يبدو ان الفشل الحالي يتحمله التحالف والدعوة والعبادي، واي منهم لا يدرك هذه الحقيقة، ويحاول ان يوهم نفسه، ان عناوين (الشراكة) او (الديمقراطية) يمكن لها ان يدفع عنه الغضب الشعبي القريب، او يغسل (العار) التاريخي الذي سيلاحق هذا التحالف الذي لوث بفشله اسم الدين المذهب والمرجعية..
ويمكن ان ندرج عدد من النقاط التي تخص هذه القضية، وهي:
اولا: ان انتفاضة شعبية قريبة ، سيكون هدفها الحكومة، وخاصة العبادي، لكونه رئيسا للحكومة، وقائدا عاما.. حسب الفهم الشعبي .. ويمكن للمراقب اللبيب ان يستشعر بوضوح، الغضب الشعبي في الشارع ضد الحاكم وحزبه وتحالفه.
ثانيا: ان العناوين الاخرى غير حاضرة في الذهن الشعبي، والعقل الجمعي يدرك ان الصلاحيات منحصرة بيد رئيس الحكومة.. أما محاولة العبادي الكلامية، للتهرب من هذا الواقع.. فهي ليست حلا، بل مشكلته الحقيقية.
ثالثا: ان (البرلمان) و (القضاء) عناوين بعيدة عن الذهن الشعبي، العام، وهي لن تتحمل اية مسؤولية نيابة عن العبادي.. هذه الحقيقة غائبة عن الرئيس.. الذي كان ولا زال (يراوح) بمكانه..
رابعا: ان التحالف بماهيته وافراده غير قادر على تشخيص ما يدور في العقل الجمعي العراقي، لان اغلب افراد التحالف وقياداته، لم يكن حاضرا في التسعينات وما بعدها، في الساحة العراقية، ولا يمكن له ان يدرك الواقع والمتغيرات وتاثيرها.
خامسا: ان التحالف بماهيته وافراده هو العلة الاساس للفشل خلال السنوات السابقة، لهيمنة افراد المعارضة على ادارة الدولة بالرغم من فقدانهم المؤهلات والخبرة اللازمة للحكم والادارة، وفسادهم الصارخ، فضلا عن استبعادهم للكفاءات الوطنية.
سادسا: منطقيا، ان المرجعية ستقف الى جانب اي حراك شعبي ضد التحالف والحكومة، لاصلاح المسار السياسي ولانقاذ سمعتها التي تلطخت بسبب التحالف وازلامه وفشلهم وفسادهم.
سابعا: ان عمليات الاعتقال والاغتيال للمتظاهرين، هي نتيجة لسذاجة التحالف وحكومته، العاجزان عن فهم الشعب العراقي، لماذا..؟.
وذلك، لان نسبة معتد بها، من الشعب، لا تتظاهر، لانها لم تجد فائدة من التظاهر، السلمي، بل تؤمن بوجوب الانتفاضة الغاضبة التي تزيل الطبقة الحاكمة جذريا..!
ويمكن القول، ان الفرصة الاخيرة للعبادي، لينقذ العراق، ويمنع المحذور، هي ان يكون القائد العام، بمستوى المسؤولية والمنصب التنفيذي الاول، ويبادر الى التالي:
الخطوة الاولى: التنسيق مع القيادات الشعبية الحقيقية ، وليس العناوين السياسية الفارغة شعبيا، لاتخاذ موافقة مبدئية لتغييرات ثورية، سريعة، وجذرية.
الخطوة الثانية: تجميد العناوين الاخرى، لمدة ستة اشهر، واعتقال حيتان الفساد، واعلان قانون من اين لك هذا..؟ والضرب بيد من حديد ، كما امرته المرجعية.
الخطوة الثالثة: الغاء القرارات التقشفية، الغبية، واعلان يومي امام الشعب، للمبالغ المسترجعة بتطبيق صارم لقانون (من اين لك هذا) على جميع الدرجات الخاصة منذ 2003.. وبالتعاون مع مكاتب وشركات تحقيقية خارجية ومحلية.
ومسك الختام قوله تعالى:
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (النحل76)