18 ديسمبر، 2024 10:11 م

قطعاً وبتاتاً لا قصد في العنوان اعلاه , لأيّ محاولةٍ او نيّةٍ للتندّراو الإستخفاف بالسيد محمد الحلبوسي – رئيس مجلس النواب السابق , فحفظ المقام هو من اولوياتنا في كلّ مواضيع الكتابة , مهما كانت درجتها النقديّة .. هنالك اكثر من سببٍ وشؤونٍ اخرى تتعلّق بما يحيط بالسيد الحلبوسي ” من بعيدٍ ومن قريب ” من تقاطعاتٍ حادّة ومدبّبة ايضاً .! , وقد اجتمعت والتقت ببعضها لتغدو مختزلةً بهذا العنوان المتعدد الأبعاد .

وردَ في الإخبار يوم امس أن جرى استدعاء الحلبوسي لإحدى الأجهزة القضائية وجرى التحقيق معه < سرّاً > على مدى اربع ساعات حول بعض الإتهامات الموجّهة اليه , ومن ثَمَّ صدر قرارٌ مؤقت بالإفراج عنه بكفالة , حتى استكمال التحقيقات الأخرى , ومنعه من السفر خارج العراق , وتمّ تعزيز ذلك بإبلاغ سلطات اقليم كردستان بمنعه من الخروج من مطارات الأقليم .

في شأنٍ آخرٍ من شؤون هذه الإحاطة , فيوم امس ايضاً تمّ انهاء تكليف السيد ” علاء الحلبوسي ” وكيل وزير التربية , كذلك توجّهت قوّة أمنيّة من بغداد الى الأنبار واعتقلت قيادي في حزب ” تقدم ” الذي يرأسه الحلبوسي.

  في الواقع , فكل هذه الجزئيات ليست هي بيت القصيد ولا تشكّل صلب الموضوع , برغم ما يحيطها من جزئياتٍ اخرى ذات العلاقة وارتأينا تجاوزها هنا , انّما ولكنما الأساس في كلّ ذلك هو ” السريّة ” التي جرى فيها التحقيق مع الحلبوسي .! وهذا ما أثار دهشة شرائح كثيرة في المجتمع , فبعض الإتهامات الموجهة للحلبوسي والتي انتشرت في وسائل الإعلام على نطاقٍ واسع < حول تعامله مع شركة اجنبية مشبوهة يكون ” ايهود باراك ” من اكبر مستشاريها المعتمدين > فإنّها قضية تمسّ الأمن القومي للبلاد اذا ما تمّ اثباتها لدى القضاء , وذلك ما قد يخلق تصوراتٍ او تفسيراتٍ ما لدى البعض بأنّ سريّة التحقيق تبدو وكأنها تستّر على ملابسات الإتهامات الخطيرة على الحلبوسي , بالرغم من عدم صواب ذلك , وهذا ما يمنح بعض الحق لبعض الشرائح اإجتماعية بالتفسير او التأويل في ظلّ الغموض الرسمي حول التحقيق , وعدم تنوير الجمهور بالحقائق .

كان الأجدر عرض التحقيق على شاشة التلفزيون وبالبثّ المباشر , لتتّضح الحقائق كما هي ولتتلاشى اية شوائب تحيط بالقضية من كلّ جوانبها , واذا ما ذهبنا الى أبعد من ذلك وَ وِفق ما يدور في رؤى الشارع العراقي , فإنّ البعض ساورتهم ظنون بأنّ الدولة سوف تعتقل السيد الحلبوسي فور انتشار خبر العلاقة بالشركة المرتبطة برئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق ايهود باراك < ولا قيود تُفرض على الظنون او الشكوك والتصورات > .

  الإنطباع الآخر السائد بما يرتبط بالتريّث الحكومي لحسم مسألة تورط الحلبوسي هو موضوع الأنتخابات القادمة لمجالس المحافظات , غير أنّه لا يشكّل ايّاً من العوامل الستراتيجية والسياسية بهذا الشأن ,  وهذا ما يتخذ حجماً اكبر من حجمه الطبيعي المحدود