهاجمة كل معارضي الحكومة السورية
و لا تزال حلب ورقة مؤثرة في الصراع الإقليمي والدولي على الأرض السورية حيث كشف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي عن استعداد الجيش العربي السوري لتحرير عاصمة الشمال بمساعدة الطيران الحربي الروسي، رسالة في أكثر من اتجاه، للقريب والبعيد، للحليف والعدو، وذلك تزامنا مع معلومات تؤكد أن القوى الإقليمية استغلت الهدنة لتزويد القوات المعارضة بالسلاح النوعي والذخيرة وهو ما يجعل الهدنة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار وإن كان بشكل غير رسمي وهو ما سيترتب عليه تداعيات استراتيجية   وكان تطبيق نظام التهدئة التي أعلنت القوات الحكومية عن الالتزام به لمدة (24) ساعة قد بدأ في الواحدة من فجر الخميس بحسب توقيت دمشق بعد (13) يومآ من القصف المتبادل والمعارك بين القوات الحكومية والقوات المعارضة   وما يجري في حلب لا يمكن فصله عما يجري في جنيف؛ فسيطرة الجيش السوري على مدينة حلب، ثم على أريافها، يعني وضع المعارضة في مأزق كبير. وبالتالي، دفعها نحو القبول بالتسوية السياسية المعروضة أمامها
لكن المشكلة تتمثل في أن الجهود الأممية لا تتناسب بعد مع مواقف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية. ولعل في تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جنيف، ما يؤكد الهوة الكبيرة بين الرياض وأنقرة من جهة، والولايات المتحدة من جهة ثانية ويكافح دي ميستورا في تدوير الزوايا، لكن العقبة الحقيقية تكمن في أنه لا توجد نقاط تلاقٍ بين الفريقين السوريين، إلا في القضايا العامة، كوحدة الأراضي السورية وضرورة الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، ورفض الفدرالية وغيرها من القضايا العامة
اليوم، ينتظر الجميع ساعة الصفر لبدء معركة حلب، وما التحركات التكتيكية العسكرية الواسعة من قبل الجيش السوري في أرياف حلب من جانب، ومن قبل جبهة النصرة وحلفائها من جانب آخر، إلا في إطار الاستعدادات للمواجهة الكبيرة واعتقد ان معركة حلب مهمة جدآ بالنسبة للقوات الحكومية لا سيما وأنها ستفتح الطريق أمام التحرك لاحقا نحو الرقة و ديرالزور