8 أبريل، 2024 2:32 م
Search
Close this search box.

حكيمٌ في زمــن خلا مِن الحُكماء

Facebook
Twitter
LinkedIn

في عـــالـم تسـوده الفوضى وتغلـب عليه صفة اللاعقلانية في التصرفات على واقع الحياة
عالم ممزوج بحب الذات والانا على حساب الغير ,عالم بدا خالياً من التصرفات الصحيحة في المعرفة الحقيقية لواقع يعيش النقيض , بالامس البعيد كانت الناس تطلب الحكمة وتأخذ من الحكماء النصح , للأسف أفتقدنا الحكمة وأضحينا نُنَظر الأقوال بإفعال بعيدة عن الحكمة ! وأخذت السرعة في التصرف منوال يتخذه أصحاب الشأن وربما أصبحت تحوي في طياتها لوناً من السطحية في إعطاء الحلول لذا كثيراً مانرى التصرفات السريعة هوجاء وطائشة!! والواقع مليء بهذه التصرفات وبالاخص في عالمنا السياسي حتى كان مردوده على حساب حياتنا في كل الاوساط إجتماعية كانت أم إقتصادية أم ثقافية أوغيرها

فالحكمة إمام عاقلٌ يملك سلطاناً معنوياً يسري فعله على الناس ببطءٍ شديد. ومع أنّ هذا الإمام العاقل يفتقر إلى سلطة التنفيذ السريع والهيمنة الشاملة على عقول الناس فإنّه يقف في كل عصرٍ وزمان وراء الشرائع والقوانين والسلوكيات الخُلقية والأعراف الاجتماعية يُغذّيها بنُصحه، ويُوجّهها بمعارفه، ويُضفي عليها صفةَ الإلزام والقَبول العام تحت نظرِ الدولة والسلطان..كم يحتاج إليها البشر جميعا وبخاصة القادة وكل من هو منصب بل تحتاج إليها الدول أيضًا. وهي الميزة التي يجب أن يتصف بها رجال السياسة
ما أحوجنا لحكيم في زمن خلا من الحكماء زمن تصطبغ فيه صناعة المعرفة والحكمة في حين انهما مختلفتان واصبح كل شخص ممن يتسيد موضع معين يدعي الحكمة والمعرفة !!
لايمكن لكل شخص ان يكون حكيماً فهي فضيلة عظيمة لايمتلكها احد قيل ان الحكيم عيناه في عقله , ممكن القول ان كل إنسان حكيم يكون ذكيا. ولكن ليس كل ذكي حكيما..! الحكمة نور عقلي داخلي كماهي نور خارجي يُنير للأخرين طريقهم

لطالما إن الحكماء تصرفاتهم متزنة رزينة قد نالت حظها من التفكير والدراسة والعمق والفحص قبل صدور الكلام منهم يقتضي الامر النظر بروية لمعرفة الاحداث من حولهم لكي يعطوا حلولاً صائبة تفيد الواقع الانساني وتعود إيجاباً عليه هذا ما أتصف به المرجع الصرخي بحكمته وحنكته في قراءة الاحداث وتشخيص الداء واعطاء العلاج اللازم ومواقفه شاهدة على ذلك

الحكمة تقتضي في الإنسان أن يدرس نفسية وعقلية وظروف كل من يتعامل معه بهذا يستطيع الخوض لحل أنسب ورؤية صحيحة ,في لقاء لصحيفة ايلاف عام 2007 حين طُرح سؤال على المرجع الصخي اجاب بحكمة ودراية لواقع تعمه الفوضى وتكسوه رياح الغدر
وكان السؤال :ماهي الحلول للأوضاع السياسية والامنية والخدمية في العراق ؟
جاء الجواب(لا يخفى على العاقل أن الحلول للأوضاع الخدمية يتوقف جلّه على تحقق الحلول للأوضاع السياسية والأمنية ,ولا أجد أي حرج ولا تردد في القول إن العكس صحيح وتام أيضا, فلابد من السير والمسير المتوازن الصادق الواقعي في الاتجاهات الثلاثة الأمنية والسياسية والاقتصادية الخدمية,والمهم والاهم هو إضفاء الشعور الصادق وتحقيقه وترسيخه عند الآخرين وتيقنهم صدق وتمامية العمل والمسير كي يحصل الاطمئنان وتهدأ النفوس ،… والمشّخص للعلة والمرض العضال بالنسبة إلى تردي الأوضاع الأمنية يلاحظ جلياً ويتيقن ما ذكرناه قبل حوالى أربع سنين ,من أن العراق وشعبه المظلوم أصبح ساحة لتصفية حسابات عالمية تشترك فيها دون غيرها قوات دولية وإقليمية, فمن الناحية السياسية/ نقول إن الاحتلال هو السبب والعلة الرئيسة في جعل العراق وشعبه المظلوم ساحة لتصفية الحسابات ، والذي تسبب في تدخل دول الجوار والإقليم والعالم في العراق لتجعل من تردي الأوضاع الأمنية والسياسية وإثارة الفتن الطائفية وإزهاق الأرواح ونزيف بحور الدم العراقي درعاً واقياً لدولها من توسع المحتل في المنطقة وخارجها, وجعلت من مأساة الشعب العراقي وسيلة لعرقلة المشروع الغربي الكافر في المنطقة…)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب