23 ديسمبر، 2024 8:10 م

“حلبجة” جديدة .. الحكومة التريليونيّة , تساوي , ثلاثة أرباع كيلو لحم “غنم” شهريّاً لكلّ مواطن عراقي بدل بطاقته التموينيّة الشهريّة .. !

“حلبجة” جديدة .. الحكومة التريليونيّة , تساوي , ثلاثة أرباع كيلو لحم “غنم” شهريّاً لكلّ مواطن عراقي بدل بطاقته التموينيّة الشهريّة .. !

تمخّضت “الغازات” …. تمّ إلقائها على رؤوس الشعب العراقي أطلقت غازاتها السامّة من فوّهة إحدى “المدافع” الروسيّة المتعاقد عليها بأربعة مليارات ونصف المليار من الدولارات والّتي بسببها تمّ إقالة وزير الدفاع الروسي بعد أن شملته مكرمة رائحة “غازات” حكومة “إتلاف” الأغلبيّة , عندما قبض هو الآخر حصّته “التمويليونيّة!” من هذه الصفقة المنعشة لبعض جيوب المتواضعين من أركان حكومة العراق المعمّم الجديد من الوفد المُرافق للسيّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ..

 “المكرمة” الّتي شملت أبناء شعب العراق والّتي أصدرها اليوم المجلس الوزاريّ لحكومة النهب المنظّم لثروات العراق باسم “الرواتب” وباسم “المخصّصات ورحلات الحجّ والعمرة والعطل المليونيّة وباسم الترميم الدائم لأرصفة وشوارع العراق وباسم “مدن الألعاب” وبإسم الحراسات الخاصّة والمواكب المألّلة والمجوقلة لكلّ عضو منتخب وبإسم الإيفادات وبإسم “العقود” والمشاريع , عسكريّة وغيرها … هذه المكرمة هي ( خمسة عشر ألف دينار عراقي ) أيّ ما يعادل ثلاثة أرباع كيلو لحم غنم , لكلّ مواطن عراقي لقاء إلغاء حصّته التموينيّة وإلقاء صندوق استلامها الشهري في المزابل ..

 أنا عن نفسي استقرأت نيّة القرار ومستبطناته هو :

حفاضاً على المواطن من السمنة والإتخام الزائد عن الحاجة بعدما أصبحت خزينة العراق الملياريّة في العراق الجديد “138 تريليون دينار عراقي” !  بعد أن كانت أيّام ما كان العراق “قديماً” تسعون بالمائة من ميزانيّته تذهب للصناعات العسكريّة والتربية والتعليم , بينما اليوم فإنّها جميعها في جيوب العراقيين .. وسامحوني أنّني تذكّرت “افتراضاً”  مقولة للعلّامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد :  “قل في جيوب العراقيين ولا تقل في جيوب المسئولين” ..  لذا فلا حاجة للعراقي بهذه الحصّة المتخمة بأنواع الملذّات الّتي تنتهي صلاحيّتها بعد عام الفين وخمسين , ممّا ستسبّب إحراج للحكومة العراقيّة المقبلة الّتي ستزيح هذه الحكومة الرشيدة .. بعدما أصبحت بيوت العراقيين تفوح منها ألذّ وأشهى أنواع الطبيخ والمشويّات من كل شارع ومن كل زقاق ومن كل قرية ومدينة من العراق , لأنّ الجميع يعمل ولا توجد بطالة فيه وفي بيت كلّ عراقي خادمة فلّيبينيّة “من النوع المحجّب” كي لا أحد يظنّ ظنون أخرى ! .. فلم تعد البطاقة التموينيّة إلاّ ذكرى من الممكن وضعها في الجيب شهريّاً على شكل “15” ألف دينار يحتفظ بها في ألبومه المليوني الخاص لا في بطنه كما تفعل شعوب الصومال وتنزانيا وبنين وتوبوكو ومالك ومالي يابو ألبي خالي .. !

ولا أدري .. هي أسئلة تطرح نفسها , منها :

 هل أعضاء حكومتنا الرشيقة مشمولون بهذه الحصّة التموينيّة “15” ألف دينار الّتي تزامنت مع أفراح واحتفالات ملياريّة بحجّة الوداع “الغدير” ؟.. أم هي زكاة من جيوبهم لشعب العراق بهذه المناسبة المفرحة .. ؟

  وأيضاً .. أين ذهبت وعود صرف مبلغ “500” دولار شهريّاً لكلّ عائلة على أساس أنّها حصص نفط العراق .. نعم .. ولم لا ؟ .. فالعراقيّون , وبسب النمط الحضاري لحكومة المحاصصة الّتي تنمّطت به هذه الحكومة في البلد منذ تسع سنين وإلى اليوم  باتو يفكّرون بتوزيع بلدهم العراق وكأنّه غنيمة يفرّقونها بينهم , وليس بلداً كان حتّى سنوات قريبة يمتلك أعلى نسبة علماء وخرّيجون في العالم … !

 وأنا بدوري وبمناسبة تحويل الحصّة التموينيّة إلى حصّة نقديّة , “أهدي” حكومتنا الرشيقة “هديّة” متواضعة بمناسبة عودة الحجّاج منهم إلى ديارهم سالمين وبحجّ مبرور , هذه الهديّة :

هنالك باب جديد “للعمرة” فيه منفذ ممتاز للمتديّنين من النوّاب وأعضاء حكومتنا الكريمة لا تقلّ عائداته “الروحيّة” لهم عن حملة صبغ الأرصفة وإعادة صبغ المدارس ومشاريع بناء سيطرات التفتيش واستيراد كشف المتفجّرات وحبوب “العلوسة” وبطنج السهرات “حشيشة” .. والمنفذ الديني هو الحج والعمرة “بالنيابة” ؟! , لا تتعجّب عزيز المسؤول الحكومي .. فهذه “الطريقة” مشاع العمل بها , ولكنّكم مشغولون بأعباء المسؤوليّة في بناء عراق ديمقراطي رصين ومحترمة حدوده ومواطنيه محترمون من قبل دول الجوار ومن قبل بلاد الجليق والغال .. وهي طريقة “مشتقّة” أشبه ما تكون بعمليّة تحضير الأرواح , حيث بإمكان أيّ مسلم أن يؤدّي فريضتي الحجّ أو العمرة بالنيابة عن من غادروا الحياة , أي الموتى , من الأهل أو الأقارب أو حتّى الّذين كانوا علامات بارزة في مسار “الأمّة” .. فقد روى لي أحد الأصدقاء الّذين أدّوا فريضة الحجّ , أنّه أثناء ما كان يؤدّي إحدى مناسك الحجّ صادف أن رأى زميلاً له يؤدّي فريضة الحجّ رغم علمه به قد أدّاها مسبقاً خاصّة ودخله المادّي المعيشي كان بالكاد يكفيه ويكفي أسرته ! .. وبعد تبادل التحيّة بينهما , سأله عن سبب تكراره الحجّ وأموره المادّيّة غير ميسّرة “باعتبار أنّ الحجّ مرّة واحدة مو شبع!” , أجابه الزميل هذا ؛ انّه يؤدّي فريضة الحجّ نيابةً عن الإمام “ابن حزم” كون هذا الإمام لم يؤدّي فريضة الحجّ طيلة حياته ولغاية ما مات رغم عزمه على ذلك , بسبب وضعه المادّي الصعب ! .. 

 ابن حزم ولد في 30 رمضان 384 هـ / 7 تشرين الأوّل 994م . في قرطبة – توفّي في  28 شعبان 456هـ / 15 شباط  1064 .. 

ومن هو هذا ابن حزم ؟ .. أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري , وهو إمام حافظ , فقيه ظاهري , ومجدد القول به , بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق , ومتكلم , أديب , وشاعر , وناقد محلل , بل وصفه البعض بالفيلسوف , وزير سياسي لبني امية , سلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع , يعد من أكبر علماء الأندلس  ! ..

لكنّنا نقول ( الحمد لله ) فإنّ “أهل البيت” جميعهم حجّاج ! .. ولكن الخوف من “الأطفال والصبية” الّذين قتلهم المجرم عبيد الله بن زياد ؟ .. ما أدري ؟ توجب عليهم أداء فريضة الحجّ ؛ لا ؛ والله ما أدري ؟ .. بس مصيبة ستكون أكثر فرحاً ستسقط على رؤوس العراقيين من قرار استبدال الحصّة التموينيّة إنّ كانت تستوجبّ ! .. , ومصيبة حقيقيّة لا تعادلها جميع التريليونات الّتي “صرفت” على الحصّة التموينيّة  , لأن خزينة العراق ستضطرّ إلى الاقتراض من صندوق النقل الدولي أضعاف ما استقرض منه , ولن تكفيها المئة والثلاثون مليار ! لأن “الذراري” من “آل البيت” لا يعلم أعدادهم الحقيقيّة إلاّ الله ! .. لكنّ الراسخون “في العلم” من أعضاء حكومة العراق من المعمّمون ومن غيرهم , لا يعلمون أعدادهم .. ذلك عدى عدد أقارب الحكومة وذراريهم وذراري ذراريهم من يوم إبراهيم “ع” ولغاية اليوم .. ! .. وهنا تكمن مصيبة