23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

حكومة وثلاث وزارات فقط؟!

حكومة وثلاث وزارات فقط؟!

الوعي الثقافي، وخاصية البحث عن الحقيقة، هي التي يفتقد إليها المجتمع العراقي، قد يكون هذان السببان الرئيسان في عدم نضج العملية السياسية في العراق، بعد مضي أكثر من اثنا عشر سنة، على الإطاحة بحكم الدكتاتوري، وما زالت المخاوف الانتماء السياسي، تنبض في عقول أفراد الأسرة العراقية.

ربما لا تكفي هذه السنوات القليلة، لجلي ذاك الصدأ المتراكم، على مدى خمسة وثلاثين عاما، من سلب للحريات، وظلم للعباد، وتعذيب وترهيب، الذي عاشه المجتمع العراقي في تلك الحقبة المظلمة من عمره.

بعد بزوغ فجر الحرية القاتلة، انتقل العراق من مرحلة الكبت والتعتيم والضياع، إلى الحرية مطلقة اليد صاحبة الأظفار الطويلة، تخدش بسمعة الآخرين، بما تملي عليها أجنداتها.. “إعلام التسقيط” واحدة من نتاج الحرية الجديدة، يحتاج إلى تقليم الأظافر، وفرض قوانين، تكون رادعة لمثل هكذا نماذج تسيء للإعلام الحر النزيه.

الثورة التكنولوجية، في عالم البرامج الفوتوغرافية، فسحة المجال لأصحاب النفوس الضعيفة، مدفوعة الثمن، لاستخدام هذه التكنولوجيا، في التسقيط الإعلامي، في عملية تركيب الصور، وتزييف الحقائق، التي تنطلي على الكثير من شباب مجتمعنا، حيث يشكل النسبة الأكبر بين هذه الفئة المحرومة من التعليم والتثقيف لعقود من الزمن.

ما يثير الدهشة والاستغراب؟! ان للحكومة العراقية اثنا وعشرون وزارة -بعد التقليص الأخير، في عدد الوزارات- لكن في الآونة الأخيرة تقلصت إلى ثلاث وزارات في الإعلام المأجور.. هي النفط والنقل والشباب والرياضة، لأنها تنتمي إلى تيار إسلامي، واي نجاح يكتب لهذه الوزارات الثلاثة، هي نجاح للتيار الإسلامي، الذي لا يصب في مصلحة المنادون بالمدنية والعلمانية وغيرهم.

ليس هذا فحسب، بل وصلوا إلى التسقيط الإعلامي من خلال الصور المزيفة، والاستهداف غير أخلاقي، السطحي الساذج، فلم يجدوا ما يخدش سيرة عمل هذه الوزارات الناجحة، اتجه إلى المستوى الهزيل الذي تعيشه هذه المؤسسات الإعلامية الرخيصة، فكان الرد الصاعق

من مستوى الواثق من نفسه، على كل الشبهات، هنا تكلم قياس 45 على الأفواه المتاجرة باسم المظلومين.

سؤال: ما اسم وزير الشباب والرياضة في حكومة المالكي؟ ستجد كثير من الناس لم يسمع به! والقسم الأخر غير مهتم لأنها ليست من الوزارات السيادية كما يقال.. لكن في حكومة اليوم، الكل يعرف من هو وزير الشباب والرياضة، إلا يثير هذا الفارق تساؤلا؟ هذه الشهرة اليوم للوزارات الثلاث على باقي كابينة الدولة، ستكون من صالح التيار الإسلامي، فهي دعاية وترويج مجاني، وكما يقال(ان تكرهني او تحبني، ففي الحالتين انا شاغل بالك)، ستبقى الحقيقة هي الرابحة في النهاية.