19 ديسمبر، 2024 1:16 ص

حلبة…مجلس النوابَ

حلبة…مجلس النوابَ

أمر مؤسف جدا أن نرى ثورة فارغة في أروقة مجلس النواب ,تحولهُ إلى حلبة للنزاعات والمناكفات المدفوعة الثمن سلفاً, دون الالتفات إلى أهم المنعطفات والمشاكل والمآسي التي تعصف بالعراقيين يوميا وتجعل من أشلائهم ودمائهم وشماً على الارصفه والساحات ….
فوضى واشتباكات تعج بساحة هذا المجلس يفجرها مقترح قرار تقدم به النائب حيدر الملا يلزم الحكومة بإزالة صور الخميني والخامنئي من ساحات وتقاطعات الطرق في مدينة بغداد متجاوزا هذا النائب الخطوط الحمراء التي رسمتها كتلة التحالف الوطني لمسارات مجلس النواب ,ليصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي وتوجيه اللكمات المباشرة وينتهي الأمر إلى تأجيل الجلسة وفضَها بمؤتمرين لكلا منهما…
تجلى عن ذلك انتفاضه عارمة قادها التحالف الوطني مطالبين الملا بالتراجع والاعتذار وفتح تحقيق كون الموضوع يعُد إساءة واضحة للرموز الدينية و تجاوزا على قدسيتها وكأن قدسية المراجع اختزلت في حجم ألصوره ووجودها من عدمه, في الوقت الذي أكَد عدد من المراجع الدينية العراقية ألمقدسه في النجف الاشرف ابتدأ من السيد السيستاني وانتهاءً بالسيد مقتدى الصدر إلى رفع صور المراجع ورجال الدين من الساحات والأماكن ألعامه تحقيقا للوحدة ونبذ المسببات التي تخدش وحدة المسلمين وتعكر صفوة عقائدهم …

حيث كان للنائب كاظم الصيادي جولة صاخبة شابها الحماس والانفعال والتصدي ,لاتوازيها جولة تذود عن حقوق العراقيين ودمائهم المستباحة ,والغريب في الأمر ,الموقف الذي وحًد هذا التحالف وجعله كالبنيان المرصوص دون أن توحدهم جل مصائب العراقيين ومآسيهم على مدى سنينهم العجاف ,لينكشف امرهم رغم اختفاء اتهم تحت ظلال الشعارات والمزايدات اليوميه الكاذبه ,,,

واليوم وللتاريخ نتسأءل عن جدوى وجود هذه الصور والملصقات لتشغل مساحات واسعه في تقاطعات العاصمه بغداد باحجام لاتوازيها احجام؟؟؟اذا كان وجودها يعني اعتزازا بالمرجعيه الدينيه فان مرجعية الخميني والخامنئي يتبناها قليل من العراقيين وهم السياسيون الذين كانوا في ضيافة ايران ايام نضالهم ولايجوز لهم فرض هذا الوضع على الاكثريه من الناس حيث جود هذه الصور في ظل هكذا اوضاع مربكه ربما يعرضها للاساءه وهذا حصل فعلا ولوتكرم الاخوه في التحالف الوطني بالخروج من صومعتهم الخضراء وتجولوا في ساحات بغداد لوجدوا هناك عدد من الصور الخاصه بمراجع ايران قد تم الاساءه لها بصب الزيت التالف على واجهات هذه الصوراو تمزيقها, ناهيك عن ماحصل اخيرا في مدينة الصدر من مصدامات انتهت بقتل وجرح افراد  ازاء هذه القضيه
واذا كان دستورالعراق الجديد قد اجازالوجود لهذه الصور فلا داعي للاختلاف كون الامر دستوري ومتفق عليه الجميع

اذن هناك إغراض سياسيه وليست دينيه ربما تكون مفروضه على السياسيين وليس بامكانمهم منعها لان وجودهم مرهون بهكذا مشاريع.. وهذايعكس خسة هولاء السياسيين وضعف وطنيتهم ,هؤلاء الذين يرضون لأنفسهم المذله والمسكنه والعيش تحت ظلال الوصايا الخارجيه ظنا منهم بان هذه الجهات ستكون حاميه لهم يوم لاينفع مالا ولابنون وتناسوأ حقيقه با ن الشعوب هي دروع حماية المخلصين والوطنيين وان قسوة الشعب وغضبه لا يفلت منها من يخون الامانه الوطنيه ويتخذ من غير ذلك سبيلا…وان العروش لاتدوم ولكن تبقى المواقف الوطنيه المشرفه منارا في ذاكرة الشعوب لمسارات التحرر والسلام

ألخلاصه ..ان ماحصل يبعث رساله سلبيه غير مطمئنه لعمل المجلس ويعكس الفشل الدائم لهولاء السياسيين كما يوكد استمرار مناهج التفرقه والتأمر الطائفي في تقسيم المكون العراقي وإبقاء العراق في زاوية المراوحه والتناحر , ان المراجع الحقيقيون لاتخلدهم الصور والملصقات بقدر ما يخلدهم السفر التاريخي والفكري والأخلاقي ولاداعي لمقاطعة الاخوان في التحالف الوطني جلسات البرلمان ولامبرر (لزعل السيد الجعفري ) واشتراطاته..وان حوزة النجف الاشرف تبقى قامه شامخه ومبعث للعلم وللفقه وان العراق هو اكبر من الخميني وخامنئي بالنسبة للعراقيين ……بثرى الاطهار علي والحسين(ع)  وان الأوطان سبقت الأديان.