انه الأستنتاج الوحيد والمنطقي لتصرفات الحكومة بعد خراب البلد واستهلاكه وتدميره على يدها ، وتكريس الفوضى وغياب القانون ، وأنقراض السيادة والأرادة وهيبة الوطن ، والأصرار على الفشل والتقصير والأهمال والأستخفاف ، وتفشي الفساد الذي ازكم انف أقاصي العالم ، بشكل جعل البلد أوهن من بيت العنكبوت ، لا يصمد أمام نسمة الهواء ، فتحوّل الى لقمة سائغة لكل صعلوك حتى لو كان أعزلا ، فماذا ينتظر هؤلاء وهم يرون تنامي خطر (داعش) ونشاطاتهم من حولهم ولفترة طويلة !، خصوصا أذا كان حكامُنا يأتمرون بأرادة المحتل ، وينفذون ما يُملى عليهم حرفيا مقابل (غنيمة) الكراسي ، مع علاقة أمريكا المريبة بهذا التنظيم ، والتي طالما ماطلت في تزويدنا بالسلاح لمواجهته بحجة (معارضة مسعود) لتسليح الجيش ، أو المشاركة الفعلية لضرب هذا التنطيم رغم ارتباطنا معها بأتفاقية أمنية رقص لها أمّعات الحكومة طربا ! ، والتي طالما قامت بقمع أي محاولة عفوية من الحشد لمعركة التحرير بحجة (ضبابية الحرب)! ، يبرز السؤال الأكثر ألحاحا هو ، ماذا ينتظر هؤلاء غير سقوط تلك المناطق بيد داعش ؟! ، ثلث مساحة البلد سقطت بيد هذه التنظيم بوقت أقل من القياسي ، الجواب الوحيد عن هذا السوأل الكبير، والذي ابتلعت فيه الحكومة لسانها لأنها تعرف الأجابة لكنها لا تجرؤ ، أن هنالك أوامرا من أعلى السلطات وأقصد بها المحتل ، للتنسيق وفتح ما تبقى من بوابات البلد المتهالكة أمام هذا التنظيم ، فكل تصرفات الحكومة تدل على التمهيد لذلك ! ،
ثم سحب القوات وهي تنساق كالغنم أمام بضعة (أوغاد) على (بيكبات) ، مع ترك المعدات العسكرية الثمينة والتي طالما فاح من صفقاتها الفساد لتقوية التنظيم ! ، جيش كان تأسيسه أحول وغير مدروس ولاأكاديمي ، جيش فرضته المحاصصة ، بدلا من أن يكون حياديا وفوق الميول والأتجاهات ، والا فأضغف الأيمان أن تحيي الحكومة مراسيم انتحار جماعي داخل المنطقة الخضراء لو كان لديهم ذرة من الشرف أو الوطنية أو الكرامة ، مجرد محاولة صغيرة لغسل العار ، أمام هذا التقهقر والهزيمة التاريخية الملحمية ، تجعل من هذه الحادثة نقطة (بل لطخة) سوداءً وعارا أبديا تاريخيا ، لكنها لم تفعل لأنها طرف في هذه المؤامرة الكبرى بل وُظِفَتْ لذلك !، عدا وجود داعش فعلا داخل قبة البرلمان والوزارات وكل الشرايين الحساسة !.من المحتمل أن يكون غباء الحكومة وقصر نظرها الشديد والبُعد عن المهنية وتسلط الطارئون والفاسدون على مفاصل الدولة وما نتج عن ذلك من الغياب التام لستراتيجية مواجهة الكوارث العديدة وبالتالي تركها تنمو كالسرطان قد أدى لذلك ، لكن النتيجة واحدة ، وعليه لا ينبغي لهذه الحكومة ، ان صحت تسميتها بالحكومة لأنها لا تمتلك مقوّمات حكومة ، أن تبقى متنعّمة لثانية واحدة على كراسيها التي ستتحوّل يوما ما الى خوازيق ! ، وآن الأوان أن يدفعوا الثمن بأسم كل الأعراف والشرائع السماوية والأرضية وما بينهما !، أما حاميتهم وولية نعمتهم أمريكا فمعروفة بتخلّيها عن عملائها ، وتسليمهم الى حتوفهم المأساوية بطبق من ذهب ، كالشيطان الذي يأمر الأنسان بالكفر ، ثم يتبرأ منه ! ، والتاريخ يشهد بذلك ، وما نهاية (شاه أيران) و (بوكوسا) و( بينوشيه) و(ماركوس) ، وغيرهم من أقزام أمريكا ببعيدة . هكذا أشتدت وطأة المظاهرات ، وطرقت ثورة الجياع أسماع سكان المنطقة الخضراء ، فبدأوا برمي التهم جزافا ، والقائمة تطول من التهم الجاهزة التي ترمي بها السلطة عادة في وجه الخصوم ، والتي طالما زخر بها العراق من الدولة الأموية (الأتهمات بالزندقة)
نزولا الى (خائن وعميل) ! وأنتهاءً (بالبعثي والمندسّ) ! والتي لا تدل الّا على التفاهة والأفلاس السياسي المطبق ، والتستر بالدين أو الوطنية لأجل استمرار النهب والأستئثار بالسلطة ، وأفتعال الأزمات أو تسخيرها لخلق مبررات القمع وخنق الحريات ، حقا أن هذا البلد يدين بالكثير (لميكافيللي) ! ، أو ربما يدين هذا الأخير لبلدنا ، لأنه كان المثال الساطع على طول تاريخه ، فألهمه كتابه (الأمير) !.هذا الفشل والتخبط لم أعد أسميه أخفاقات ، لأنها نتجت رغم التحذيرات التي تجاهلوها اصحاب الشأن عن عمد ، وبالواقع فالحكومة وظفت الأرهاب لصالحها ، فلولا هذه الحجة ، ما سكنوا المنطقة الخضراء ، وأحاطوا أنفسهم بالأسوار ، وعزلوا أنفسهم عن الخلق . ويأتي سؤال ملحّ آخر ، وهو ما سبب تهافت الأحزاب الدينية الشيعية ( وهي ليست كذلك لأنها انقلبت تماما على تراث أهل البيت) على خطب ود (مسعود) كارثة البلد التاريخية ، رغم (بصاقه) عليهم واستخفافه بهم من مكمنه في (سرة رش) ، وابتزازاته وتآمراته ، وأيوائه للقتلة السفاحين والأرهابيين ، وعلاقاته (المبهمة) مع داعش ، ما سر الأسراع في ردّ الأعتبار لحذاء آلاء طلباني في حركة ذليلة مهانة مستهجنة ، ما الذي جنوه هؤلاء من علاقتهم مع (مسعود) ؟ ، ما سر هذا الأسترضاء المحموم لمن يحلو له أن يرانا نحترق ، ويتمنى لنا الأبادة ، ولا يتحرك الا بدواعي الأنتقام ، بسبب رعونة وجريرة غيرنا !، اللهم الا شراكة (البزنس) والصفقات المريبة ، وملفات الفساد المتبادلة (وهي متوفّرة للقاصي والداني والحمد لله) !.أقول : عيب جدا على عمائمكم وشواربكم ، ان كنتم لا تستطيعون حرف المسار الذي خطّته لكم أمريكا ولو قيد شعرة ، مقابل الأحتفاظ بالكرسي ، فكونوا على الأقل صادقين مع أنفسكم وشعبكم ، وليتجرأ أحدكم على أطلاعنا على الحقيقة ، هل هنالك مَن يترك الحضيض ، ليتوجّه الى بوابة التاريخ ؟ ، أشك في ذلك كثيرا ، فأنتم عبيد ، وهذا ليس من شيمكم !…قال (مظفر النواب) …الهي ، أنت لا بد أن تغفرَ للكفرِ ، ان كان حُرّا أبيّاوهيهات أن تغفر (للمؤمنين) العبيد !….