غير مستغرب أن تخرج علينا شلّة المنطقة الخضراء على لسان ناطقها علي الدباغ لتعلن دون خجل أو حياء عدم إمكانية استقبال اللاجئين من أبناء الشعب السوري في هذه الظروف التي تمر على إخوتنا في سوريا بدواعي عدم القدرة على توفير الدعم اللوجستي للاجئين كون جميع الحدود التي تربط بين العراق وسوريا هي مناطق صحراوية !!!
عذرا أقبح من ذنب … رئيس حكومة لم يجد من يحتضنه عندما كان مشردا و(ملاحقا) من النظام البعثي (كما يدعي) لم يجد غير الحضن السوري والأرض السورية والشعب السوري الذي احتضنه لأعوام مارس خلالها كل أنشطته وعاش حياته وكأنه بين أبناء بلده، حكومة نصف أعضائها إن لم يكن أكثر عاشوا نفس المصير الذي عاشه دولة الرئيس عندما كانوا (مناضلين) ولم يجدوا غير الأرض السورية ليعيشوا عليها، سوريا التي احتضنت العراقيين البسطاء سنين طوال وحملتهم على كفوف الراحة وتقاسمت رغيف الخبز معهم منذ 2003 ولغاية اليوم تجد اليوم الأبواب موصدة بوجه أبناء شعبها المسكين الذي لاحول له ولا قوة سوى رغبته بالتخلص من آلة الحرب والدمار التي حلت به، كل جيران سوريا فتحت أبوابها محتضنة أبناء هذا الشعب العربي الأصيل إلا العراق فقد أوصد أبوابه رسميا أمامهم وكأنه يبعث برسالة إلى كل شعوب العالم وأولهم الشعب السوري … رسالة مفادها بان العراقيين هم ناكري الجميل وليس لهم من شيم العرب شيئا وليس لهم من الأخلاق العربية من نصيب.
أتعجب على حكومة تتحدث عن موازنات انفلاقية لمئات المليارات من الدولارات وتكون غير قادرة على استيعاب لاجئين هاربين من آلة الحرب المدمرة ؟؟؟؟!!!! هل من المعقول أن لا تستطيع دولة مثل العراق أن تتحمل استضافة لاجئين ولا تستطيع توفير مأوى مؤقت لهم لحين انتهاء الأحداث الدموية التي تعصف بسوريا الآن؟؟؟ هل من المعقول عدم تمكن هذه الدولة من إقامة مخيمات على الحدود مع سوريا لاستقبال هؤلاء النازحين والتي لا تكلفهم شيئا سوى بعض الخيام والمأكل والمشرب؟؟؟ هل من المعقول أن تكون الأردن أو لبنان أو حتى تركيا اقدر من العراق على إسعاف واحتضان هؤلاء؟؟؟ ربما سيخرج علينا احد أركان هذه الحكومة الفاسدة ليقول بان الوضع الأمني لا يسمح بذلك وأجيبه بلغة بسيطة جدا وواقعية وأقول له … أين المليارات التي صرفت على بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية إن كنتم غير قادرين على احتواء مثل هذه ألازمات؟؟؟ ثم أين الضرر الأمني من أناس هاربين من آلة الحرب والدمار ولا همَّ لهم سوى العيش بسلام لحين انتهاء أزمتهم الحالية؟؟؟ صدقوني هم غير راغبين بالبقاء في العراق لو تحسنت أوضاعهم لأنهم يعرفون ومدركين جيدا بأنكم حكومة ناكرة للجميل ولا تملك من شيم العرب وأصولهم وأخلاقهم أدنى درجاته.
أسفي على هكذا حال ورد الدين واجب على كل إنسان شريف وللشعب السوري دين بأعناق كل العراقيين أينما وجدوا ولابد من رد الدين لهم باستقبالهم وإيوائهم وتقديم كل الإمكانيات لمساعدتهم على تجاوز محنتهم هذه، إن حكومة مثل هؤلاء لا تمثل الشعب العراقي ولا تعكس طيب أخلاق العراقيين وكرمهم باستقبال من يستجير بهم، ودعوتنا لكل أخوتنا العراقيين من أبناء العشائر العربية الأصيلة في الانبار ونينوى لاستقبال كل أخوتنا السوريين الهاربين من آلة الحرب كما فعلوا معنا في السابق فأخلاق العرب وشيمهم تحتم عليكم استقبالهم ولا تسمعوا لحكومة نصفها من بنى المجوس والنصف الأخر من بني إبليس مهما قالت ولا توصدوا أبوابكم بوجه من يستجير بكم.
وأتمنى من أخوتنا السوريين شعبا وليس حكومة أن يقبلوا اعتذارنا على موقف هؤلاء وسيبقى لكم دين في أعناقنا مهما حيينا ومهما أبعدتنا المسافات عنكم فانتم اصلاء وشرفاء وأصحاب مغانم وكرم أخلاق.
سؤال أخير لدولة الرئيس وزبانيته وأولهم هذا الدّبّاغ … لو كان ما يحصل الآن في سوريا يحصل في إيران فهل ستوصدون الأبواب أمامهم أم ستكون حدود العراق معهم مراعي خضراء تحتضنهم لأنهم أبناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟؟؟؟!!!!!.
[email protected]