22 ديسمبر، 2024 10:45 م

حلبجة جريمة العصر

حلبجة جريمة العصر

لكل شعب وأمة ومنهم الكورد تأريخ يعكس حضارته ونضاله وتراثه الذي يفتخر به كل فرد ينتمي اليه , بعد أن سطر فيها أبناءه بأحرف من نور صفحات مشرقة ومحطات مضيئة من تاريخ كفاحه على مدى عقود من الزمن ضد الدكتاتورية .
وفي يوم آذاري بهيج وقبل ثلاث وثلاثون عاما ًمن عام 1988 توشحت مدن كوردستان برداء مطرز بألوان زاهية كزهو جبالها الشامخة وعلى عادتهم كان الكورد يستعدون للاحتفال بأعياد نوروز والتي تعتبر من الاعياد القومية لدى الشعب الكوردي احتفاءً بالخلاص من رمز الظلم بثورة ضد الطغيان قادها الثائر المغوار كاوة الحداد حيث أوقد مشاعل من النيران على قمم الجبال أيذاناً بالنصر , ولم يكن بالحسبان أن يقترف جلاوزة النظام البائد في صبيحة السادس عشر من آذار جريمة العصر التي لا تغتفر على مر الزمان , بقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية ليخلف وراءه الآلاف من القتلى والجرحى من الشيوخ والنساء والاطفال بمشهد مرعب لاتستسيغه النفس البشرية من بشاعة وهول الجريمة , ليكون الشعب الكوردي محط إختبار لأسلحتهم الفتاكة والمحرمة دولياً , فإن دل على شي إنما يدل على الحقد الدفين الذي يكنه النظام البعثي المقبور تجاه شعب يطالب بحق تقرير المصير حسب المواثيق والاعراف الدولية الصادرة من المحافل الدولية , ولا زالت آثار الجريمة النكراء باقية حتى يومنا هذا , كما حدث في هيروشيما وناكازاكي في اليابان .
أي ذنب أقترفه الكورد ليجازي مرتكبي هذه الجريمة شعباً ناضل وقدم قرابين من الشهداء في سبيل الحرية والاستقلال , شأنه شأن شعوب العالم التي عانت من الظلم والدكتاتورية .
فنحن الكورد شعب نأبى الرضوخ والخضوع والذل لتبقى جباهنا مرفوعة كشموخ جبال كوردستان الشماء , وسنناضل من أجل قضيتنا القومية مهما تكالب الاعداء ضدنا حتى ننال ما نصبو اليه بحكمة قيادتنا الشابة المتمثلة بشخص السيد نيجيرفان البارزاني رئيس اقليم كوردستان بعد الانفتاح على العالم من خلال الدبلوماسية المحنكة والسياسة الذكية التي يقودها للخروج من عنق الزجاجة بعدما إفتعلت حكومة بغداد أزمة السادس عشر من اكتوبر 2017 بحجة فرض سلطة الأمن والقانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها .
نعم , إنتصرنا وإنتصرت حلبجة وكل مدن وقصبات إقليم كوردستان , بعدما صمدت بوجه الطغاة الذين رحلوا الى مزبلة التأريخ من غير رجعة بوصمة عار في جبين المجرمين .
وهكذا قدمنا للعالم أجمع درساً في التضحية والصمود من أجل نيل حقوقنا المسلوبة بخرق حكومة بغداد ذات العقلية المستبدة لبنود الدستور العراقي بعد أن نسفت بإرادتها مبدأ التوافق والشراكة السياسية الذي بموجبه تم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد سقوط الصنم .
فمرحى لكل من يفتخر بقوميته ويناضل من أجلها , ومرحى لكل من دافع ويدافع عن قضيته العادلة وصولاً الى الهدف المنشود …