22 نوفمبر، 2024 11:06 م
Search
Close this search box.

حلب تباد والعالم نيام 

حلب تباد والعالم نيام 

لم يبقى في قاموس الأنسانية ما يصف مأساة الشعب السوري ، ففي كل مرة نرى شكلاً جديداً من صنوف العذاب لفئات شعب سوريا، ويصل لمستوى عالٍ من الرعونية والهمجية الوحشية لم يسبقه بها أحد وتخطى حتى التتار والمغول ! 

الصور القادمة من حلب تدمي القلب ، ولا يتصورها بشر في هذا القرن سوى فاعلها “بشار الأسد وزبانيته” فالقتلى بالجملة ، ورائحة الموت تنتشر في كل مكان واشلاء الضحايا تملأ المكان ولا احد يراها فعلياً سوى كامرات الاعلام الحر ، بعد صم زعماء العرب اذانهم بل عجزهم عن النطق ببنت شفة او موقف حازم على الأقل من ما يحدث لاهل حلب المنكوبين.
ووسط الصمت وتواصل المجازر خرج الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، وعبر عن «قلق بالغ من وقوع عمليات انتقام في حق آلاف المدنيين الذين يعتقد بأنهم ما زالوا يتحصنون في زاوية من الجحيم تقل مساحتها عن كيلومتر مربع وتسيطر عليها المعارضة». وأضاف أن سقوطها بات وشيكاً.هذا القلق البالغ للناطق باسم مكتب الامم المتحدة يعد الاول بعد ما ترك السيد بان غي مون القلق بعد ان وجد ان لا القلق ولا التنديد ولا الشجب والادانة ينفعان مع نظام أوغل بدماء ابناءه العزل الذين اصبحت جريمتهم ” الخروج عن طاعة الرئيس ” ويجب اذاقتهم اشد انواع العذاب.وبعد أن عجز الغرب عن ايجاد حل يفضي لحل النزاع المسلح الممتد لاكثر من اربع اعوام ذهبت أبصار العرب شاخصة لحكامهم لعلهم يجدون فيهم الخير أو على الأقل بصيص أمل ينبأ بإيقاف ما يجري .
حتى  “التحالف العسكري الاسلامي ضد الارهاب ” والذي اعلن في وقت سابق وقوفه ضد الارهاب لم يحرك ساكناً بعد ان عول عليه الكثير في تغيير بوصلة القتلة “الاسدية” التي يقوم بها النظام السوري . فما الذي قصده التحالف العسكري الاسلامي ضد الارهاب ، إن كان القصد المليشيات فمليشيا الحوثي حولت اليمن السعيد الى اليمن الحزين ، وحزب الله يصول ويجول بل ويحرك السياسية اللبنانية برمتها ، والمليشيات العراقية كافة عاثت في سوريا فساداً ، بعد ان دمرت المدن العراقية التي استوطنها داعش بعد عام 2014، فالتحالف لم يستطع كبح جماح تلك المليشيات والمئات غيرها يتحكمون بزمام الامور في العراق .اما ان كان ضد داعش فهو لم يفعل اي شي يذكر !
اذن العالم بحق يتفرج على ما يجري في حلب وهي تقتل كل ثانية الفا ، والفائز بكل ما حدث ويحدث هي ايران وروسيا ، الصديقان المقربان من نظام الاسد وشريكاه في كل ما يفعل في بلد مزقته القنابل التي لم تستخدم منذ عقود في اي حربٍ مضت .فرنسا بدورها طالبت الأمم المتحدة بـ «استخدام كل الآليات فوراً للوقوف على حقيقة ما يحدث في حلب المحاصرة»، محذرة روسيا من «أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال انتقام وترويع هناك».
إلى ذلك، أعربت تركيا عبر وزارة خارجيتها عن بالغ «الغضب والخوف نتيجة المذابح التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه في حق المدنيين». وأضافت أن «تصرفاتهم انتهاك كبير للقوانين الإنسانية الدولية». ودعت إلى وقف فوري للهجمات وإجلاء آمن للمدنيين في شرق حلب. وقالت في بيان إن «النظام السوري لا يمنح المدنيين الراغبين في الخروج من حلب فرصة وإن هذه التصرفات بمثابة إعدام جماعي».
المهم هنا ليس الادانات او من الاوقوى في الشجب والتنديد ، القوي هنا من يستطيع إيقاف آلة القتل ، وهو غير موجود لحد هذه اللحظة .
الكلام عن حلب لا تكفيه الصحف ، ولا كل النشرات الاخبارية ولكن الكلام عن حلب يختصر بكلمتين فقط ، “حلب تباد ، بسكوت العرب ”  

أحدث المقالات