9 أبريل، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

حكيم اليوم وحكيم الأمس.. امتداد أم خروج عن النص؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تسعى العائلات والأُسر التي ذاع صيتها، واشتهرت بمنقبة ما، أن تحافظ عليها على مر الأجيال، وتوفر كل إمكانياتها المعنوية والمادية والبشرية، للإنشاء جيل متمم لما اشتهرت به من العلوم أو العلماء أو الطب، ترسم لنفسها منهاجا، وتضع قواعد وأسس ومبادئ، يحتم على من يتولى القيادة أن يلتزم بها وبتفاصيلها الدقيقة.
اشتهر اسم آل الحكيم منذ تولي السيد محسن الحكيم (قدس) مرجعية الدينية العليا، في مرحلة تاريخية صعبة، في منتصف قرن العشرين، حيث كان لشيوعيين في أوج قوتهم في العراق، حيث قاد الحكيم دفة المرجعية بعقلية متزنة، وتطور ملحوظ، أعقبه فتاوى سياسية، وتوسيع علاقات خارجية وداخلية لم تشهدها الحوزة العلمية من قبل، وجهت الأنظار وسلطة الأضواء، لإدارتها الحكيمة، وعمقها المعرفي.
بعد تولي النظام العفلقي سدة الحكم، وصعود نجم البعث، عملوا على تحجيم دور المرجعية ومضايقة طلاب العلم، ومحاربة أساتذة الحوزة العلمية الشريفة، حيث مورس بحقهم كل أنواع الإقصاء وزج جمع كبير من علماء الحوزة العلمية في سجون البعث، ومن ضمنهم السيد محمد باقر الحكيم، ثم اصدر النظام عفوا عن السجناء، أتاح للسيد من الهجرة خارج الوطن، وأقدم المجرم صدام في ليلة الثلاثاء 26رجب 1403 هـ على اعتقال 72من أسرة آل الحكيم وفيهم العلماء والمجتهدون مثل آية الله العظمى المقدس السيد يوسف الحكيم وآية الله العظمى الشهيد السيد
عبد الصاحب الحكيم وقد خضع الشهداء لأساليب التعذيب الوحشي الذي مارسه ضدهم أزلام النظام العفلقي لانتزاع الاعتراف منهم بعلاقتهم مع بالسيد محمد باقر الحكيم قد سره .
امتداد النسل الطاهر لآل الحكيم، لم يكن العرق الهاشمي العلوي هو الوحيد الذي يورث عندهم، بل كانت المبادئ والقيم والمنهج السليم في بناء الفكرة والمعتقد، والإيمان المطلق بالمرجعية العليا في النجف الأشرف، أثبتها السيد محمد باقر الحكيم في خطبته الأولى في حرم جده أمير المؤمنين ع حيث قال(إني اقبل أيادي المراجع العظام واحد واحد)، من يقلب صفحات التاريخ، سيجد إن هذه العائلة الكريم لم تترك ارثها الذي تعدى ال100 عام من النضال والجهاد والسياسة الحكيمة، ولن تسمح لأي كائن أن ينحرف عن المسار الذي خطه الأجداد وتبعه الإباء، وسار عليه الأبناء!
اليوم ونحن في عصر سيدا من أحفاد ذاك المرجع الكبير، وابن لمجاهد عظيم وابن أخ لمدرسة إنسانية وثقافية ودينية عميقة البصر والبصيرة، نجل السيد عبد العزيز الحكيم(قدس) نشا وترعرع بأحضان عمه وأبيه، حيث القصب و الاهوار والرصاص والنار، واليوم يتعرض لهجمة شرسة ودنيئة، في زمن الفتن والملاحم، أعانته السماء والخيرين من أبناء هذا الوطن، على بناء البلد وإعادة حقوق من ضحوا في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصر الدين والوطن.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب