سعاد ارشد العامري أمينة بغداد في الخمسينيات، حيث كان الزمان غير الزمان، والناس غير الناس، كانت بغداد مدينة صغيرة، وعدد سكانها اقل بكثير من ألان،فيها منتسبين ( يستحون، ويخافون الله)، اليوم يبدو أن (مكرود العصر) الذي ورثها من (نشال العصر)، أعجبته فكرة تقليد أمور العاصمة لامرأة بدل رجل، ليتناغم مع الغرب ويقر بحقوق المرأة وإمكاناتها..! فكانت بنت الحلة ذكرى محمد علوش العبايجي (نسبة الى خياطي العبي الجاسبي)، بناء على اقتراح من (الزعلان) حسين الشهرستاني (لما فلح لليوم بأي منصب تولاه)، وبتشجيع من السيد الأديب (الي خسر كل شيء)، المهم تم تكليف اللعبايجي وبالوكالة (ردت حليمة لعادتها القديمة) الوكالات التي دفع ولازال يدفع ثمنها غالي العراق وشعبه، العبايجي حسب المتوفر عنها تسكن مدينة الحلة هذه مخالفة للقانون، لان المسؤول المحلي يجب أن يكون من سكنة المحافظة لمدة لا تقل عن عشر سنوات،( واسئلو مدحت المحمود، بس حلفوه) تحمل دكتوراه بالهندسة المدنية(ما شاء الله) ومدير عام الأعمار في وزارة التعليم العالي الذي لم نسمع أنها قامت ببناء( مرافق صحية) في أي جامعة أو مقر الوزراة (لعد على أساس شنو قيموها الشهرستاني والاديب.!).
صدر تكليف الدكتورة العبايجي وستباشر بأذن الله في منصبها، لكن كيف ستتعامل مع ( لازم الأعور) مدير قسم النظافة في بلديات العاصمة (إلي متعود يجيب خمس عمال نظافة يسجلهم خمسين)، وكيف تتمكن من التعامل مع أمناء العاصمة المخفيين (عصام الاسدي وابن اخيه عمار المدير العام بالأمانة وحجي شبل وغيرهم من الحيتان )وكيف ستتعامل مع آليات ومركبات أمانة بغداد التي تنخرط في أعمال القطاع الخاص وتترك مهامها العامة! ماذا ستفعل للسواق والمهندسون والمسئولون الذي يبرمون صفقات مع شركات أهلية لتشغيل آليات الأمانة فيها..ما طريقتها في مراقبة مسئولي متابعة التجاوزات ( اللي يحرضون على التجاوز علمود المقسوم) ويحصلون على مئات الألوف يوميا من هذه الصفقات، ما هي عقوبتها ل( جلال ) معاون مدير عام العقارات الذي (ملك) نصف أراضي الأمانة لمسئولين كبار( يداري خبزته)، العبايجي (ورطوها) بدائرة تتنفس الفساد في كل مفاصلها، فالتجاوزات في الأسواق التابعة للأمانة، أكثر بعشرات المرات من المحلات التي تجبى الأمانة إيجارها الشهري، غريب إن المرحب الوحيد بتنصيب (هاي المكرودة) صلاح عبدالرزاق (حرامي
بغداد)، صاحب االسيطرات و(البنكلات) المليارية والمجمعات السكنية (الدجاجية) هل هناك سر في هذا الترحيب ( يجوز ورطوا البنيه المكرودة تعالج ملفات فساد) خاصة وان الشهرستاني بيك سبق وان دعم ترشيح عبدالحسين المرشدي، وجعله (حديده عن الطنطل)، ليعبثوا بالأمانة كما شاءوا.
للأمانة عبعوب بكل ما فيه (أحسن ألف مرة) من العبايجي، لا لخلل فيها، لكن الزمان ليس زمان كفاءات فقط، اليوم الأمانة ومعظم دوائر الدولة، بحاجة لرجل (اخو خيته)، ثوري مقاتل، مسنود بظهر قوي، يجمع حوله رجال لا يخشون بالله لومة لائم، يتصدون لمافيات دمرت بغداد، وحولتها إلى مدينة مستباحة، لا تجد فيها فضاء لم يتم البناء فيه، حتى بعض البيوت تقدمت للأمام لتفتح محلات فيها، جميله هي الشعارات الرومانسية والحديث عن بغداد عاصمة الدنيا، تتولاها امرأة تحمل بمؤهل علمي كبير، لكن الواقع لا يعالج هكذا، فمثل العبايجي اليوم؛ ممكن أن تختص بالتخطيط للأمانة، فمديريه الأعمار في التعليم العالي ليس أمانة بغداد( والبنية محد شافله انجاز)، ثم التعيين بالوكالة وهو سلاح (نشال العصر) للسيطرة على كل الدولة، هو من ساهم بتدمير البلد وبالخصوص بغداد، كل من تولى مهمتها بالوكالة، لهذا كان هاجسهم (يأخذ مالته، ويؤمن مستقبل الولد)، لان يفكر بأن (شغلته مؤقتة)، هذه انتكاسة في مسيرة الحكومة في بداية عمرها ولا تختلف بالمطلق عن ( انتكاسة أسعار النفط)، على الكتل السياسية أن تقف بالضد من الوكالات والتوكيل، قبل أن (تحلى) للعبادي، ليتخلص بواسطتها من ضغط ( الزعلانيين)، مبروك للعبايجي (مكرودة العصر)، ندعو مخلصين لها بالنجاح( وهو مستحيل)، لان لازم الأعور (عبعوب ماكدره)، وعلى الرومانسيين والحالمين بسعاد ارشد العمري، تأجيل أحلامهم لزمن لا أظنه سيأتي قريبا.