23 ديسمبر، 2024 1:07 م

حكومتنا .. من ينقذ عبد الإله الصائغ ..؟

حكومتنا .. من ينقذ عبد الإله الصائغ ..؟

·       حين يتباهى النبيون– امام القدرة الجليل- فانهم يتباهون بعلماء امتهم..لأن مداد اقلامهم بمنزلة دماء الشهداء..

وحين تتباهى الشعوب-مع نظرائها- فإنها تتباهى بالمبدعين والاعلام–اول ما تتباهى–لانهم من يجمّلون الحياة..ويحملون مصابيح المستقبل المنشود؛ ولم اجد في عموم قراءاتي ان امة من الامم تباهت بسياسييها او بحكامها الا من رحم ربي ومن عصم من السرقة والفساد والجمع بين التديّن والركض وراء مغريات الدنيا.

·       لعراقنا اعلام تنحني لأسمائهم الهامات؛ وتفخر بهم البلدان التي يحلون بين ظهرانيها؛ والامثلة تقصرعن الاتيان بالأدلة؛ فهل يمكن لورقة مقتطعة ان تعطي صورة كاملة عن غابة مترامية الاشجار؟!

من هؤلاء الاعلام..البروفيسورعبد الاله الصائغ؛ الاكاديمي الذي تُدرّس كتبه ك(مقررات)في عدة جامعات تمتد على جغرافية الوطن العربي؛ والاستاذ فوق منابر الدرس؛ الذي انار درب الطلبة ومدّهم بالمعلومة والتوجيه والمساندة لما يقرب من 40 عاما؛ حتى اذا امضّه قيد حريته؛ امتطى الهجرة والتغرّب بين فيافي المطارات والمرافئ؛ليحطّ رحال شيخوخته اخيرا؛ في بلد لا عواطف فيها ولا قيمة للإنسان الا بما يملك من(مادة) ويكنز من مال؛ وانى لمثله ذلك!!

·       اثناء تعقيبات واخبار(الفيسبوك)عرفت حالته المرعبة التي وصل اليها؛ فقد ألمّ الشلل بنصف جسده السفلي؛فاتصلت للاطمئنان لأجده في(مستشفى امريكي)وعمليته هي الاصعب في العمود الفقري؛ وتكاليفها هي الاغلى؛ وتناهى اليّ صوت الشاعر فيه متمثلا بأبيات هي الادق في التعبير عن حالته(

وصرنا نلاقي النائبات بأوجه – رقاق الحواشي كاد يقطر مــــاؤها

 

إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت – علينا الليالي لم يدعنا حيـــاؤها)

فكان لزاما عليّ ان اضمّ صوتي لأصوات اصدقائه ومعجبيه ومجايليه ومن يعرف قدره؛ واناشد الحكومة باعتباره احد مواطنيها ؛ ووزارة الثقافة .. فهو الناقد والشاعر العلم ؛والفضائية العراقية – الوريث الشرعي لتلفزيون العراق- فلطالما قدم لها ومن خلالها الكثير من البرامج وقوّم الكثير ؛ واتحاد الادباء.. فعبر اكثر من دورة كان هو من اعضاء المكتب التنفيذي والمجلس المركزي ؛ وحكومة الموصل المحلية(التي تتلمذ على يديه العشرات من طلاب احيائها) وحكومة النجف (وفاء لمسقط رأس وانتسابا لآل بيت؛ وخدمة لارشفة تاريخها الاجتماعي والثقافي) ووزارة التعليم العالي ممثلة بوزيرها الدكتورعلي الاديب.. فلخدمات الصائغ في الدرس والتعليم باع يمتد لعقود ؛ وساستعين بخطاب نشره الاستاذ الدكتور(جعفر عبد المهدي صاحب) مؤخرا في موقع ( كتابات )جاء في بعض فقراته؛ وبعضها على لسان الصائغ نفسه(ان معالي وزير التعليم العالي السيد علي الاديب قد جاء الى امريكا؛ وحدثه الدكتور طاهر البكاء وزير التعليم العالي السابق بما معناه إن خسارة الصائغ لاتعوض وهو مريض ويحتاج الى ضمان صحي  كما حدثه البروف عبد الهادي الخليلي في الإتجاه ذاته وكنت واقفا فصافحنا ماشيا وقال اكتبوا لي طلبا حول الصائغ) ثم يضيف الدكتور جعفر(والله لو كان هذا الرجل أمريكيا لوضعوا له تمثالا امام بيتهم الأبيض،ولو كان أسرائيليا امام كنيستهم،ولو كان روسيا أمام كريملنهم، ولو كان المانيا أمام بوندستاغهم. فما هي الصورة في عراقنا؟!!

 هذا وضع يكتنف احد رموز أكاديمينا ومفكرينا وأدباءنا المعاصرين، أنه البروفيسورالدكتورعبد الإله الصائغ، فما هو رد فعلكم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وأنتم في موقع المسؤولية الأول في عراقنا الحبيب ايها السيد الوزير؟)

·       واحدة من مهازل القديمة ؛ ونحن نعيش ايام عاشوراء ؛ ان الفرات..شربت من مائه الكلاب والبهائم ومنع عن الحسين ابن بنت رسول الله !!

وواحدة من المهازل المعاصرة ؛ ان عراقنا اليوم يغرف من خيراته الاميون ومزورو الشهادات ويموت بحسرة كفافها اصحاب العلم والشرفاء !!

.. ايها الموقر يا وزير تعليمنا العالي ؛ هل تعلو لمسؤوليتك ..؟

·       حكومتنا الموقرة..هل نسمع خبرا يطمئن ؟

    مع ثقتي …….